انطلاقا من مسئوليته الوطنية في نقل كل الأحداث علي أرض المحروسة الي الشعب المصري العظيم من مشروعات وطنية مهمة ومع افتتاح قناة السويس الجديدة حلم المصريين الذي تحقق في إنجاز تاريخي عظيم شهد به العالم اجمع انطلق فريق عمل من الأهرام لرصد عدد من المشروعات القومية التي يتم تنفيذها ضمن مخطط تنمية محور قناة السويس أو خطط الدولة لدفع عجلة التنمية الي الأمام والنهوض بالاقتصاد الوطني وكانت رحلتنا الي هضبة الجلالة بالعين السخنة والتي تشهد حاليا شق طريق وسط جبالها الشاهقة يكسر عزلتها الأبدية عن وادي النيل، علاوة على بناء مدينة الجلالة العالمية بها ضمن مخطط تنمية محور قناة السويس. انطلقت السيارة التي تقل فريق عمل الأهرام تخترق الطريق وسط زحام المدينة الشديد حتي وصلنا الي طريق العين السخنة وسرنا مسافة ليست قليلة ووجدنا طريقا فرعيا يبدأ بوادي يسمي «وادي حجول» حيث وقف العمال تحت حرارة الشمس القائظ في أغسطس غير عابئين بها تتساقط منهم حبات العرق كحبات لؤلؤ ثمينة هؤلاء العمال يقومون برصف الطريق المؤدي الي هضبة الجلالة ..سواعد مصرية شابة تشق الجبال وتمهد الطريق فهاهو علي محمد احد العمال يؤدي عمله بسد الثغرات عقب رصف جزء من الطريق باستخدام ادواته اليدوية البسيطة وفور رؤيته لنا اظهر مهارته في عمله وقال لفريق الأهرام»أنا بصحي الساعة 5 صباحا والأتوبيس اللي بيوصلنا للموقع بيتحرك الساعة 6 صباحا ونبدأ الشغل في تمام الساعة 7 صباحا وبنفضل نشتغل لغاية لما نخلص المطلوب وتقريبا الساعة 6 مساء واثناء حديثه معنا اخترق صوت عرفات عبد الملاك قائلا انتم تليفزيون ايه ..تعالوا اشربوا شاي» واخبرناه اننا صحفيون بجريدة الاهرام فزاد اصراره علي ضرورة تناولنا اي مشروب ومع اعتذارنا عن عدم قبول دعوته الكريمة حتي نستطيع استكمال مهمتنا وعدم توقف عمله صاح محمد محمود بلهجة صعيدية»في عمال كمان الناحية التانية من الطريق برضوا شغالين علشان نخلص الطريق بسرعة واحنا خلصنا تقريبا كيلومتر رصف من ناحيتنا». واثناء تقدمنا علي الطريق وجدنا مجموعة اخري من العمال يتناولون طعام الغداء تحت عربة لجر وحمل مواد البناء وقدموا لنا الدعوة لمشاركتهم الطعام بينما رفع «نصر» الكنكة ليروي ظماه من المياه تحت هذه الحرارة العالية واشار لنا قائلا»اتفضلوا يا جماعة اعملكوا شاي وعلي فكرة عندنا مياه ساقعة واحنا هنا من الساعة 7صباحا وفي عربية بتنزل العين السخنة تجيب لينا اكل نتغدي وعلي فكرة لينا كمان اقارب كانوا بيحفروا في قناة السويس الجديدة. تركنا نصر وزملاءه بعد شكرهم علي دعوتهم وانطلقنا الي موقع اخر متقدم شاهدنا تجمعا لمعدات البناء وإزالة الاحجار والرمال يعمل بقوة لتمهيد الطريق وتوجهنا اليهم فاخبرونا انه يجب علينا العودة والتوجه من الناحية الاخري للطريق حيث تنتهي اعمال الرصف والتمهيد عند هذه النقطة ومازالوا يعملون علي تمهيد الطريق لرصفه وخلال تحركنا لتنفيذ ما نصحونا به سرنا بالسيارة بطريق مدقات داخلية لنشاهد كيف شقت سواعد القوات المسلحة الجبال والرمال لتخلق طرقا جديدة ممهدة للسير وكان علي جانبي هذه الطرق توجد غرف لمبيت العاملين اقامتها بعض الشركات هناك، وفيما نتجول كانت تقف شجرة وحيدة بالمنطقة في شموخ تعلن عن نفسها بكل قوة وسط هذه الصحراء القاحلة ترصد ما يفعله المصريون بسواعدهم وتؤكد ان اصوات المعدات والات الحفر تؤنس وحدتها وانها شاهدة علي عظمة المصريين. وتوقفنا قليلا لنلتقط انفاسنا وسط الصحراء يصاحبنا ارتفاع كبير في درجة الحرارة ثم بدأنا التحرك مرة اخري لننقل ما نراه من عظمة الشعب المصري وابنائه بالقوات المسلحة هذا الشعب الذي لا يعرف المستحيل يعمل من اجل مستقبل افضل لمصرنا الحبيبة وسط هذه الطبيعة الصعبة واثناء اختراقنا عدة طرق ومدقات لفت انتباهنا وجود مجموعة من العمال فوق احد الجبال مترامية الاطراف يحملون الحجارة التي تم تكسيرها بايديهم وسواعدهم الفتية ويقومون بتجميعها معا وفور رؤيته لنا نزل من اعلي الجبل مسرعا انه عم «معوض ابراهيم» رئيس عمال وبصوت ارتجت له الجبال «يلزم خدمة يا جماعة انا ريس عمال هنا «فاخبرناه باننا صحفيون نقوم بعمل موضوعات صحفية عما يبذلونه من جهد وعرق وما تقوم به الدولة من مشروعات قومية عملاقة تخدم الوطن ارتسمت ابتسامة كبيرة علي وجهه قائلا»احنا بنحب مصر وان شاء الله هتبقي احسن واحسن واحنا بنشتغل اهو بايدينا وبنجمع الحجارة التي تم تكسيرها وهتيجي عربية نحملها عليها علشان نمهد الطريق تركنا عم معوض وعماله وانصرفنا. كان صوت محرك السيارة هو الشيء الوحيد الذي نسمعه خلال تجولنا بالمنطقة ونحن نتقدم الي موقع اخر حتي اختفي صوت محرك السيارة وعلت اصوات معدات الحفر والسيارات التي تنقل الرمال الي اماكن بعيدة حركة دءوبة فيما يقوم عدد من العمال بتمهيد الطريق وتقوم احدي المعدات الثقيلة بدق التربة للتأكيد علي صلابتها، هنا لاحظنا شابا نحيفا صغير السن يبدو من هيئته انه مشرف يقف وسط زملائه بموقع العمل وبالقرب من مكان مبيت العمال انه احمد عطا مساعد مساح طالب بكلية الاثار جامعة الازهر جاء للانضمام الي المصريين الذين يعملون علي بناء مصر المستقبل ولم ينتظر التخرج فى الجامعة ليضرب مثلا رائعا لكل جيله في الهمة والنشاط وحب الوطن وتحدث الينا قائلا: حضرت الي هنا من اجل العمل وبناء مصر المستقبل واعمل ضمن مشروع طريق الجلالة العالمية وهناك شغل كبير ومجهود هائل يبذل وما نقوم به من اعمال حفر وتكسير وتمهيد للتربة امر ليس سهلا مطلقا، حيث نواجه مرتفعات تصل في بعض الاحيان الي 1822 مترا ونبذل جهودا جبارة لتسويتها ...كانت هذه الكلمات الصادقة معبرة عن قوة الارادة المصرية في قهر المستحيل وامام مبيت العمال كان هناك عدد منهم يقوم بترتيب غرفهم وغسل بعض الملابس ولا تفارق الضحكات وجوههم. اكتشفنا ان الظلام بدأ يستعد للهبوط وعلينا مغادرة المكان واثناء ذلك علت اصوات ابواق عدد من سيارات النقل خلال تحميلها للرمال وعلامة النصر وابتسامة جميلة تعلو وجوه السائقين يوجهون التحية فقمنا نحن ايضا بالتلويح لهم بعلامة النصر. السعادة تملأ قلوبنا هكذا هم المصريون شعب عظيم ودود يقهر المستحيل. وبدأنا رحلة العودة الي القاهرة فرحين بما شاهدناه من مجهود ضخم وسواعد مصرية لا يأبى عليها شئ وبقواتنا المسلحة التي تنفذ مشروعات رصف طرق ورفع كفاءة اخري وتشرف علي ثالثة تتحمل الصعاب من اجل مصرنا الحبيبة فتحية للرجال الاوفياء المخلصين وتحيا مصر.
معجزة منظومة الكبارى بطريق القاهرةالإسكندرية ترفع معدلات الأمان تسلم الأيادي تسلم يا جيش بلادي هذه الكلمات التي يرددها ملايين المصريين هي اقل ما يضف ما تقوم به القوات المسلحة من اعمال لخدمة هذا الوطن حيث توجهنا لرصد اعمال التطوير ورفع كفاءة طريق القاهرة -الاسكندرية الصحراوي وشعرنا بفخر كبير امام هذا الانجاز الهائل الضخم الذي بدا من عبورنا لبوابات الرسوم والتي تم تجديدها وتحديد مسارات خاصة لسيارات النقل واخري للملاكي لعبور البوابات كما تم تزويد بوابات الرسوم بكاميرات مراقبة وشاشات عرض. وعقب خروجنا من بوابات الرسوم كانت اعمال التوسعة ورفع الكفاءة محط انظار الجميع حيث تم توسعة الطريق وتمهيده وتخصيص طريق منفصل ومستقل للسيارات النقل والشاحنات علي جانب الطريق الرئيسي وذلك لتجنب وقوع الحوادث اضافة الي انشاء عدد كبير من الكباري العلوية للعبور للجانبين الامر الذي يبث الراحة والطمانينة في نفوس المسافرين ويدل علي حسن التخطيط وصعدنا فوق احد الكباري الذي ابهرنا لتعدد المخارج به في كلا الاتجاهين يتم حاليا انشاء طريق من شبرا وروض الفرج لربطه بطريق القاهرةالاسكندرية لتسهيل نقل المواطنين والسلع والمواد الغذائية وتوفير الوقت والجهد علي المواطنين. القوات المسلحة لاتكل ابدا من العمل والفداء من اجل الوطن الغالي تنحت الصخور والجبال تمهد الطرق لتعطي اروع الامثلة في حب الوطن ومحطتنا التالية كانت زيارة لطريق الواحات والذي يبدأ من نهاية مدينة 6أكتوبر حيث مررنا بميناء سوسدي الجاف وهو ميناء يحتوي علي انواع مختلفة من البضائع ويتم وصول البضائع والسلع اليه لتقليل التكلفة علي رءوس الاموال وتيسير وصول البضائع للمستهلك...واصلنا الانطلاق علي الطريق لتظهر محطة للقطارات ومبني كتب عليه سكك حديد 6اكتوبر واقتربنا من المكان لنجد شريط سكة حديد يمتد لمسافة كبيرة يتم العمل عليه ويقف احد القطارات شامخا وسط هذه الصحراء حاملا الخير لمصر وواصلنا طريقنا واذا بلافتة كبيرة تعلن عن مطار 6أكتوبر يتم العمل به لاستخدامه في خدمة المنطقة المحيطة. واخترقت سيارتنا الصحراء وسط هدير محركها وكان شريط السكة الحديد صديقنا الوحيد طوال الرحلة الي جانب عدد من لافتات شركات البترول العاملة علي جانب الطريق الذي صنعته ايادي عاشقة لتراب الوطن وتعرض فريق العمل لموقف خطير حيث انفجرت احد اطارات السيارة الامر الذي وضعنا في مازق كبير ودفعنا الي العودة الي القاهرة واستكمال الزيارة في وقت اخر. وخلال رحلتنا كنا نتذكرالاغاني الوطنية التي شدا بها كبار المطربين تعبيرا عن الحب للوطن ولكل يد تبني ولا تهدم ..للمخلصين من ابناء هذا الوطن.. للمقاتلين عنه.. للمدافعين عن سمعته وهيبته ..لكل من يعمل لمستقبل افضل لمصرنا الحبيبة.. فتحية خالصة لابناء الوطن الاوفياء.