كتب:ممدوح فهمي القي تجميد النشاط الكروي في مصر بعد احداث كارثة استاد بورسعيد بظلال وأعاد الي الاذهان الصورة الضبابية التي عاشتها الكرة بعد نكسة67 عندما توقف كل شيء علي الساحة لمدة أربعة اعوام.. وان كان بالطبع السيناريو. في المرتين مختلفا من ناحية الظروف والاجواء المحيطة بكلا الموقفين.. ولكن بالتأكيد فان التوابع تتشابه في النهاية لانه علي ضوء هذا التوقف الاجباري فان هناك جيلا كاملا ليس فقط من اللاعبين ولكن ايضا من جميع العاملين في الوسط من اداريين ومدربين وغيرهم سيتأثر ماديا ومعنويا من حالة الغيبوبة المستمرة حاليا. ولو عاد شريط الذكريات الي الخلف وبالتحديد45عاما.. فان المشهد كان حافلا بنفس الاجواء من التخبط وعدم وضوح الرؤية بسبب تبعات النكسة.. فقد عانت كل اندية الدوري الممتاز ونجومها سواء علي مستوي القمة او القاع مما حرم الكرة المصرية من مجموعة من افضل لاعبيها بعد الاصرار علي الاعتزال الاضطراري.. وفي المقدمة صالح سليم ورفعت الفناجيلي وعادل هيكل وطه اسماعيل وميمي الشربيني ومحمود الجوهري وطارق سليم فقد اضطروا الي التسليم بالامر الواقع والانسحاب من المستطيل الاخضر بعد ان طالت فترة التوقف, وهو ينذر بتكرار نفس الموقف مع نجوم هذا الجيل محمد ابو تريكة وبركات مع بداية ازمة استاد بورسعيد عندما قرر كل منهما اعلان الاعتزال قبل ان يتراجعا عنه بسببب الضغوط الجماهيرية والاعلامية. ولم يكن الموقف في الزمالك أفضل حالا.. فبينما كان الفريق في أوج تالقه ويضم بين صفوفه مجموعة من الموهوبين سواء من اصحاب الخبرة او الصاعدين مثل المدير الفني الحالي للفريق حسن شحاتة, الذي كان اول تدريب له في الزمالك بجوار فريق حماده امام وكان ذلك اواخر عام66وتألق خلاله المعلم وسجل3 اهداف وفاز فريقه0/4.. ولكن شاءت الاقدار ان تحدث نكسة67 ليتوقف النشاط في مصر مما دفعه الي السفر للكويت اوائل عام86كأول محترف مصري ولعب لنادي كاظمة الكويتي وحقق معه انجازات حتي انه تم تجنيده بالكويت ولعب لصالح المنتخب العسكري هناك في بطولة كأس العالم بتايلاند.. وكان شحاتة اثناء فترة وجوده في الكويت ينتقل الي مصر ليلعب ضمن صفوف المنتخب الوطني قبل ان يعود الي مصر وينضم للزمالك مرة أخري. ولا ينسي كتاب الذكريات ايضا خلال هذه الفترة ان نجوم الزمالك من امثال احمد مصطفي ونبيل نصير وغيرهما لم يجدوا ايضا مناصا من الاختفاء عن الصورة بعد فقدان الامل في استئناف مسيرتهم مع الساحرة المستديرة. وبالطبع فان نجوم الاقاليم ولاسيما خط القناة دفعوا ثمنا باهظا بسبب اصابة شرايين الساحرة بالتصلب لمدة اربع سنوات.. فالمعلق الرياضي محمود بكر نجم الاوليمبي السابق وشحته و العربي و السيد عبد الله وشاهين و محسن عرجان انسحبوا من المستطيل الاخضر مجبرين.. في حين اضطر نجم المصري الراحل مسعد نور الذي كان يتلمس طريقه في الملاعب مع فريق بور فؤاد للانضمام الي اشبال الزمالك قبل أن يعود لبورسعيد مرة اخري ضمن صفوف المصري. ولم يهنأ الجيل الذهبي لدراويش الاسماعيلي الفائز بلقب الدوري موسم67/66 بانتصاره طويلا والذي جاء بعد ماراثون ساخن ومثير مع الاهلي, وذلك بعد توقف النشاط ايضا مثلما هو الحال حاليا لحرس الحدود متصدر المسابقة قبل توقفها.. بل وافتقد أغلب نجومه بسبب الاعتزال ايضا. وعلي الرغم من محاولة المسئولين عن الرياضة وقتها تعويض الاندية المضارة من خلال بعض المساعدات المالية.. الا انها لم تستطع تعويض حجم الخسائر التي تعرضت لها علي الرغم من ان رواتب اللاعبين والعاملين وقتها لا تقارن بما هو عليه الموقف حاليا في ظل سيطرة لغة الملايين علي المشهد الحالي وهو ما ينذر بقرب اعلان بعضها الافلاس نظرا لعدم قدرتها علي الوفاء بالتزاماتها وتعاقداتها. وكانت محصلة التوقف الطويل للنشاط الكروي غياب المنتخب عن المحافل الدولية.. فقد ظهرت كأس الامم الافريقية للمرة الاولي دون ظهور الفراعنة واقتضي عدة سنوات حتي استعاد الفريق عافيته.. وهو ما يحدث تقريبا حاليا معه ايضا من ناحية عدم القدرةعلي تنظيم مباريات ودية قوية له بين جماهيره في مصر خوفا من الحالة الامنية استعدادا للجولة المقبلة في تصفيات القارة لنهائيات2013 وايضا مونديال2014.