رحم الله الفنان العالمى عمر الشريف الذى التقيت به لأول مرة فى عام 1987 لاجراء حوار صحفى معه، وكان يومها يستعد لإلقاء الكلمة الرئيسية فى العرض العالمى لاوبرا إيزيس وايزوريس بالهرم، وعندما دخلت الفندق الذى يقيم به والذى يقع على بعد خطوات من موقع الحفل كان كل شيء منسقا ويتسم بالهدوء فجأة حدث هرج ومرج بين الحاضرين وعندما تأملت الموقف رأيت الفنان عمر الشريف يخترق المكان كالسهم النافذ دون أن يلتفت لأحد أو ينشغل بأحد، اتجه الفنان الكبير مباشرة نحو البيانو فى ركن القاعة وأخرج عدة ورقات أخذ يقرأ فيها استعدادا للحفل بينما الصحفيون والمصورون يتكالبون عليه لأخذ مواعيد حوارات معه وتصويره ، فاعتذر لهم بشكل مهذب لأنه مشغول تماما بالاستعداد لافتتاح الأوبرا ولامجال لتعطيله عن الحفل ، خاصة وأن الباقى نصف ساعة فقط، ويخشى ألا يكون لديه التركيز فى هذا المحفل الدولى ولكن الإعلاميين أصروا على محاورته وفجأة شاهدت الفنان عمر الشريف يصرخ فى كل من حوله للابتعاد عنه وهو يرفض باصرار أى تشويش له عن عمله وقال لهم إننى لم أوجه الدعوة لأحد ولم أعد أحدا بشيء وفى هذه اللحظة من الانفعال سقط كوب من الماء، وساد المكان الصمت وخرج الجميع من القاعة تدريجيا، ووجدت الفنان عمر الشريف ينادينى وسألنى هل ترغب فى إجراء حوار صحفى معي، قلت له، طبعا وقال: سأختصك بهذا الحوار لأنك لم تتزاحم مثلهم وكنت مقدرا للموقف ، إننى الآن استعد للحفل ولكن غدا يمكن ان نلتقى فى الساعة الخامسة عصرا لأقول لك ما تريد ، وبالفعل أوفى بما وعد، وتم إجراء حوار عن حياته وذكرياته حيث أفضى بأن الفنانة القديرة فاتن حمامة هى حبه الأول والأخير ولايمكن أن يرتبط بأحد غيرها، وعندما سألته لماذا كان عنيفا مع الصحفيين ؟ قال: أنا أعشق الجدية فى العمل ولا أقبل التهاون أو التراخى لهذا كنت عصبيا، وهنا أدركت سر نبوغ وعبقرية عمر الشريف حيث يتجسد فى احترامه لعمله لتحقيق اقصى إجادة فيه. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى