بدأت مصر جهودا لاحتواء الأزمة بين دولتي السودان وجنوب السودان في الوقت الذي أعلن فيه الجيش السوداني أنه أحكم قبضته علي مداخل منطقة هجليج, التي استولي عليها الجيش الشعبي، التابع لدولة جنوب السودان, وأنه يقترب من تحريرها بعد تكثيف هجومه عليها من ثلاثة محاور. ولدي وصوله الي الخرطوم أمس في مستهل جولة تشمل دولة الجنوب, أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن مصر ستبذل كل جهد ممكن لمحاولة تقريب وجهات النظر بين السودان ودولة الجنوب, سعيا لاحتواء التوتر الحدودي القائم بينهما بعد احتلال منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان. وقال عمرو إنه يحمل رسالة شفهية من المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة للرئيس السوداني عمر البشير تعبر عن اهتمام مصر بما يدور في السودان وجنوب السودان, واستعداد مصر للقيام بأي دور يراه الاخوة السودانيون مفيدا في حل هذه الأزمة. وأضاف أن المشير طنطاوي أجري اتصالا أمس الأول مع الرئيس عمر البشير ورئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت بهذا الشأن وناشدهما بضرورة ضبط النفس, وعرض استعداد مصر للقيام بأي دور لتقريب وجهات النظر بين البلدين, مشيرا الي أن أمن كل من السودان وجنوب السودان هو جزء من الأمن المصري. وعلي الصعيد الميداني,أعلن جيش السودان أن منطقة هجليج تحت السيطرة تماما بنسبة100%, فيما أكد جنوب السودان أن طائرات حربية سودانية قصفت هجليج. وقال عقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية في بيان صحفي مساء أمس الأول إن هدف القوات المسلحة ليس فقط محاربة جيش دولة جنوب السودان الذي دخل المنطقة, وإنما إبعاد شبح الحرب نهائيا عنها بتدمير البني الأساسية للجيش الغازي.وأضاف الناطق إن العدو هرب لمنطقة التشوين, وتساءل: ما معني أن ندخل هجليج ويهرب بعد ذلك العدو لمنطقة التشوين ليبقي جو الحرب مخيما علي كل المنطقة من جديد. وأكد الصوارمي أن القوات المسلحة تصعد عملياتها لتحقيق أهدافها بوضع حد نهائي لمسببات الحرب, فيما أكد المتحدث العسكري لجنوب السودان فيليب أقوير إن القوات السودانية ما زالت علي بعد30 كم علي الأقل من بلدة هجليج, وقال إنهم يحاولون إقناع شعبهم بأنهم يحققون تقدما. وفي الوقت نفسه,أكدت مصادر رسمية في جيش السودان الجنوبي وقوع ما لا يقل عن خمسة قتلي وخمسة جرحي, في غارة جوية شنتها القوات المسلحة لدولة السودان علي منطقة روبكونا التابعة للجنوب, مساء أمس الأول. وقال أقوير إن الغارة الجوية استهدفت سوقا شعبيا في منطقة روبكونا, بالإضافة إلي غارات علي عدد من الأقاليم المجاورة.ونفي بدوره الناطق باسم القوات المسلحة السودانيةقيام قوات بلاده بشن أي غارات علي مناطق في جنوب السودان. ومن جانبه,قال الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم, إن الحكومة السودانية تستوعب تماما المخطط الذي تسعي لتنفيذه الحركة الشعبية بدولة جنوب السودان من خلال اعتدائها علي هجليج. وأشار مساعد الرئيس السوداني خلال لقاء عقده حزب المؤتمر الوطني الحاكم الليلة مع قيادات العمل الاعلامي, إلي أن هذا المخطط يهدف للاستيلاء علي السودان وتحويله إلي دولة علمانية. وأضاف أن الحركة الشعبية تهدف من خلال هذه الخطوة إلي الانتقام علي حرمانها من عائد البترول الذي كانت تأمل في عبوره عبر السودان دون رسوم, متهما الحركة بأنها مدفوعة للقيام بهذا الدور من قبل جهات أجنبية كانت وما زالت تحمل مشروع السودان الجديد.