عندما تطرح كلمة أقباط ومسلمون بحسن نية أو بتعمد فإنك مصريا تشعر بالقلق وعدم الراحة لأنها تحمل رائحة التمايز والتفرقة بين أبناء مصر, والأفضل من ذلك أن نجتمع علي كلمة تجمع ولا تفرق وتوحد الجهود من أجل الوطن بتوازن جناحيه حتي يطير بأمان في جو ملبد بالغيوم خاصة إذا علمنا أن كلمة القبط تعني سكان مصر ومن الخطأ أن تطلقها علي جناح وتسلبها من الجناح الآخر وكأنهم ليسوا أبناء مصر. ولماذا لا نقول مثلا الأمة المصرية التي يعيش أبناؤها علي أرضها في تراحم وتعاطف وعدل مع احترام سمات التعدد والتباين. ذلك هو محور الندوة التي عقدتها هيئة الكتاب أخيرا في بداية موسمها الثقافي حيث ناقشت كتاب أقباط ومسلمون منذ الفتح العربي الي عام1922 لمؤلفه جاك تاجر بمناسبة إعادة طبعه هذه الأيام بعد59 سنة من طبعته الأولي. وشارك في مناقشته نخبة من الكتاب والسياسيين وأساتذة التاريخ قدمهم الدكتور صابر عرب رئيس مجلس إدارة الهيئة لتقييم ما ورد في الكتاب من أحداث كانت موضع خلاف بين طرفيه, حيث تناول الدكتور قاسم عبده قاسم الكتاب من زاويتين إحداهما كعمل علمي ولم يجد فيه ما يدل علي ذلك ثم الزاوية الأخري التي وصف المؤلف بأنه كان يقدم قراءة انتقامية للتاريخ خاصة أنه يتحدث عن مجتمع لا يعرف الأسس المذهبية لأفراده. ووصفه الدكتور مصطفي الفقي بأنه كتاب سياسي لا تاريخي يفتقد للموضوعية ولديه مواقف مسبقة يدعمها باختيارات انتقائية ولا يخدم فكرة الوحدة الوطنية ويتجاهل أن عصور الظلام كانت علي الجميع وهناك فرق بين المواقف العامة والمواقف الموجهة طائفيا فالكل سواء في مسألة البطالة وغياب الديمقراطية وكلنا في الهم مصر لا فرق بين وليم ومحمد, وخلص الي أن الكتاب مغرض نال من الشهرة أكثر مما يستحق بسبب توجهاته. وقال الدكتور محمد عفيفي انه وراء اعادة طبع الكتاب بعد ما وجده من حرب كلامية علي الأنترنت تتناول الكتاب وكل فريق يقتبس منه بما يدعم وجهة نظره, ودعا الكاتب سمير مرقص الي اعادة قراءة التاريخ واقامة مشروع ثقافي يستعيد الوجدان المصري الي الجماعة الوطنية, مع تتبع الكتابات التي تناولت العلاقة الاسلامية المسيحية في مصر لمؤرخين موضوعيين من العرب والأجانب وهم كثيرون.