نشرت االأهرامب مؤخرا تقريرا خطيرا يفيد بأن جميع المواد الغذائية المستوردة وفي مقدمتها الألبان واللحوم والأسماك والدواجن ومصنعاتها وغيرها منذ2006 وحتي مايو.2011 سمحت الأجهزة الرقابية المصرية وفي غياب كامل لاجهزة الرقابة الإدارية بنفاذها الي الأسواق المحلية دون فحص نسبة مركب( الديوكسين) السام التي تحتويها في المعامل الرقابية خاصة معامل كلية الزراعة صاحبة الحق الوحيد للكشف عن نسب مادة الديوكسين الشديدة الخطورة والمسبب الرئيسي لمرض السرطان للانسان! وهو أمر في غاية الخطورة حيث ان نسب مرض السرطان في مصر في زيادة غير عادية وصلت الي100 ألف حالة في السنة من700 ألف حالة سرطان سنوية في القارة الافريقية. كما أظهر بحث جديد بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية تحت اشراف العالم الكبير الدكتور مرسي السودة استاذ علوم وتكنولوجيا الألبان عن اللبن السائب بالسوق المصرية صورة قاتمة وسوداء حيث اظهرت نتائج شهر فبراير2011 ان اللبن السائب أصبح يمثل خطورة صحية حقيقية علي صحة المستهلك المصري حيث أظهرت انه لسوء تخزين هذا اللبن وعدم تبريده والتداول غير الصحي ووضع اضافات عليه لزيادة فترة تخزينه مثل عناصر الفورمالين الذي يوجد في24% من عينة الدراسة وذلك مقارنة بنتائج بحث عام2009 حيث يوجد في4% فقط!! وبالطبع لا يخفي علي أحد تأثير الفورمالين القاتل والمتسبب في العديد في حالات الوفاة في مصر. كما وجد في عينات البحث آثار زيت الخضراوات كما وجدت البكتريا المسئولة عن الاصابة بحمي التيفود وتسمم الغذاء, مما يستدعي ان نتوقف فورا عن شراء اللبن السائب! ومن ناحية أخري لا يخفي عن أحد أن99% من المزارع السمكية في مصر والمنتشرة في معظم محافظات الوجه البحري والتي تنتج700 ألف طن سنويا تروي وتغذي بمياه الصرف الصحي والصرف الزراعي واحيانا الصناعي وهذا غير غذاء هذه الأسماك المكون من بقايا القمامة التي تحتوي علي المعادن الثقيلة مثل الرصاص والحديد والمنجنيز و الزنك والتي ترسخ في جسد السمك لمدة طويلة وبنسب عالية وتصيب الانسان وتسبب الأمراض السرطانية, هذا بالإضافة الي مخاطر هرمون( التستوسترون) المحظور دوليا لانه يساعد علي زيادة حجم الأسماك( معظمها اسماك البلطي) وينتقل بالطبع الي جسم الانسان مما يحدث خللا هرمونيا خطيرا وهو ما يحدث ايضا في بعض مزارع تربية الدواجن. وهذا بالطبع غير رش الخضروات والفواكه بالمبيدات بطرق غير سليمة وبتوقيت غير مدروس مما يسبب مخاطر حقيقية مباشرة تدلف الي جسد الأنسان وتسبب المخاطر الصحية الكبيرة التي نقرأ ونسمع عنها يوميا في الإعلام المصري والدولي, مما يتطلب وبعد ثورة25 يناير أن نتوقف عند بعض النقاط والمطالب التي لابد أن تتحقق فورا حتي لا يتسبب الانفلات والغياب الرقابي علي جميع انواع الفساد والتقصير في الزراعة وصناعة الغذاء وتداولها بالأسواق في مزيد من التدمير والقتل لصحة الانسان المصري الذي يتطلع لحياة أفضل بعد ثورة الشباب, وانني أطالب أولا من خلال هذه المقالة بضرورة الاسراع في اقرار الغذاء الموحد, وثانيا ضرورة فحص الاغذية بمعامل كليات الزراعة, بالإضافة إلي معامل وزارة الصحة لمعرفة نسب مركب الديوكسين في الأغذية المستوردة خاصة القادمة من جنوب شرق آسيا والصين. ثالثا: تغليظ العقوبات علي كل من يخالف ويبيع أو يعرض سلعا غذائية مهربة وغير مراقبة والتي انتشرت بشكل غريب بعد قيام الثورة في الميادين العامة ومعظمها مهرب عبر القنوات غير الشرعية في ظل الغياب الأمني والانفلات الأخلاقي, وأخيرا ضرورة الرقابة المشددة علي مصانع بئر السلم والتي تورد أكثر من75% من غذاء المصريين لمحلات البقالة والسوبر ماركت وادماجها في الاقتصاد المعلن حيث لا يقل حجم اعمال هذه الصناعة الخفية عن15 مليار جنيه سنويا واخضاعها للرقابة الغذائية والصحية والصناعية والزامها بالمواصفات القياسية المصرية والعالمية في الانتاج والجودة والتخزين قبل فوات الآوان ونجد انفسنا جميعا في غرف الانعاش!! المزيد من مقالات علاء حسب الله