أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن قناة السويس الجديدة تتكامل مع الجهود الإفريقية المبذولة لتعزيز حركة النقل فى القارة ومنها مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط عبر نهر النيل. وأشار - خلال استقباله أمس وفداً من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية فى عدد من الدول الإفريقية - إلى أن زيارتهم إلى مصر تتزامن مع الحدث التاريخى لافتتاح القناة الجديدة، والذى يمثل حدثا ليس لمصر فقط ولكن للقارة الإفريقية بأكملها، موضحا أن القناة الجديدة أكدت الثقة فى قدرات الشعب المصرى وكذلك قدرة القارة الإفريقية على التنمية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، بأن الرئيس السيسى أوضح - فى رده على استفسارات بعض الصحفيين - أن القناة الجديدة ستسهم فى إثراء حركة الملاحة الدولية وتيسيرها، لاسيما مع التطور فى صناعة السفن والناقلات البحرية العملاقة التى تتطلب أعماقاً كبيرة للمجارى الملاحية، فضلاً عما ستوفره من وقت انتظار عبور السفن والذى كان ينعكس فى ارتفاع تكلفة النقل ومن ثم البضائع. وأضاف الرئيس أن منطقة القناة ستشهد مشروعاً وطنياً للتنمية سيشمل مناطق صناعية وخدمات لوجستية، وقد تم بالفعل اتخاذ أولى خطواته من خلال تدشين مشروع تنمية منطقة شرق بورسعيد. وذكر المتحدث أن الرئيس السيسى رحب بالصحفيين الأفارقة، معرباً عن التقدير والمودة اللذين تكنهما مصر لجميع شعوب دول القارة. وأوضح أنه حرص منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية فى خطاب التنصيب على تأكيد توجه مصر بالانفتاح نحو إفريقيا وتحقيق نهوض شامل فى أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة، وعودتها إلى مستويات أفضل مما كانت عليه. وأكد ضرورة العمل معاً من أجل تحقيق طموحات وآمال الشعوب الإفريقية ولكى تتبوأ إفريقيا مكانتها المستحقة على الساحة العالمية. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس استعرض كذلك مختلف أوجه التعاون بين مصر وأشقائها الأفارقة، مشيراً إلى أن هذا التعاون لا يقتصر على مجالات الدعم التقليدى فقط، بل يتعداها إلى شراكات جديدة منها قيام مستشفى سرطان الأطفال بتدريب 600 طبيب وفنى وممرض من دول حوض النيل على مدار ثلاث سنوات على نفقة المستشفى، بالإضافة إلى علاج عدد من أطفال تلك الدول بالمجان، علاوةً على جهود إنشاء آلية معلوماتية للتعامل مع وباء الإيبولا لسد الفجوة المعلوماتية فى هذا الصدد. وأشار الرئيس إلى أهمية تفعيل وتعظيم الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة بين الدول الإفريقية، وفى مقدمتها الاتفاقية التى تم توقيعها مؤخراً فى شرم الشيخ لإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين دول التكتلات الاقتصادية الثلاث (الكوميسا – السادك – تجمع شرق إفريقيا)، بما يعود بالنفع على الدول والشعوب الإفريقية. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس السيسى أكد أهمية تكاتف الجهود الدولية والافريقية من أجل مكافحة الإرهاب والحيلولة دون تمدده إلى مختلف المناطق، منوهاً إلى أهمية أن تأتى مكافحة الإرهاب شاملة ولا تقتصر على الجوانب الأمنية ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادى والاجتماعي، فضلاً عن الأبعاد الثقافية والفكرية، وتنقية صورة الإسلام مما علق بها من أفكار مغلوطة تجافى صحيح الدين. وعلى ضوء تولى الرئيس السيسى رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية المعنية بتغير المناخ، فقد أكد أهمية التنسيق الجيد بين الدول الافريقية فى مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأممالمتحدة لتغير المناخ الذى سيعقد بباريس فى ديسمبر المقبل، بما يساهم فى نجاح المؤتمر من جهة، وفى تحقيق أهداف الدول الافريقية الخاصة بالطاقة المتجددة ومكافحة التصحر من جهة أخرى. وعلى صعيد حرية الإعلام، أكد الرئيس أن الدولة المصرية تحترم وتُقدر دور الإعلام وتتيح له العمل بدون أى قيود، مشيداً بالإعلام المصرى وما أبداه من مصداقية ووطنية ودور إيجابى خلال تغطية العديد من الموضوعات. وأوضح الرئيس أنه لا يوجد صحفى محبوس فى قضايا تتعلق بالنشر أو حرية الرأي، وأنه لم يكن يرغب فى أن يُحال أى صحفى إلى القضاء ويمكن أن يُكتفى بترحيله إلى خارج البلاد، إلا أن هذه القضايا كانت منظورة بالفعل أمام المحاكم المصرية قبل توليه السلطة، ومن ثم لم يكن ممكناً أن يتم التدخل فى عمل القضاء، الذى تحرص مصر على احترام استقلاليته المكفولة بموجب الدستور، ولفت إلى أنه تمت معالجة بعض هذه القضايا بموجب الصلاحيات التى يكفلها الدستور لرئيس الجمهورية وفى حدود ما يسمح به القانون. وعلى الصعيد الحقوقي، أكد الرئيس أن مصر تحترم حقوق الانسان جنباً إلى جنب مع حماية حقوق المواطنين من أية محاولات للاعتداء عليهم أو المساس بأمنهم واستقرارهم، أخذاً فى الاعتبار أن مصر دولة يناهز تعداد سكانها تسعين مليوناً لديهم حقوق اقتصادية واجتماعية فى مجالات حيوية مثل التعليم والصحة وغيرها ينبغى توفير المناخ المناسب لإقرارها، ومن ثم فإن الدولة تسعى جاهدة لتحقيق التوازن بين إقرار الحقوق والحريات وبين إرساء دعائم الأمن والاستقرار. وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس السيسى أكد أهمية دور الأزهر الشريف وبعثاته فى الدول الإفريقية، منوهاً إلى حرص مصر على تلبية احتياجات أشقائها الأفارقة من الأئمة والوعاظ والمعلمين، وذلك لنشر القيم الإسلامية الصحيحة السمحة. وفى ختام اللقاء - الذى حضره رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وأمين عام الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية - طلب الرئيس من رؤساء التحرير الأفارقة نقل تحياته إلى أبناء شعوبهم، مؤكداً حرص مصر على تعزيز أواصر التعاون معهم فى جميع المجالات والترحيب بهم فى بلدهم الثانى مصر.