وسط تداعيات الأزمة المالية، اندلعت العديد من حرائق الغابات في اليونان مع هبوب رياح قوية ترافقها موجة حارة صيفية وجفاف ضربا البلاد أمس. ومن ناحيته، سارع أليكسيس تسيبراس رئيس الحكومة لتفقد مركز الأزمات بمقر الحماية المدنية في العاصمة أثينا، وطالب المواطنين بالحفاظ علي هدوئهم، كما أمر باستخدام إمكانات الجيش في عمليات الإطفاء، مشيرا إلي أنه تم إبلاغ مركز الحماية المدنية الأوروبي بتطورات الوضع بعد نشوب الحرائق. وقال تسيبراس للصحفيين"جميع فرق الإطفاء، إضافة إلي الجيش وسلاح الجو في حالة تأهب". وأضاف"علينا جميعا المحافظة علي الهدوء.. إنها أحوال جوية طارئة". ومن جانبه، قال بانوس كامينوس وزير الدفاع - في تصريح للتليفزيون اليوناني- إنه يتوقع أن تكون الحرائق أضرمت عمدا في الغابات، مشيرا إلي أن الجيش سيقوم بناء علي ذلك بدوريات حراسة علي المناطق التي يتوقع أن تكون مهددة بإشعال النيران. وفي غضون ذلك، أوقفت الشرطة اليونانية شخصين في أثينا، أحدهما يوناني والآخر بلغاري، للاشتباه بتسببهما في حريق غابات في الضواحي الشمالية الشرقية للعاصمة. وسيمثل الرجلان البالغان من العمر 67 و58عاما أمام المدعي العام بتهمة اضرام الحريق عرضا. جاء هذا في الوقت الذي ناشدت فيه الحكومة اليونانية دول الاتحاد الأوروبي الحصول علي مساعدة لمكافحة الحرائق، حيث ذكر نيكوس تسوجاس المتحدث باسم جهاز المطافئ أنه تم طلب أربع طائرات إطفاء متطورة. وأضاف أنه شارك نحو 300رجل إطفاء مزودين بأكثر من 100عربة إطفاء و12طائرة وست مروحيات لاخماد النيران المندلعة علي أطراف من أثينا ومنطقة البيلوبونيز الجبلية. وأكد تسوجاس أن وحدات مكافحة النيران مستمرة في عملها لإخماد النيران المشتعلة في كل من كارياس وملكاسا ونيباولي في لاكونيا، وسباثوفوني في كورنثيا. وفي بروكسل، أعلن كريستوس ستيليانيدس المفوض الأوروبي للشئون الإنسانية وإدارة الأزمات أن الاتحاد الأوروبي"يقف إلي جانب اليونان لمساعدتها في الرد علي هذه الكارثة الطبيعية"، موجها الشكر لفرنسا علي جهودها بعد أن قامت بإرسال طائرتين مخصصتين وطائرة استطلاع. يذكر أنه غالبا ما تتعرض اليونان لحرائق غابات في مثل هذه الفترة من العام، وأغلبها متعمدة وتغذيها درجات الحرارة العالية والرياح القوية. وعلي الصعيد الأمريكي، اجتاحت حرائق الغابات تلال جنوب كاليفورنيا في مقاطعة سان بيرناردينو بالولايات المتحدة، وامتدت إلي طريق سريع مزدحم بالسيارات في ممر جبلي، مما أدي إلي احتراق عدة سيارات في الوقت الذي تخلي فيه قائدو السيارات عن سياراتهم طلبا للنجاة. وأظهرت مشاهد تليفزيونية طائرات إطفاء تلقي الماء علي سيارات مشتعلة، حيث التهمت النيران ما لايقل عن ثلاث سيارات ومقطورتين كانت إحداهما تحمل عربات جديدة في الطريق الذي يربط بين جنوب كاليفورنيا ولاس فيجاس. وكان الحريق قد أدي إلي تفحم أكثر من 500 فدان في الوقت الذي تحاول فيه فرق الإطفاء السيطرة علي الوضع.