عندما تدق الساعة الثامنة من مساء اليوم.. تتوقف الأنفاس.. وتتجمد النظرات في العيون.. فالجميع علي موعد مع المتعة المضمونة أو الكلاسيكو رقم217 بين برشلونة وريال مدريد في الأسبوع35 من الدوري الاسباني لكرة القدم. في مواجهة مثيرة من العيار الخاص.. ليس فقط لانها ربما تضع كلمة النهاية علي لقب الليجا هذا الموسم.. ولكن أيضا لانها تمثل ملحمة جديدة في الصراع الذي لا ينتهي بين الفريقين منذ أن عرفت الساحرة المستديرة طريقها لبلاد الماتدور. النظرة للقمة الاسبانية هذه المرة ربما تبدو مختلفا.. فقد وضعتها الأقدار قبل ايام قلائل من المواجهة المرتقبة لكل منها أمام بايرن ميونيخ الألماني وتشيلسي الانجليزي في إياب دور الأربعة لدوري أبطال أوروبا نهاية الأسبوع الحالي.. بالإضافة إلي ان كلا منهما شرب مرارة الهزيمة أمامهما وبات كل منهما يبحث عن كبريائه المجروح.. ومن هنا اطلق الخبراء علي لقاء الليلة لقب صدام الجريحين. منذ انطلاق صفارة نهاية مباراتي الذهاب أمام البايرن وتشيلسي.. وتفكير كل من البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال ونظيره الاسباني بيب جوارديولا يدور في فلك سهرة الليلة.. ويبدو ان التفكير الزائد عن الحد اثر علي إدارتهما لمباراتي دور الأربعة ولو بشكل جزئي.. فسقط الريال علي ملعب البايرن الذي يحتضن نهائي دوري الابطال1-2 برصاصة الرحمة التي أطلقها ماريو جوميز في الثواني الاخيرة بعد أن كان التعادل أقرب لانتهاء المباراة بعد هدفي فرانك ريبيري ومسعود أوزيل, لترسخ عقدة أليانز أرينا مع الأبيض الملكي. ولم يكن موقف البارسا أفضل حالا فقد كانت عقدة الفريق من ملعب ستامفورد بريدج حاضرة.. حيث سقط هو الآخر أمام تشيلسي, بهدف وحيد للفيل الايفواري ديديه دروجبا.. ليعجز حامل اللقب في تحقيق الفوز علي منافسه اللندني منذ2005. وبعيدا عن أجواء الحزن التي سيطرت علي جدران الناديين بعد الخسارة الأوروبية.. فان حالة الطوارئ فرضت نفسها علي الأجواء داخل كل منهما.. فجوارديولا لملم جراح لاعبيه وأغلق ملف تشيلسي وبدأ يراهن علي الناحية النفسية والجانب المعنوي.. وهو ما يجيده هذا المدرب الشاب ببراعة فقد ملأ الدنيا ضجيجا حول استحالة الفوز بلقب الليجا بعد اتساع فارق النقاط بينه وبين منافسه المدريدي الي عشر نقاط كاملة.. وهي كلمة لم تخرج من بين شفتيه خلال مسيرته التدريبية الناجحة, ولكنه كان يتحلي بالامل والثقة في قدرات لاعبيه إلي أن تقلص الفارق بينهما إلي أربع نقاط فقط. وبعيدا عن طموحات وأمنيات جوارديولا وجهازه فان المؤشرات والمعطيات نفسها تؤكد ان البارسا الأوفر حظا, فعلي مدار الجولات السابقة لمورينيو لم ينجح في إيقاف خطورة التيكي تاكا الكاتالونية سوي مرة واحدة في نهائي كأس الملك الموسم الماضي بفضل ضربة راس لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.. في حين حصل أبناء كاتلونيا علي العلامة الكاملة في باقي المباريات وأخرها مباراة الدور الأول التي حسموها لصالحهم بثلاثة أهداف مقابل هدف والذي سجله كريم بنزيمة الجزائري في الثواني الاولي من اللقاء في أسرع هدف في تاريخ الكلاسيكو. في نفس الوقت يري بعض الخبراء ان اداء الريال بات أفضل في الاونة الاخيرة واكتسب لاعبوه الشجاعة اللازمة للانقضاض علي مرمي فيكتور فالديز حارس البارسا.. لاسيما في ظل تخلص لاعبيه من الضغوط الجماهيرية علي ملعب سانتياجو برنابيو.. بالإضافة إلي أن الفريق سيكون علي موعد مع التاريخ في حالة لو سجل هدفا واحدا ليحطم الرقم القياسي لأفضل معدل تهديفي في تاريخ الليجا وهو107 المسجل باسم اميليو بوتراجينيو منذ22 عاما.. ويراهن النادي الملكي في ذلك علي الثالوث المرعب رونالدو بنزيمة- ايجواين والذين بلغ ما سجلوه حتي الان في المسابقة80 هدفا. وبالطبع فان الأضواء ستسلط بشكل كبير علي الثنائي ليونيل ميسي جوهرة البارسا ورونالدو خاصة بعد تساويهما في رصيد الأهداف ولكل منهما41 هدفا وهو اعلي معدل في تاريخ البطولة.. بعد ان حطم المهاجم البرتغالي الرقم الذي حققه في الموسم الماضي. صفوف الفريقين تبدو مكتملة قبل الكلاسيكو ال217 وان كانت الشكوك تدور فقط حول مشاركة المهاجم التشيلي اليكسيس سانشيز لاعب برشلونة بسبب الإصابة. مورينيو يستدعي23 لاعبااستدعي المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو23 لاعبا من الفريق الأول إضافة إلي الحارس توماس ميخياس.. وقسم اللاعبين الي ثلاث مجموعات.الاولي ضمت اللاعبين الذين شاركوا في لقاء الذهاب امام بايرن ميونيخ وضمت المجموعة الثانية بقية اللاعبين الذين تدربوا علي الجانب البدني واللعب بالكرة, فيما دخل كاسياس وآدم وتوماس ميخياس تدريبات الحراس باشراف مدرب حراس المرمي سيلفينو لورو. الريال في برشلونة اليومقرر ريال مدريد تغيير ديناميكية السفر إلي برشلونة في اليوم الذي يسبق المباراة..واتخذ قرارا بالسفر في يوم المباراة نفسه وهكذا قد يترك لاعبيه بدون تدريب أو تركيز علي المباراة يراهن الريال علي نقاط قوته وقرر السفر إلي برشلونة في يوم المباراة علي غير العادة حيث كان يتوجه إلي هناك في اليوم الذي يسبق المباراة.. وان كانت هذه الإستراتيجية ليست جديدة عليه, حيث أنه فعل ذلك عندما إلتقي مع البارسا في دور الثمانية لكأس الملك هذا العام. ديل بوسكي يحذر من التوترأعرب المدير الفني للمنتخب الأسباني لكرة القدم فيسنتي دل بوسكي عن قلقه من أن تؤدي مباراة الليلة إلي عودة التوتر الذي ساد المواجهات السابقة بين الفريقين.وقال دل بوسكي في تصريحات صحفية بالتأكيد الأمر يقلقني, لكننا الآن نملك ميزة بسيطة مقارنة بالماضي: اللاعبون يتمتعون بالخبرة بعد كل ما خاضوه. و(ذلك التوتر) لا يفيد أحدا علي المستوي الشخصي وأشار دل بوسكي الي انه يجب ان يدرك نجوم الفريقين من أمثال إيكر كاسياس وتشافي هيرنانديز وجيرارد بيكيه وسيرخيو راموس والباقين بأن الضغط شيء والمهنية شيء آخر... وأضاف أنه من حق أي لاعب أن يدافع عن ناديه لكن في الوقت نفسه ينبغي عليه احترام المنافس. المباريات المقبلةيلتقي برشلونة بعدها بالترتيب مع رايو فايكانو( في مدريد) ومالاجا وإسبانيول( في كامب نو) وريال بيتيس( في( الأندلس).أما الريال فمهامه المتبقية أكثر صعوبة, حيث يواجه إشبيلية( في البرنابيو) ثم القمة العصيبة مع أثلتيك بلباو( في سان ماميس بإقليم الباسك) وبعدها غرناطة( في الأندلس) وريال مايوركا( في البرنابيو).