هو شاب مصرى أصيل، وأصالته تنبع من خبرة تحمله للمشكلات التى تواجهه وصبره على ضنك الأيام، إنه ياسر مصطفى الذى اجتهد من اجل تدبير أقساط التاكسى الشهرية والذى يفوق ثمنه مائة ألف جنيه، فصار يخرج به يوميا لتسديد أقساطه، وجلب الرزق الحلال له ولأسرته المكونة من زوجته وابنته سما التى تبلغ من العمر سنتين، ولكن لصوص البراءة والسعادة والنقاء أصروا على أن يسرقوا كل شيء، ففى الأسبوع الماضى كان ياسر يسير بسيارته فى وسط البلد وفجأة ظهر له رجلان وامرأة ويبدو عليهم الطيبة ودماثة الخلق. فقال له الرجل فى مودة لو سمحت ممكن توصلنا إلى المنيا وافق ياسر لحسن ظنه بالناس ولأنه يجرى دائما وراء لقمة العيش، حيث اغراه بمبلغ كبير يصل إلى خمسمائة جنيه مما جعل ياسر لايهتم بطول المسافة وصعوبة الطريق من اجل زوجته وابنته «سما» التى فكر فيها فى هذه اللحظة، ولم يدر بعقله أنه سقط ضحية لاناس بلا ضمير أو رحمة حيث خدعه الرجل قائلا: إن زوجته حامل وهى تحتاج إلى الراحة فعليها الاسراع إلى البيت حيث إنهما من سكان المنيا، موضحا أنهما فى وسط البلد من أجل الكشف عليها والاطمئنان على صحتها، وكان خطأ ياسر بالقطع أنه وافق على الانتقال من القاهرة إلى المنيا ولم يلتزم بخط السير القانونى لسيارته الأجرة مع اقترابهم من قرية الطيبة بالمنيا ساد الظلام وبدلا من ينزل الراكبون ويدفعوا له الأجرة، رفعوا عليه الرشاشات والمسدسات واجبروه على ترك السيارة وإخلاء ما فى جيوبه من موبايل ونقود وخلافه والا سيقتلوه فورا وفى هذه اللحظة تحولت كل أحلام ياسر إلى سراب واختفت فى لحظات ومعها الراكبون، ووجد نفسه فى ظلام دامس لايجد من يستغيث به، إنهم لصوص الظلام الذين ينهشون فى لحم الوطن دون وازع من ضمير. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى