الحديث عن توابع الفوز التاريخى لمنتخب مصر لكرة القدم على تشاد بخمسة أهداف مقابل هدف وهو ما وصفه الخبراء بعدد أصابع اليد الواحدة او «الكف» فى الجولة الثانية للمجموعة السابعة من تصفيات كأس الامم الافريقية, لم يتوقف عند حدود الانفراد بالصدارة والاقتراب خطوة طيبة من حجز مقعد فى نهائيات الجابون 2017 بل امتد ليشمل تصورا كاملا لصورة الفراعنة فى المرحلة المقبلة سواء فى تصفيات المونديال او الجولة الثالثة للمجموعة التى ربما تبدو حاسمة امام نسور نيجيريا فى شهر مارس المقبل. وتبدو الظروف مهيأة لابناء المحروسة قبل الجولة المقبلة فى تصفيات القارة الطويلة , ليس فقط لتوافر ستة شهور للاستعداد قبل الاصطدام بالنسور , ولكن ايضا لانه الفريق سيدخل بروفة جيدة رسمية فى مشوار التأهل للمونديال من خلال مواجهة الفائز من تشاد وسيراليون فى الدور الثانى , والتى تشير اصابع الترشيحات الى ان الاخير هو الاقرب للصعود , لاسيما بعد تعادله أمس الاول مع افيال كوت ديفوار فى تصفيات القارة , بالاضافة الى ان اللاعبين وقتها فى افضل حالة فنية وبدنية مع انطلاق الموسم الجديد للدوري. وتتسارع وتيرة التفاؤل عند المصريين بعد الفوز الساحق على تشاد, لانه على مدى مشوار الفراعنة فى التصفيات كان الفوز خارج الملعب فى المحطات الاولى يشير بقوة الى ان مقعد النهائيات محجوز, وهو الامر الذى لم يحدث خلال المرات الثلاث الاخيرة التى غاب فيها الفريق عن بطولته المفضلة, ففى نهائيات 2012 أوقعت القرعة ابناء النيل فى مع المجموعة السابعة مع جنوب إفريقيا والنيجر وسراليون, وتعرض الفريق للخسارة امام النيجر بهف للاشيء ثم خسر نقاط مباراته امام جنوب افريقيا ايضا وهو ما كان اخر مسمار فى نعش خروجه , ثم كانت هزيمة المنتخب الاوليمبى بقيادة هانى رمزى ضد سيراليون ليتذيل مجموعته. تكرر نفس السيناريو فى تصفيات 2013 بقيادة الامريكى بوب برادلي, فلم يكن الفوز حليفا له فى مشواره خارج ملعبه فى تصفيات كاس الامم الافريقية , وودع امام افريقيا الوسطى , ونفس الشيء بالنسبة للتصفيات الاخيرة التى قادها شوقى غريب حيث خسر ذهابا وايابا امام السنغال وتونس ليهدر كل اماله فى الوجود وسط كبار القارة فى نهائيات غينيا الاستوائية. وتأتى أهمية الفوز التاريخى على تشاد ايضا لانه خارج الأرض وكانت أكبر نتائج الفوز بنتيجة 4-0عندما فاز منتخب مصر على جيبوتى فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 وتحديدا 6يونيو 2008, بينما كان الفوز الأخر عندما حقق الفراعنة الانتصار على كينيا بنتيجة 5-3 خارج ملعبه فى تصفيات أمم إفريقيا 1982. وكان المنتخب الوطنى قد حقق نتائج كبيرة على ملعبه وبين جماهيره أبرزها الفوز على نامبيا بنتيجة 8-2 فى مشوار تصفيات كأس العالم 2002 , وان كان من المفارقة ان كسر هذه القاعدة فى تصفيات القارة المؤهلة لنهائيات “ غانا 2008” خاصة بعد ان أوقعتهم القرعة فى مجموعة بالغة السهولة مع موريتانيا وبوروندى وبوتسوانا. ولكن خابت التوقعات وأدى المنتخب تصفيات صعبة وعسيرة تعادل فيها خارج ملعبه مع بوتسوانا (0-0)، وتعادل مع موريتانيا (1-1)، ثم أكمل نتائجه السلبية خارج ملعبه بالتعادل مع بوروندى سلبيا.