عقب يوم من مصرع مستوطن إسرائيلى وزوجته فى هجوم مسلح على سيارتهما قرب نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة، تصاعد التوتر فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، حيث اشتد الحصار الأمنى للجيش الإسرائيلى على المسجد الأقصي، فيما أحرق جنون المستوطنين الغاضبين مزارع للزيوتون وسيارات للفلسطينيين فى الضفة الغربية. وأدى آلاف الفلسطينيين من القدس وأراضى 48 أمس صلاة الجمعة فى الشوارع والطرقات بسبب الحصار العسكرى المشدد المفروض على المسجد الأقصى المبارك، والقدس القديمة. وقال شهود عيان إن الاحتلال الإسرائيلى منع من تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من الدخول إلى القدس القديمة والتوجه إلى «الأقصى» لأداء صلاة الجمعة برحابه الطاهرة ، ما اضطر الآلاف من المصلين أداء الصلاة فى الشوارع والطرقات القريبة من بوابات البلدة القديمة وسط انتشار واسع لقوات وآليات الاحتلال. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلى قد فرضت المزيد من الإجراءات المشددة فى المدينة بدأت مع بداية عيد المظلة العبرى قبل 5 أيام، ونصبت المتاريس الحديدية بالقرب من بوابات القدس القديمة، وأخرى مشابهة على مقربة من أبواب المسجد الأقصى للتدقيق فى بطاقات المصلين. وتمكن بضعة آلاف من كبار السن من المصلين من المشاركة فى صلاة الجمعة برحاب الأقصى المبارك الذى بدت ساحاته شبه فارغة من المصلين بفعل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح شهود العيان أن قوات الاحتلال الإسرائيلى اعتدت على المصلين فى منطقة باب الأسباط خلال محاولة إبعادهم عن المنطقة، وتسببت فى اندلاع اشتباكات بالأيدى ومواجهات استخدمت فيها قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية الحارقة والهراوات ، ما تسبب فى إصابة عدد من الفلسطينيين ، فى حين أعلنت شرطة الاحتلال عن إصابة أحد عناصرها بحجر فى الرأس. وفى تطور لاحق، اندلعت مواجهات متفرقة بين المصلين وقوات الاحتلال الإسرائيلى فى أكثر من منطقة بمحيط وداخل البلدة القديمة ، تركزت أشدها فى منطقتى باب الأسباط والعامود. وأصيب بعد صلاة الظهر المصور الصحفى أحمد طلعت بعيار نارى فى القدم ، وكذلك أحد المواطنين الفلسطينيين برصاص حى فى القدم خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلى لمسيرة كفر قدوم السلمية المناوئة للاستيطان بمدينة قلقيلية. وفى نابلس، أضرم مستوطنون إسرائيليون النار فى أشجار الزيتون فى قرية بورين جنوب نابلس، وقال شهود عيان إن المستوطنين أضرموا النار فى أشجار الزيتون المحاذية لمستوطنية «يتسهار»، ردا على مقتل زوجين من المستوطنين فى هجوم شنه فلسطينيون أمس الأول. كما هاجم مستوطنون ليلة أمس منزل فلسطينى واحرقوا سيارته فى بيتللو بدون ان يؤدى ذلك الى اصابات، كما صرح رئيس بلدية هذه القرية الواقعة فى شمال الضفة الغربية . وقال رئيس البلدية هشام بزار ان «مستوطنين هاجموا الليلة منزلا على اطراف القرية وقاموا باحراق سيارة تابعة لصاحب المنزل وكتبوا شعارات معادية على المنزل غير ان احد لم يصب بأذى». وذكر مصور من وكالة فرانس برس ان من الشعارات التى كتبها المستوطنون بالعبرية «الانتقام قادم». وقال مسئول أمنى إن مناطق طولكرم ونابلس والخليل ورام الله شهدت اعتداءات من قبل مستوطنين من اغلاق طرق ورشق المركبات بالحجارة واحراق اشجار. وكان الناطق باسم الجيش الكولونيل بيتر ليرنر ان الزوجين ايتام ونعامة هينكين وهما فى الثلاثين من العمر ومن سكان مستوطنة نيريا قرب رام الله وسط الضفة الغربيةالمحتلة «قتلا امام انظار اطفالهما الاربعة» عندما كانا فى سيارتهما ليلا. وأصيب عدد من الفلسطينيين فجر أمس، بحالات اختناق وإغماء متفاوتة فى مواجهات بينهم وقوات الاحتلال الإسرائيلى على المدخل الشمالى لبلدة سنجل شمال محافظة رام الله والبيرة. وقال مواطن فلسطينى ويدعى عمر عصفور الذى يقطن على مقربة من الشارع العام نابلس - رام الله والذى يفصل بلدتى سنجل عن ترمسعيا إن جنود الاحتلال الإسرائيلى اشتبكوا مع الفلسطينيين الذين هبوا للدفاع عن البلدة بعد احتشاد المستوطنين. وأضاف: «لقد طالت قنابل الغاز عددا من المنازل بشكل مباشر، ما أدى إلى وقوع حالات اختناق عديدة، وأكد أن حالة من الترقب والحذر تسود بلدة سنجل، وبلدة ترمسعيا المجاورة فى ظل الانتشار الكثيف لجنود الاحتلال الإسرائيلى ووجود عدد كبير من المستوطنين». وفى تطور لاحق، هاجم المستوطنون منزل مواطن فلسطينى والواقع على الشارع الرئيسى فى سنجل مستخدمين الحجارة ما تسبب فى أضرار مادية فيه. يأتى ذلك على خلفية مقتل مستوطن إسرائيلى وزوجته فى هجوم مسلح على سيارتهما قرب نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة أمس. وهاجم مستوطنون إسرائيليون سيارات المواطنين الفلسطينيين جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية. وقال شهود عيان من قرية اللبن الشرقى الواقعة بين مدينتى نابلس ورام الله إن عمليات رجم الحجارة صوب سيارات الفلسطينيين تجرى فى طريق فرعى جنوب القرية، وأشاروا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلى أغلق الطريق الرئيسى الواصل بين مدينتى رام الله ونابلس وأجبر السائقين الفلسطينيين على سلوك هذا الطريق الفرعي. كان مسئول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس قدر عدد السيارات التى تضررت بسبب اعتداءات المستوطنين ب 200 سيارة . وفى جنين ، احتشد عشرات المستوطنين الإسرائيليين على مدخل مستوطنة «مابو دوتان» جنوب غرب جنين، وأفاد مصدر أمنى بأن المستوطنين احتشدوا فى خطوة استفزازية على مفترق مستوطنة «مابودوتان» ، المقامة عنوة فوق أراضى بلدة يعبد جنوب غرب جنين ، على الشارع الرئيسى الذى يربط محافظتى جنين وطولكرم ببلدة يعبد وقراها تحت حراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي. وعقب رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو الموجود فى نيويورك على هجوم نابلس، قائلا انه ناجم عن التحريض الفلسطينى واكد ان اسرائيل ستتخذ سلسلة اجراءات للدفاع عن امن مواطنيها. وأشار نيتانياهو الى ان السلطة الفلسطينية التزمت جانب الصمت حيال الاعتداء وامتنعت عن استنكاره. واضاف انه ابلغ الامين العام للامم المتحدة بان كى مون ان رئيس السلطة الفلسطينية ليست مستعدة للتفاوض، بحسب الاذاعة الاسرائيلية. واعتبرت حركة فتح بإقليم نابلس أن عملية بيت فوريك التى أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلى وزوجته هو رد طبيعى على جرائم الاحتلال الإسرائيلى وعربدة مستوطنيه. وحملت حركة فتح بنابلس ، حكومة الاحتلال الإسرائيلى المسئولية الكاملة عن أى تصعيد تقوم به قواتها وجماعات المستوطنين المتطرفة التى تقوم بجرائمها بضوء أخضر من حكومة نيتانياهو. وقالت فى بيان صحفى لها إن الفلسطينيين يدافعون عن أنفسهم وبيوتهم ومساجدهم التى نالها إرهاب المستوطنين وكان آخرها حرق عائلة دوابشة فى قرية دوما.