يظل العقيد ساطع النعمانى أيقونة ثورة ال 30 يونيو، وأحد أبطال رجال الشرطة، ورمزا لمئات المصابين والشهداء من رجالها،وسيظل 3/7 /2013 يوما لن تنساه محافظة الجيزة واهالى بولاق الدكرور، وستظل واقعة إصابته تحفر فى اذهان الملايين من المواطنين المصريين ، فهى ليست قصة ضابط شرطة أصيب او استشهد على ايدى الارهاب، ولكنها قصة حب وتلاحم تحولت الى تناغم شعبى وحب لوطنه. العقيد ساطع النعمانى نائب مأمور قسم بولاق الدكرور التى انقذته العناية الالهية من الموت المؤكد بعد تعرضه لرصاصة فى عينه اليسرى على اثرها افقدته البصر ، وظل أكثر من عام خارج البلاد يعالج جراء إصابته تلك. إثر إحالة قيادات الإخوان إلى الجنايات فى قضية الاعتصام المسلح بميدان رابعة العدوية، التقى «الأهرام» بالعقيد ساطع النعماني، يروى لنا بعضا مما أصابه على أيدى قيادات الإخوان. الاهرام: نعود بالذاكرة إلى يوم إصابتك؟ العقيد ساطع: اصابتى كانت يوم 3/7 حيث تعرضت لطلق خرطوش نارى فى اثناء وجودى امام قسم بولاق الدكرور مع القوات لحماية افراد القسم وايضا اهالى منطقة بين السرايات لتعرضها للهجوم من الاخوان وكان كل اهتمامى هو الدفاع عن المواطنين ولذلك كان القرار صعبا ولكن لابد من الفض . الاهرام: كيف ترى فض النهضة والرابعة من وجهة نظرك ؟ النعماني: الوضع فى الجيزة بميدان النهضة كان لا يقل سوءا عن منطقة رابعة لانه كان هناك عناصر مسلحة ظهرت واعتلت اسطح كلية تجارة جامعة القاهرة واطلقت رصاصا عشوائيا وبدأت تهدد سلامة اهالى بولاق الدكرور وفى هذا اليوم بالتحديد حاولت ان أبعد هؤلاء المسلحين والبلطجية حتى لا يتعرضوا للاهالى وتقع اشتباكات بينهم وكان هدفى الرئيسى ان ارجع المواطنين للصف الامامى وفى اثناء التعامل معهم فى منطقة بين السرايات تم اصابتى بطلق الخرطوش فى الوجه بالعين اليسرى ولكنها ادت الى فقدان البصر وأحمد الله. الاهرام: رأينا مشاهد توافد أهالى بولاق الدكرور لإنقاذك وكان مشهدا يشيب له الولدان من شدة حبهم لك ما تعليقك؟ النعماني:بدأت تولى عملى كنائب مأمور قسم بولاق الدكرور قبل ثورة 25 يناير بعامين ثم اكملت ثلاث سنوات بعد ذلك ومن وقت عملى هناك محبة وتلاحم بينى وبين اهالى بولاق الدكرور لان سكان المناطق الشعبية لهم تقدير للشخص الذى يتعامل معهم يوميا ويقضى ساعات طويلة بينهم اكثر من اسرته وهذا ما تفرضه طبيعة عملنا كضباط الشرطة . بالفعل بعد اصابتى والدماء تغرق بدلتى الميرى هم من حملونى فوق إحدى الدراجات البخارية وتم نقلى الى مستشفى الشرطة بالعجوزة ورفضوا تماما ان يتركونى حتى يطمئنوا على إلا بعد دخولى العمليات وبعد سفرى للخارج كانوا يقومون بالاتصال بعائلتى للاطمئنان على رحلة علاجى ولذلك عند وصولى الى ارض الوطن العام الماضى اول من وجدتهم فى استقبالى بمطار القاهرة . الاهرام: ما هى قصة القلادة التى اهديتها لسيادة الرئيس السيسى ؟ النعماني: هذه القلادة كانت هدية من والدتى الكريمة منذ سنوات بعيدة وكانت معى فى اثناء اصابتى ولطخت بدمى فى اثناء اصابتى وزوجتى احتفظت بها وكانت إما ان تدفن معى او ان تكون معى بعد رحلة علاجى وترجع لى مرة اخرى واحتفظ بها وعندما قابلت الرئيس يوم تخرج دفعة طلاب كلية الشرطة لم اجد اى كلمات تصف حبى وسعادتى برجل يحب وطنه وشعبه كالرئيس السيسى ولم اجد اغلى منه اهديها له و يستحق دم واحد من ابناءوه الذى كتب الله سبحانه وتعالى ان يحيى ويعود للحياة مرة اخري. الاهرام: كيف استقبلت دعوتك لحضور حفل افتتاح قناة السويس؟ النعماني:جاءت الدعوة بناءا عن كتابة لى على صفحتى الخاصة فى شبكة التواصل الاجتماعى الفيس بوك ولم يمر سوى 24 ساعة على استجابة الرئيس لى وكانت بمثابة فرحة العريس بيوم عرسه واخذت افكر ما سافعله وما سارتدى وجلست مع ابنى يسين ذو السبع سنوات اروى له قصة قناة السويس وتاريخها . الاهرام: ما الذى تتمناه ؟ نعماني:اتمنى ان أرى نفس المشهد الذى تكرر من عزيمة الشعب فى تغيير مصيرهم فى 30/ 6 الذى فجر طاقات وحرص الشعب على استرداد مصر. بجانب اننى اطالب سيادة الرئيس بان هناك المئات من المصابين المحبين لتراب مصر يستطيعون ان يمثلوا مصر فى جميع المحافل واللقاءات الخارجية كوجهة لابناء مصر وتوضيح العديد من الحقائق المزيفة واسقاط الاقنعة وتوضيح ما يحدث على ارض الواقع ومحاربة الارهاب والقتلة والمخربين الذين هدفهم اسقاط الدولة.