خطوة جديدة بدأتها أكاديمية البحث العلمى نتمنى أن تكون جادة ومستمرة وهى مايطلق عليه «جامعة الطفل» التى تشترك فيها 23 جامعة مصرية ، من منطلق أن تربية العلماء لا تكون بالمصادفة ، ولكن بتخطيط وتنفيذ لسنين طويلة ، فيبدأ نشاط جامعة الطفل باكتشاف الموهوبين وتعليمهم التفكير بالطرق العلمية ، وتبنى النابغين منهم ، وتتاح لهم فرصة استكشاف الحياة الجامعية ، وممارسة الأبحاث على الأجهزة المتقدمة وهى تجربة واعية تشابه نماذج بالدول المتقدمة، التجربة تبدأ بتقسيم نحو 3 آلاف تلميذ حسب المراحل العمرية إلى 4 مستويات، من سن 6 إلى 9 أعوام ، ومن 9 و12 عاما ، ومن عمر 12 إلى 15 عاما ،ومن 15 إلى 18 عاما. وحسب ظروف كل جامعة ، ويحصل الطالب خلال فترة دراسته على عدة مميزات بتنمية الابتكارات والمواهب، وتبنى المشروعات البحثية والأفكار البناءة، كما يمنح شهادة تخرج من الأكاديمية إضافة إلى دروع وجوائز للأوائل ، وفرصة السفر للدراسة بالجامعات الأوروبية الفكرة الذهبية تأتي ضمن استراتيجية الأكاديمية فى مجال نشر ثقافة العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتعليم الإبداعى للعلوم ، والتنقيب عن المبتكرين والمخترعين فى مراحل التعليم المبكرة، والتى تتيح إمكان تخريج جيل ينتهج التفكير العلمى والنقدى والإبداعى (الأطفال فيما بين عمر 6 و18 عاما). عبر إتاحة الفرصة لتدريبهم فى المجتمع الجامعى وتأهيلهم بالاحتكاك بالأساتذة الجامعيين والعلماء، ودخول المعامل والتدريب والتأهيل الجامعى مما يعمل على زيادة قدراتهم الإبداعية وقدراتهم العقلية والابتكارية. ودعم قدرات الابتكار والبحث لدى الأطفال وإدماجهم فى برامج جامعية متخصصة فى سن مبكرة، ولكن فى رأيى أن استضافة الأطفال داخل الجامعات لمدة اسبوعين لا يكفى لتحقيق الهدف منها . صحيح أن الطفل يقضى خلالها يوما دراسيا وترفيهيا كاملا من التاسعة صباحا وحتى الثالثة عصرا ، ويمارس أنشطة تفاعلية وبحثية صحيح أن الأساتذة المشاركين دربوا على برامج للتدريس للأطفال المشاركين وسبل تنفيذ الأنشطة.التى تخدم الطفل الموهوب ،لكن كل هذه الأفكار لا تكمل أهدافا قومية بهذا المستوى بعد أن أصبح البحث العلمى لدينا مجرد أكل عيش فقط ، فتجد معظم الباحثين فى أكبر المراكز البحثية فى واد آخر لاعلاقة له بالبحث أو العلم ، ربما لنقص الإمكانات أو لأن المصادفة ساقتهم عنوة لهذا الطريق دون استعداد أو رغبة ، لذلك لا نتعجب أن موقع مصر من البحث العلمى حتى فى المنطقة لم يزد على تقدير (صفر) حسب إحصائية عالمية . لذا أحسنت وزارة البحث العلمى عندما فتحت باب التقدم للقبول ببرنامج "جامعة الطفل" لدعم الابتكار لدى الطفل المصرى، وليت أن يكون الهدف فى هذه المرحلة إتاحة تشكيل رؤية خاصة بالحياة الجامعية والتفوق فى المعارف والمهارات الجوهرية، فالتخطيط للمستقبل ورعاية المتميزين يصنع جيلا متقدما يحقق القفزة المطلوبة لملاحقة العلم والثقافة العالمية. لمزيد من مقالات وجيه الصقار