واصلت القوى العالمية وإيران مفاوضاتها الماراثونية من أجل التوصل إلى اتفاق نهائى بحلول اليوم الاثنين، وذلك فى الوقت الذى ألمح فيه مسئولون غربيون وإيرانيون إلى بوادر اتفاق يلوح فى الأفق. ومن جانبه، أشار مسئول إيرانى كبير إلى أن اتفاقا نوويا بين إيران والقوى العالمية الكبرى فى متناول اليد ، مضيفا أن هناك بعض القضايا المتبقية التى يجب أن يحلها وزراء الخارجية. بينما أعرب جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى جون عن أمله فى التوصل إلى اتفاق نووي، مشيرا إلى أنه لا تزال هناك بعض القضايا الصعبة. وأكد كيرى "أعتقد أننا بصدد اتخاذ قرارات حقيقية، لذا سأقول لانه ما زال لدينا بعض الأشياء الصعبة لننجزها فأنا مازلت متفائلا". وفى الوقت ذاته، أعلن لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسى أن جميع القضايا مطروحة الآن على المائدة، وأن الوقت حان لاتخاذ قرار. وفى سياق متصل، كتبت الخارجية الألمانية على موقع التواصل الاجتماعى"تويتر" إن "المفاوضات وصلت إلى مرحلة حاسمة". جاء ذلك فى الوقت الذى عقد فيه مساعدو وزراء خارجية إيران والقوى الكبرى محادثات لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق. وعقد مساعدو وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى ومجيد تخت روانجى مباحثات مع هيلجا شميدت مساعدة مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبي، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكى ويندى شيرمان، على استكمال صياغة بنود الاتفاق النهائى الشامل بشأن برنامج إيران النووي. وتوقعت مصادر دبلوماسية عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية يضم وزراء أمريكاوإيران بحضور فيدريكا موجرينى مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى خلال ساعات، عقب انتهاء عمل مساعدى وزراء الخارجية، لاستعراض ما تم إنجازه. وفى هذه الأثناء، ذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، أن سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى يعتزم التوجه إلى العاصمة النمساوية خلال ساعات للمشاركة فى المفاوضات الجارية حول البرنامج النووى الإيراني. وأوضح دبلوماسيون فى موسكو أن القضايا الأخيرة التى لم يتم حسمها فى المفاوضات الإيرانية هى الأصعب. وفى طهران، قال آية الله على خامنئى الزعيم الأعلى للثورة الإيرانية خلال اجتماع طلابى فى طهران إن الولاياتالمتحدة تمثل "التجسيد الحقيقى للغطرسة العالمية، ويجب محاربتها". ومن جانبه، نقلت وكالة نسيم الإيرانية للأنباء عن الرئيس الإيرانى حسن روحانى قوله إنه إذا نجحت المفاوضات النووية مع القوى الدولية فإن العالم سيرى أن إيران حلت أكبر مشكلاتها السياسية بالتفاوض والحجج المنطقية. ونقلت الوكالة عن روحانى فى اجتماع مع فنانين "حتى إذا فشلت المفاوضات فإن دبلوماسيينا أظهروا للعالم أننا نتحلى بالمنطق. لم نترك طاولة المفاوضات قط وقدمنا أفضل الإجابات". وأضاف أن "22 شهرا من المفاوضات تعنى أننا نجحنا فى إبهار االعالم، وهذا فن". وفى هذه الأثناء، أكد على لاريجانى رئيس مجلس الشورى الإسلامى عن "رؤيته الإيجابية" لمسار المفاوضات النووية الدائرة فى فيينا. وأشار لاريجانى إلى أن "مسار المفاوضات ماض إلى الأمام بشكل عام ، وقد يصل الى نتيجة فى ظل الأجواء السائدة". وأعرب عن أمله فى أن يتحلى الجانب الآخر ب"العقلانية للاستفادة من الزمن بشكل صحيح".