أكد الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الأمراض النفسية بطب عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي أن الصحة النفسية للأطفال هي بمثابة اللبنة الأولي لتطور الأمة. وشدد علي ضرورة اهتمام الدولة بالاستثمار في الصحة النفسية للأطفال, ودعا الي ضرورة انسجام الصحة النفسية للمرشحين لرئاسة الجمهورية, وعلي أهمية توافر الصحة النفسية في الناخبين لاختيار المرشح الأمثل لقيادة مصر في الوقت الحالي والبعد عن الاختيار العشوائي الذي قد يعتمد علي النظره الانفعالية للناخب وارتياحه لمرشح ما أو استظرافه لمرشح معين, بغض النظر عن الكفاءه والخبرة والقدرة علي العطاء, وحذر الدكتور ساهر هاشم أستاذ أمراض المخ والأعصاب بطب القاهرة من ظهور مرض التصلب المتناثر في الأطفال, وهو ما تم ملاحظته خلال السنوات العشر الأخيرة ولا يتم علاجه إلا إذا تكررت أعراض الحالة مرتين أو ثلاث, كما أكد, من خلال مناقشات المؤتمر الدولي الخامس عشر للجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية للأطفال, خطورة استعمال أحد مشتقات الإنترفيرون, حيث ينصح دائما هؤلاء المرضي بتناول عقار بيتا جلوبولين, وليس جاما جلوبولين والمستخدم لعلاج مرض الكبد, حيث أظهرت الدراسات أن إعطاء هذا الأخير للأطفال أو الكبار من مصابي التصلب المتناثر يؤدي الي العديد من المضاعفات الصحية علي مستوي الكبد والجهاز العصبي والتي يمكن تجنبها بمنح الدواء الصحيح. وطرح الدكتور أحمد رؤوف رئيس الجمعية والمؤتمر دراسة مهمة تقترح تعديلا لتصنيف التشنجات العصبية للأطفال لتكون طبقا للمراحل العمرية, وليس طبقا لنوع التشنج العصبي كما تقره الرابطة الدولية لعلاج الصرع, ووفقا لما يقوله الدكتور رؤوف فإن هذا البحث والذي قدم خلال المؤتمر الدولي للرابطة في أوغندا يساعد علي الكشف المبكر والتشخيص الأمثل للإصابة, حيث أن معظم أعراض التشنجات تأتي في شكل متلازمة لمجموعة من الأعراض في مرض واحد, وأوضح أن مسئولية طبيب الأمراض العصبية للأطفال كبيرة في هذا الأمر, لأنه يتابع الحالة باستمرار من خلال متابعته للطفل, وبالتالي يمكنه تشخيص الإصابة بصورة أفضل من غيره بكثير, موضحا ان كثير من حالات التشنجات عند الأطفال لاتستلزم إعطاء علاج لها مثل التشنجات الحرارية وحبس النفس عند الأطفال ولا يجب الاعتماد الكلي علي رسم المخ, ولكن يجب الأخذ في الاعتبار الأعراض الإكلينيكية أولا. وعن ضمور المخ عند الأطفال, تحدث الدكتور وائل مصطفي محمود عضو اللجنة القومية للخلايا الجذعية بوزارة الصحة عن تجارب الحقن بالخلايا الجذعية والتي أجريت ل44 حالة بعدة مستشفيات جامعية مثل قصر العيني والأزهر والإسكندرية والأكاديمية الطبية العسكرية, وقد أثبتت التجارب حدوث استجابة لنحو70% من الحالات, وأوضح أن أعراض ضمور خلايا المخ تظهر بوضوح في الأعوام الأولي من عمر الأطفال بصورة تأخر في المشي أو الحركة أو حدوث إعاقة في الكلام,, ورغم أن بعض الحالات حدثت لديها استجابة ملحوظة للعلاج, إلا أنه في ذات الوقت يجب التأكيد علي أن العلاج بالخلايا الجذعية لا يعد علاجا معتمدا حتي اليوم, وأن كل من يخضع للتجارب يتم إحاطته بكل الآثار الجانبية التي قد يتعرض لها ويوقع إقرارا بذلك, ويضيف الدكتور وائل إنه لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا المجال تم مؤخرا اعتماد مستشفي الشيخ زايد كمركز متميز لأبحاث الخلايا الجذعية التابعة لوزارة الصحة. ويضيف الدكتور أحمد رءوف أنه من المقرر أن تضع الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية للأطفال خطة عمل للاهتمام بمرض ضمور خلايا المخ عند الأطفال باعتباره من أمراض الطفولة, ومطالبة هيئة التأمين الصحي والعلاج علي نفقة الدولة بتعزيز دورها, حيث تشير الدراسات إلي أن معدلات الإصابة به في مصر تبلغ5 حالات بين كل ألف من المواليد, وهي نسبة مرتفعة إذا ما قورنت بالنسب العالمية, والتي تقدر بنحو2 في الألف, وترجع أسباب الإصابة بالمرض الي انخفاض نسب الأكسجين التي تصل لمخ الطفل وهو من الممكن أن يحدث خلال الحمل أو أثناء أو بعد الولادة, وهناك أسباب عديدة للإصابة منها انتشار زواج الأقارب في مصر وإجراء الولادات في المنزل, إضافة الي عدم المتابعة باستمرار مع طبيب الأطفال. كما عقدت جلسة خاصة عن مرضي الأوتيزم الذاتوية وفرط الحركة, حيث أجمعت الدراسات العالمية علي أن العلاج في المقام الأول لهذين المرضين يعتمد بدرجة كبيرة علي جلسات التقويم السلوكي وليس العلاجات الدوائية إلا في بعض الحالات, كما طالب المشاركون بضرورة وضع بروتوكول للتشخيص المبكر وعلاج مرض فرط الحركة, وذلك حتي تكون في متناول أطباء الأطفال في مصر, خاصة أطباء الصحة المدرسية. وتقول داليا سليمان رئيس الجمعية المصرية للأوتيزم إنه نظرا لعدم وجود بروتوكول موحد لتشخيص المرض أو العلاج, فإنه يتم حاليا تشكيل لجنة قومية ممثل فيها الجمعيات الأهلية ووزارتي الصحة والتربية والتعليم وكل الجهات المعنية بالمرض بهدف وضع بروتوكول موحد للكشف عن الإصابة بالأوتيزم ووضع برنامج العلاج الأمثل لكل حالة, إضافة الي تدريب أطباء الأطفال والتأمين الصحي بما يسهم في علاج العديد من المشكلات منها التحاق هؤلاء الأطفال في المدارس وتقييم مدي استجابتهم للتدريبات السلوكية.