اعتقلت السلطات الإسرائيلية أمس9 من النشطاء المتضامنين مع الفلسطينيين لدي وصولهم إلي مطار بن جوريون الدولي ضمن رحلة أهلا بكم في فلسطين قادمين من العاصمة الفرنسية باريس, وتمت احالتهم إلي الجهات الأمنية للتحقيق معهم, قبل أن تسمح لثلاثة منهم بدخول إسرائيل, وواصلت احتجاز6 آخرين. ونشرت إسرائيل650 شرطيا في المطار تمهيدا لوصول النشطاء المتضامنين مع الفلسطينيين, وذلك في الوقت الذي تظاهر فيه متضامنون مع الفلسطينيين في عدة عواصم أوروبية اجتجاجا علي الاجرات الاسرائيلية لمنع المتضامنين الأجانب من الوصول إلي الضفة الغربية وقطع الطريق أمام التضامن الأوروبي والدولي مع الفلسطينيين وحقوقهم العادلة. ويشارك في حملة أهلا بكم في فلسطين1500 ناشط دولي, بينهم نحو600 فرنسي, يسعون للتوجه إلي بيت لحم المحتلة لتدشين مدرسة دولية. وفي فرنسا, تظاهر عشرات النشطاء المؤيدين للفلسطينيين في مطار شارل ديجول بباريس بعدما رفضت عدة شركات طيران تسجيل دخولهم, بسبب وجود أسمائهم علي لائحة الأشخاص غير المرغوب فيهم التي أرسلتها إسرائيل. واشتبك النشطاء مع عناصر أمنية لرغبتهم في التوجه إلي بيت لحم.كما شهد مطار بروكسل احتجاجات مماثلة في أعقاب رفض السلطات البلجيكية صعودهم علي متن طائرة متوجهة إلي إسرائيل. وفي روما, منعت السلطات الايطالية مجموعة تضم سبعة إيطاليين من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين من الصعود إلي طائرة تابعة لشركة طيران أليتاليا متجهة إلي إسرائيل من مطار ليوناردو دا فنشي. جاء ذلك, في حين اعتبرت زهافا جالؤون رئيسة حزب ميرتس الإسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية تستغل حدث النشطاء المتضامنين مع الفلسطينيين لأغراض دعائية للاستهلاك الداخلي, وأن رحلة التضامن لا تشكل تهديدا لسيادة إسرائيل. وقالت جالؤون- في تصريحات لراديو( صوت إسرائيل) إن رد الفعل الإسرائيلي المبالغ أدي إلي تضخيم الحدث. وقالت حنين زعبي النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي إن استجابة شركتي الطيران الألمانية والبريطانية للضغوطات والتهديدات الإسرائيلية متنكرة لحقوق مواطنيها, يعتبر دليلا علي يد إسرائيل الطولي في انتهاك حقوق الإنسان علي مستوي العالم. وأوضحت زعبي في بيان وزعته علي وسائل الاعلام, أن هذا تصعيد خطير لسياسات القمع الإسرائيلية التي لم تعد تقتصر علي المواطنين داخل أراضي48 عربا كانوا أم يهودا. وأكدت أن هذه المحاولات لن تثني حملات التضامن التي ستتواصل وتتسع ضد السياسات الإسرائيلية, مشيرة إلي أن انتهاك إسرائيل لحريات الأوروبيين يجب أن تحض المجتمع الدولي علي تسليط الضوء أكثر علي السياسات القمعية التي باتت تشكل خطرا علي الجميع. ورفضت زعبي الرواية الإسرائيلية التي تعتبر الناشطين مخلين بالنظام العام, مؤكدة أنهم ناشطون سياسيون يخوضون نضالا شرعيا ضد القمع والعنصرية والاحتلال. ومن جانبها, نددت منظمة التحرير الفلسطينية بالحملة الإسرائيلية لمنع متضامني الحملة الدولية مرحبا بكم في فلسطين من الوصول إلي الضفة الغربية بغرض التضامن مع القضية الفلسطينية والمشاركة في فعاليات سلمية. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني إن الإجراءات الإسرائيلية المتخذة بحق المتضامنين الأجانب تعبر عن سلوك غير لائق وغير مسئول يهدف إلي عزل التعاطف الدولي المتنامي مع القضية الفلسطينية. واعتبر مجدلاني أن إسرائيل تهدف من وراء هذه الإجراءات إلي قطع الطريق أمام محاولات فضح سياساتها القائمة علي الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية وتكريس استمرار احتلالها خلافا لكافة المواثيق والمبادئ الدولية التي تؤكد علي حقوق الفلسطينيين. واستهجن مجدلاني رضوخ شركات طيران أوروبية للضغوط الإسرائيلية لمنع انطلاق رحلات المتضامنين الأجانب, مشددا علي أن مثل هذه الإجراءات لن تنجح في قطع الطريق أمام التضامن الأوروبي والدولي مع الفلسطينيين.