لأن الموجة الحارة التى ضربت البلاد غير مسبوقة ، فإن الاستهلاك تغير وزاد فى الكهرباء لتشغيل المراوح والمكيفات ومبردات المياه ، والعصائر والمثلجات وغيرها من السلع والخدمات التى تساعد على مواجهة الحر الذى أودى بحياة العشرات وأصاب المئات بأعراض خطيرة ، أيضا تأثر كل بيت فى مصر بهذه الموجة الحارة فاضطر كثير من الأسر للحصول على اجازات من العمل أو تخفيض ساعات العمل بالنهار ، ومد الكثيرون اجازاتهم بالمصايف ، وتأثرت قطاعات من العمل بالسياحة بعد انخفاض أعداد السائحين الأجانب واضطرارهم الى عدم الخروج فى جولات للبازارات أو المناطق الأثرية المكشوفة حتى لايتعرضوا لأشعة الشمس المباشرة ، كذلك تأثرت الأسواق لتلف بعض الخضراوات والفواكه سريعا مما أجبر بائعيها على رفع السعر لتعويض الخسارة، «تحقيقات الأهرام»رصدت تأثيرات الموجة الحارة على الأسر المصرية ، كما رصدت مبادرات بعض الشباب ومنظمات المجتمع المدنى للتخفيف عن القطاعات الأضعف كالمرضى والأشد احتياجا بتوفير مراوح ومبردات مياه ببعض المستشفيات وأماكن حجز أقسام الشرطة.
مصائب قوم عند قوم فوائد هذا المثل ينطبق على الإسكندرية فى موجة الحر الشديدة التى شهدتها البلاد والتى أودت بحياة العشرات وإصابة المئات بالإجهاد الحرارى والإنهاك وضربات الشمس ولكن فى الثغر اختلف الأمر تماماً ‘ فقد انعشت الموجة الحارة الشواطئ التى وصل عددها إلى 42 شاطئاً متنوعاً التى ذهب إليها أكثر من ثلاثة ملايين من مواطنى المدينة والمحافظات المجاورة خلال الأسبوعين الماضيين هروبا من الحر الشديد والرطوبة العالية مما أنعش الحركة الاقتصادية فى عمليات البيع والشراء والسياحة فى تأجير الغرف الفندقية والشقق السكنية الواقعة والمجاورة للشواطئ لم تشهدها الإسكندرية منذ عدة سنوات الأمر الذى دعا المحافظ الدكتور هانى المسيرى إلى تشكيل غرفة عمليات ضمت جميع المسئولين المعنيين للعمل على مدى 24 ساعة فقد أكد الدكتور مجدى حجازى وكيل أول وزارة الصحة ، أنه رغم شدة الحرارة لم يتأثر المواطنون والمصطافون بالإنهاك الحرارى وضربات الشمس، حيث سجلت الإسكندرية أربع حالات فقط تم أسعافها وخروجها من المستشفيات خلال ساعات معدودة نتيجة للإجراءات الوقائية التى اتخذتها المديرية من توفير 84 سيارة أسعاف بالشواطئ والطرق لسرعة الإسعافات وكذلك إعداد 16 نقطة أسعاف ثابتة بها جميع الأدوية والمحاليل اللازمة للحالات الطارئة وأيضا توفيرها فى مختلف المستشفيات العامة والخاصة . وعن السلبيات التى حدثت بشاطئ أبوقير بصرف مخلفات الصرف الصحى إليه مباشرة ، اكد اللواء عادل سلامة رئيس حى منتزه ثان أن المحافظ هانى المسيرى أمر بإزالة المواسير التى قام أصحاب العقارات المخالفة توصيلها مباشرة إلى الشاطئ لصرف المخلفات التى أدت إلى تعكير مياه الشاطئ وتلويثه ، وقرر ربط تلك الوصلات بالشبكة الرئيسية وتنفيذ مشروع ربط شبكة الصرف الصحى بالمصب الشرقى والغربى التى ينتهى الأسبوعين القادمين. وفى تصريحات خاصة «للأهرام»، أكد المحافظ هانى المسيرى، أنه نظراً للتكدس والاقبال الشديد الذى لم تشهده شواطئ الإسكندرية من قبل ، قرر زيادة عدد الشواطئ بإجاد شواطئ جديدة عن طريق تنفيذ حواجز غاطسة تبدأ المرحلة الأولى من بير مسعود حتى المحروسة بسيدى بشر بتكلفة 189 مليون جنيه من وزارة الرى لخلق شواطئ جديدة وتوسيع طريق الكورنيش لفك الاختناقات المرورية ، وانه تقرر أيضاً تنفيذ حماية للشواطئ وعمل شواطئ جديدة فى المنطقة ما بين سيدى جابر والسلسلة بالشاطبئ بطول 3.8 كيلو متر وبتكلفة 4.. مليون جنيه وجارى تنفيذ دراسات المرحلة الأولى من هذا المشروع لتعويض المدينة عن الشواطئ التى فقدتها خلال السنوات السابقة والتى تصل نسبتها إلى 60 % مشيراً إلى أنه تم تدعيم حائط محمد على باشا لحماية شواطئ ومنطقة أبو قير من الغرق وذلك بتكلفة 17 مليون جنيه وغيره من المشروعات التى ستعيد للإسكندرية السياحة الشاطئية .