يبدو حدث إطلاق الصواريخ الروسية على سوريا تطورا لافتا جدا فى المواجهة التى تقودها موسكو- فى اللحظة الراهنة- ضد داعش والتنظيمات الإسلاموية الإرهابية (جبهة النصرة- جيش الإسلام وغيرها)، وأقول إن الحدث لافت لأنه أولا يعكس إرادة روسية مؤكدة فى دحر الإرهاب وباستخدام أدوات متنوعة وبعضها غير تقليدي. ومن ناحية أخرى فهو تطور مفاجئ للولايات المتحدةالأمريكية والغرب الذين- بالقطع- لم يتوقعوا أن تصل مظاهرة القوة واستعراض العضلات الروسية هذه العتبة المتقدمة من حيث استخدام أسلحة متقدمة (فضلت روسيا استخدامها من قزوين وهو بحر مغلق يقع فى خطها ولم تطلقها حتى من فوق قطع بحرية فى شرق المتوسط). والأمر الثالث الذى يذكر فى هذا السياق أن ضربات الصواريخ المجنحة هى باكورة ناتج التعاون بين العراق وإيران وسورياوروسيا والتى تم استئذان بعضها فى اختراق الصواريخ أجواءها والوصول إلى بعض مواقع داعش التى يقع قسم منها على بعد أكثر من 1500 كيلو متر. أما النقطة الرابعة فهى الدقة الشديدة التى يتصف بها ذلك النوع من القصف، بالنظر إلى استخدام شبكة الأقمار الروسية الصناعية فى توجيهه ورصد الأهداف، وتلاحظ لى أن ذلك القصف الصاروخى تلا تصريح خطير لسيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى قال فيه: إن الجيش السورى الحر هيكلية وهمية ليقضى على فرص أى إدعاء أمريكى سمج عن أن قصف السوخوى الروسى يطول مواقع ما يسمى بالجيش السورى الحر، وذلك كلما ضربت موسكو موقعا لجبهة النصرة أو غيرها من التنظيمات الإسلاموية وصولا إلى داعش..كما يجىء القصف الصاروخى الروسى بعد أنباء تواترت من العراق تشير إلى عزم الدولة فى بغداد أن تطلب من روسيا التدخل عسكريا لمواجهة داعش على أراضيها. أما النقطة الأخيرة حول أسباب استخدام صواريخ أسطول بحر قزوين فهى أن ذلك النوع من الصواريخ يحتاج إلى تغيير المادة المتفجرة فيه إذا لم يستخدم خلال فترة بعينها، وبالتالى فإن استخدام تلك الصواريخ يقلل من تكلفة الحرب، ويستعمل أشياء كان سيتم إعدامها لو لم تستخدم. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع