استعدادا لمسيرة تستمر ليومين، احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين فى العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس من أجل المطالبة باستقالة رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق بسبب مزاعم بتورطه فى قضايا فساد. وحذرت الشرطة الماليزية من أن هذه المظاهرات ممنوعة. وتوجه المتظاهرون إلى وسط العاصمة. وكان عدد منهم يرتدى قمصان اصفراء يرتديها أعضاء الحركة المؤيدة للإصلاحات فى ماليزيا، على الرغم من حظر الحكومة ارتداء هذه القمصان. وجرى تشديد إجراءات الأمن مع بدء انطلاق المسيرة وأغلقت السلطات ميدانا يعتزم المحتجون التجمع فيه. وكان الزعيم الماليزى قد صمد لعدة أسابيع فى مواجهة انتقادات مستمرة منذ أفاد تقرير أن المحققين الذين يتولون التحقيق فى إدارة صندوق تنمية ماليزيا المثقل بالديون اكتشفوا تحويلا غير مبرر لما يربو على 600 مليون دولار إلى حساب عبد الرزاق. ويأمل المتظاهرون فى كسب تأييد الجماهير العريضة للإطاحة بنجيب، إلا أن محللين سياسيين يساورهم الشك فى إمكانية اسقاط رئيس الوزراء. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «ارحل يا نجيب.. ارحل» ورددوا النشيد الوطنى ونفخوا فى أبواق بلاستيكية وهتفوا بكلمة «بيرسيه!» التى تعنى بلغة الملايو «تطهير». وبيرسيه أيضا هو اسم منظمة مؤيدة للديمقراطية تقف وراء المسيرة فى كوالالمبور ومدينتين رئيستين على الجانب الماليزى من جزيرة بورنيو. وفى هذه الأثناء، أشار مهاتير محمدرئيس الوزراء الماليزى السابق إلى أنه يفكر فى الانضمام للمظاهرة المناهضة للحكومة فى العاصمة. وأضاف مهاتير -90 عاما- الذى كان رئيسا للوزراء من 1981 إلى 2004 ، إن احتجاجات الشوارع ضرورية الآن لماليزيا نظرا لان الحكومة الحالية أغلقت كل السبل الشرعية أمام الشعب للتعبير عن معاناته ومشاعره. وفى غضون ذلك، ذكرت صحيفة «ستار اليومية» أن الجيش قد يتدخل إذا خرجت المظاهرات على السيطرة وأعلنت حالة الطوارئ. ورفض متحدث باسم الجيش التعقيب.