كانت أول ملحق ثقافي نسائي يمثل مصر في باريس ، صنعت جسراً إلي أرض الكنانة دعامته الأدب والثقافة، فكرمها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بوسام الدولة الأكاديمي، ضيفتنا الدكتورة حنان بهي الدين منيب أستاذة الأدب الفرنسى والترجمة - كلية الألسن جامعة عين شمس سابقا، والحاصلة علي جوائز ثقافية عديدة من عواصم عالمية..عملت علي ان تكون حلقة الوصل بين الإسلام وغيره من الديانات وتبسيط تعاليمه السمحة ، في دور أشبه بالحوار بين الأديان والحضارات، وكان لها الكثير من الترجمات من اللغة العربية الي الفرنسية في مجالات الرواية والكتب العلمية والتاريخية.. فيما شغلت سابقا موقع مدير مشروع الفكر العربى بوزارة الثقافة .......................................................... سألتها: ما هي أهم انجازات قطاع العلاقات الثقافية وهو آخر منصب رسمي توليتموه ؟ قالت عمل القطاع يدور في مجالات ثقافية متعددة، منها المهرجانات والندوات والمنتديات والمؤتمرات والمعارض والحفلات ، فعلي سبيل المثال، يشارك القطاع في مهرجانات دولية في كافة دول العالم، من بينها مهرجانات ثقافية وأدبية. ولا ننسي الحفلات الغنائية والموسيقية والمعارض ومما يفخر به القطاع المشاركة الفعالة في مهرجان " الهند علي ضفاف النيل"، الذي ضم معارض للمشغولات اليدوية وبانوراما الأفلام ومجموعة افلام نجم بوليوود آميتاب باتشان، ومهرجان المأكولات الشعبية والذي اختتم فعالياته بعرض " قصة حب وانتقام". دعمنا أسبوع عرض أفلام فاتن حمامة بالاردن، ناهيك عن المشاركة في ليال مسرحية ومهرجان الفيلم العربي، وكانت لنا مشاركاتنا المميزة في فعاليات مدينة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، وبعدها شاركنا في المهرجان الدولي للشعراء، والكرنفال الآسيوي - الإفريقي والمهرجان الدولي للطبول، ومهرجان ميلانو للسينما الإفريقية - الآسيوية. وما هي اهم الانجازات التي تعتزين خلال تاريخك المهني مشروع تصدير الفكر العربي عندما كنت مستشارا دوليا لهيئة الكتاب في عهد الدكتور ناصر الانصاري وتأسيس وتنفيذ النشاط الدولي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ورئاسة قطاع العلاقات الثقافية الخارجية الذي انجزت خلاله مشروع العام الثقافي المصري- الصيني والمصري- الافريقى. هل المرآة اليوم فى عصرها الذهبى؟ لو عقدنا مقارنة لوضع المرآة الآن وقبل سنوات، سنري بالتأكيد أن المرأة المصرية حصدت مكاسب عديدة على كل الصُعُد .. فقد طرأت عليها مجموعة متغيرات اجتماعية و مكاسب قانونية أضيفت الي مكاسبها التي منحها لها الدين الإسلامي ، ويمكن ان نصف العصر الحالي بأنه ب " العصر الذهبى" للمرأة محليا ودوليا.. فالمكاسب المتعددة كانت نتاج انجازات عديدة وعظيمة ، فرأينا المرأة علي منصة القضاء ، ورئيس جامعة و نقابية وكاتبة وعضو برلمان. هل استطاعت الثورات العربية أن تغير صورة المرأة النمطية؟ نعم بالتأكيد، أصبح للمرأة وعى سياسى عندما شاركت في كل الاستفتاءات ، فالمرأة العربية عمومآ أثبتت تفوقها على الكثير من الرجال ومشاركتها في الثورات العربية، و لم تكتف بدعم وتشجيع الابن او الزوج او حتى الأب ، ولهذا أري انها دفعت كل هؤلاء بروحها ، ثم خرجت بنفسها لتشارك الرجال في هذه التظاهرات ، بل شاركت بنفسها في الاحتجاجات، وهذا حدث في تونس ومصر وسوريا وليبيا وكذلك في اليمن، وأبهرت المرأة العالم الغربى بالفعل وأصبحت لديها قدرة علي المشاركة في صنع القرار أيضا. ولكن رغم الدور العظيم الذي لعبته المرأة في إنجاح الثورات ومختلف جميع أنماط الحياة، إلا أن النظرة الدونية لها لم تتغير، وكذلك لم تتغير نظرة الرجل العربي والمجتمع الذكورى لها، وذلك بهدف الحفاظ علي الوضع السلطوي الذي يفرضه والثقافة الذكورية السائدة. هل تؤيدين "كوتة" المرأة في أي مجلس نيابي؟ أنا ضد "الكوتة" فى البرلمان، حتي لا تصبح المرأة أسيرة لها ، وترتكن لبضعة مقاعد خصصها المشرع لها في أي مجلس نيابي ، وهذا يرجع ليقيني بأن الأفضل للمرأة حتى تحصل على جميع حقوقها أن تخوض بنفسها العملية الديمقراطية وتترشح في الانتخابات التشريعية مثلها مثل الرجل، ليكون الفيصل لصندوق الاقتراع وللمقترع. .. والمجلس القومى للمرآة؟ للأسف، المجلس القومى للمرأة شاخ وهرم ، بمعنى انه أصبح متثاقلا بالمشاكل والأعباء التى لم تحل ، وكم من مؤتمرات عقدت ولم تفعل توصياتها .. لذا أطالب بدماء جديدة والاهتمام بالقضايا الجوهرية، مثل ظاهرة التحرش وختان البنات علي سبيل المثال ، لماذا أنشغلت بتقديم رواياتك باللغة الفرنسية دون الاهتمام بالقارئ العربى؟ هذا لأنني لا أبحث عن الانتشار، فقضيتى تتركز في الدفاع عن القضايا سواء الدينية أو اجتماعية او السياسية او الثقافية. وكتابي عن التصوف تحدثت فيه عن قضية التصوف الإسلامى وشرحت بتدرج سلس ما هو مفهوم التصوف في الإسلام، ثم دافعت في الكتاب نفسه عن الإسلام الذي تعرض لاتهامات من بعض المستشرقين بالتطرف الدينى، لدرجة ان بعضهم وصف التصوف بانه "نوع من أنواع السحر " وأين دور الأزهر والأوقاف فى هذا الصدد ؟ أنا فى الحقيقة أوجه اللوم لأنفسنا جميعا، أولا برغم أن مؤسسة الأزهر هي منارة الإسلام والمرجعية الأولى له والتى يجب أن يأتي الرد من جانبها، ولكن نري أحيانا أنها تتعفف عن الرد، او لا تخاطب هؤلاء المستشرقين بنفس لغتهم وكأننا نتحدث مع أنفسنا، لذلك كان علي وزارة الثقافة أن تنهض بمشروع "تصدير الفكر العربى مترجما"..