سيطرت أجواء من الأحزان على حجاج بيت الله الحرام إثر حادث جسر الجمرات الذى راح ضحيته نحو 717 حاجا و863 مصابا بسبب التدافع الذى حدث بين الحجيج، بينما طوت جموع الحجيج أحزانها وتوجهت أمس - ثانى أيام عيد الأضحى المبارك وأول أيام التشريق - إلى منطقة الجمرات بمشعر منى لرمى الجمرات الثلاث ، مبتدئين بالجمرة الصغرى ، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة. واستوعبت الجمرات ضيوف الرحمن الذين توافدوا تباعاً لرمى الجمرات الثلاث دون تزاحم يذكر، حيثُ كانت الوفود ترمى الجمرات فى يسر وطمأنينة. وكان لرجال الأمن المسئولين عن تنظيم الحشود دور بارز فى عملية تيسير حركة ضيوف الرحمن فى منشأة الجمرات ، حيث خصصت مسارات متعددة وفق خطة محكمة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات بما يضمن إتمام الرمى بكل يسر وسهولة. وتواجد رجال الأمن العام و والدفاع المدنى والكشافة وغيرهم من الجهات المعنية بكثافة لخدمة الحجاج وتنظيم حركة التفويج على جسر الجمرات،وقد أمضى الحجاج أول أيام التشريق فى مشعر منى وهم ينعمون برعاية الله. وعلى الصعيد نفسه، أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن عزائه لذوى شهداء حادث التدافع بمنى ، موجها بالتحقيق فى الحادث ورفع النتائج اليه فى أسرع وقت ، مؤكدا فى ذات الوقت استمرار تطوير آليات وأساليب العمل فى موسم الحج. وقال العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز لدى استقباله مفتى عام المملكة العربية السعودية والعلماء والمشايخ وكبار المدعوين من دول مجلس التعاون الخليجى وقادة القطاعات العسكرية ليلة أمس: " أعزى نفسى وأعزيكم وحجاج بيت الله الحرام فى ضحايا حادث التدافع بمنى ، كما أعزى ذويهم ، سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يتقبلهم من الشهداء وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل".وأضاف :" إن هذا الحادث المؤلم الذى وجهنا الجهات المعنية بالتحقيق فى ملابساته والرفع لنا بالنتائج فى أسرع وقت لا يقلل مما تقومون به من أعمال جليلة لخدمة ضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بيسر وراحة وسكينة". وتابع خادم الحرمين الشريفين " وبغض النظر عما يظهر من نتائج التحقيقات ، فإن تطوير آليات وأساليب العمل فى موسم الحج لم ولن يتوقف ، وقد وجهنا الجهات المعنية بمراجعة الخطط المعمول بها والترتيبات كافة والأدوار والمسئوليات المناطة بمؤسسات الطوافة والجهات الأخرى ، وبذل كافة الجهود ". وأكد أنه سيتم العمل على تذليل كافة المعوقات والصعوبات ليتسنى لضيوف الرحمن أداء مناسكهم فى راحة وطمأنينة ، وأضاف " فواجبنا كبير ومسئوليتنا عظيمة فى خدمة ضيوف الرحمن ، وهو شرف نعتز به ، نسأل المولى عز وجل أن يأخذ بأيدينا ويوفقنا جميعا فى أداء هذه المهمة العظيمة الجليلة". وقال خادم الحرمين الشريفين " فى هذه المناسبة المباركة لا ننسى إخوة لنا يذودون عن وطنهم الغالى ويضحون بأرواحهم فى الدفاع عن بلادهم ، فهم وأنتم بعد الله حماة الوطن ودرعه الحصين ، ووطنكم يقدر ما تقومون به من أعمال وما تسجلونه من بطولات وما تقدمونه من تضحيات ، تذودون عن حياضه ، وتصونون سيادته ، وأعمالكم الجليلة وسام فخر لكم ولوطنكم الذى يعتز ببطولاتكم ، فبارك الله فيكم رجالاً أوفياء ، وحماة صادقين وأبناءً بررة أحفاداً لأولئك الآباء والأجداد الذين ساروا خلف قائدهم موحد هذه البلاد الملك عبد العزيز رحمهم الله جميعاً ، ونحن بعون الله تعالى نؤكد مضينا على ما ساروا عليه دفاعاً عن ديننا وبلدنا من مطامع الطامعين وكيد الكائدين وإفساد المفسدين".