في أعنف تصعيد بين دولتي السودان منذ إستقلال دولة الجنوب في يوليو من العام الماضي, قرر البرلمان السوداني في جلسته أمس إعلان التعبئة العامة, ووقف التفاوض مع دولة الجنوب وسحب الوفد المفاوض في أديس أبابا فورا, وذلك عقب إستيلاء الجيش الجنوبي علي منطقة هجليج البترولية,الأمر الذي اعتبرته جوبا ردا علي هجوم بري وجوي تعرضت له من الجيش السوداني علي ولاية الوحدة الحدودية بين الجانبين.وأكد الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني في رده علي طلب احاطة عاجل, قدمه رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر, قدرة القوات المسلحة علي السيطرة علي الأوضاع والمحافظة علي استقرار البلاد ومكتسبات الأمة السودانية. , كما أعلنت الحكومة السودانية أنها ستتصدي بكافة الطرق والوسائل المشروعة لعدوان دولة جنوب السودان علي منطقة هجليج, وأعلن الدكتور الحاج آدم يوسف نائب الرئيس السوداني ورئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم تجهيز ما سماه' لواء الردع' ردا علي الاعتداء علي المنطقة. ومن جانبها أعلنت دولة جنوب السودان إن الجيش السوداني هاجم بالطائرات والمدفعية منطقة حدودية منتجة للنفط يتنازع الجانبان عليها في أحدث تفجر للعنف الذي تسبب في تأجيل اجتماع قمة بين الدولتين.وقال جيش جنوب السودان إن بلدة تشوين بالمنطقة الحدودية تعرضت لهجوم في وقت مساء أمس الأول. واضاف أنه صد الهجوم وطارد القوات السودانية إلي منطقة هجليج المتنازع عليها. وقال الحاج آدم نائب الرئيس السوداني: إن الحركة الشعبية أثبتت أنها تضمر السوء للسودان, مؤكدا أن الامر أصبح مسئولية الدولة لحماية حدودها والدولة ستتحمل مسئولياتها' وتلقن الاعداء درسا لن ينسوه'. وأوضح أن الجيش الشعبي يسعي ضمن خطته لاحتلال مناطق' تلودي وكادقلي والابيض في ولاية جنوب كردفان, إلا أن سعيهم سيخيب وأن الطابور الخامس سيموتون بغيظهم'. ومن جهته, دعا والي شمال كردفان أهل الولاية الي' إعداد العدة للجهاد في وجه من يريدون أن تكون دولة الجنوب معولا لهدم السودان'. أما الدكتور أحمد بلال مستشار الرئيس السوداني وممثل حكومة الاحزاب العريضة, فقد أكد أن الاعتداء علي هجليج هو اعتداء علي الامة السودانية, وقال إن الحرب المفتعلة من قبل الجنوب تستهدف الاسلام في المقام الاول وليس حزب' المؤتمر الوطني' الحاكم. وأشار بيان أصدرته الحكومة السودانية إلي أن العدوان الجنوبي جاء مباشرة بعد زيارة الآلية الافريقية رفيعة المستوي بقيادة ثامبو أمبيكي لكلا البلدين في محاولة لدفع الأمور نحو التفاوض السلمي, بعد أن أكدت الخرطوم لوفد الوساطة حرصها علي التوصل لحلول سلمية للقضايا الخلافية عبر الحوار.وأضاف' أن حكومة السودان وإزاء هذا السلوك العدواني السافر تحذر دولة جنوب السودان بأن إصرارها علي العدوان واعتماد أسلوب الحرب لن يعود عليها وعلي شعبها إلا بالخيبة والخراب'.كما دعت حكومة السودان الأممالمتحدة إلي التدخل لحل الأزمة الناشبة مع الجنوب, كما توعدت بالرد علي الهجمات التي قالت إن قوات جنوب السودان شنتها في ولاية جنوب كردفان. وأكد سفيرالسودان لدي الأممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان أمس أنه علي المجتمع الدولي التحرك, إذا أراد تجنب الحرب, مضيفا' لقد تقدمنا بشكوي إلي مجلس الأمن مطالبين بإرسال رسالة قوية إلي حكومة الجنوب لسحب قواتها فورا وبدون شروط وأن تتحمل حكومة الجنوب المسئولية كاملة تجاه أي خسائر تحدث في أوساط المدنيين العزل الذين تمت مهاجمتهم وترويعهم, مشددا علي ضرورة محاسبتها. وأشار المسئول السوداني إلي أن بلاده أوضحت لمجلس الأمن أنه إذا لم تجد استجابة سريعة وانسحابا لجميع قوات الجنوب فإنها سترد بشدة, مؤكدا عزم بلاده إنجاح المفاوضات التي يقوم بها الوسطاء الأفارقة برئاسة ثامو امبيكي, داعيا الجنوب إلي احترام تلك المساعي. وكان جيش جنوب السودان قد احتل لفترة وجيزة مناطق من هجليج الشهر الماضي قبل ان ينسحب منها.وقالت القوات المسلحة السودانية في بيان نشره المركز السوداني للخدمات الصحفية التابع للدولة إنها تقاتل' اعتداءات لقوات غاشمة تتبع لدولة جنوب السودان علي حدودنا الجنوبية باتجاه مدينة هجليج.' ويدور خلاف بين الجانبين بشأن الرسوم التي يتعين علي جنوب السودان الذي لا يطل علي سواحل بحرية دفعها لعبور صادراته من النفط عبر أراضي السودان. واستحوذ جنوب السودان عند انفصاله علي ثلاثة ارباع ما كانت تنتجه الدولة قبل التقسيم من النفط. وأوقف جنوب السودان انتاجه من الخام في يناير الماضي بعد ان بدأت الخرطوم في مصادرة قدر من النفط مقابل ما قالت إنها رسوم لم تسدد.