فى كتابه «نساء فى فراش داعش» يشير الكاتب الصحفى عبدالرحيم قناوى إلى أن الإسلام هو دين الحرية، حين أشرق على هذه الدنيا وجد فيها كثيرًا من الأرقاء ذكورًا وإناثًا، فالإسلام لم يبتدع الرق، إنما وجده أمرًا عالميًا تقوم على أساسه أسس الحياة فى أنحاء الأرض وعمل على تحجيمه، فلم نسمع بوجود إماء أو جوار فى عصرنا هذا إلا بظهور ما يسمى تنظيم «داعش» ليعيد المرأة لعصر الجاهلية. يتطرق الكاتب إلى نشأة التنظيم فيقول إن الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش» تنظيم إرهابى مسلح يتبنى الفكر السلفى الجهادى ويهدف أعضاؤه وزعيمهم أبوبكر البغدادي-حسب اعتقادهم- إلى إعادة «الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة» وينتشر فى العراق وسوريا. وأشار المؤلف فى كتابه إلى أن «داعش» قد انبثق من تنظيم القاعدة (قاعدة الجهاد فى بلاد الرافدين) والمعروفة أكثر باسم تنظيم القاعدة فى العراق وهو الذى شكله أبو مصعب الزرقاوى فى عام 2004. ويضيف الكتاب: لقد زُجت المرأة فى التنظيمات المسلحة، بعد أن كانت فتاوى تحرم انخراطها بالعمل الجهادى لتنظيم القاعدة، وسخرتها التنظيمات الإرهابية فى العراق وسوريا. وما فتوى جهاد النكاح إلا نتيجة التفكير السلفى المشوَّه للمرأة باعتبارها أداة للمتعة، فيتم غسل عقول الفتيات والتأثير عليهن بأساليب تجعلهن مستسلمات لتنفيذ ما يأمرن به. وهذا أسلوب تنظيم القاعدة الذى جند الانتحاريات فى العراق باستغلال ظروفهن الحياتية, وأغلبهن ينحدرن من عائلات تورطت فى القتال مع المجاميع الإرهابية ومنهن أرامل لمقاتلين قتلوا فى العمليات الانتحارية والقتالية. كما أن أغلب النساء المشاركات فى العمليات لهن أقارب ينتمون للجماعات الإرهابية، وهناك أيضا المشاركات فى نشر الفكر المتطرف على مواقع الإنترنت أو فى ندوات التثقيف، بدافع العاطفة، كما أن أكثر النساء المتعاطفات والمنتميات عاطلات عن العمل، وليس لديهن مشاركات اجتماعية إيجابية. ويبين الكاتب أن ما يحدث للنساء فى داعش فاق أبشع أشكال الاستغلال تجاه المرأة، فتحولت من كائن رقيق إلى قاتل إرهابى مع وعدها بالجنة أو بحثًا عن الجنس تحت غطاء الدين، وادعاء تطبيق الشريعة. فتحوَّلت من ضحية لجرائم القتل والاغتصاب والزواج القسرى إلى أداة لتوفير المتعة الجسدية لعناصر داعش، فيما عرف بجهاد النكاح. فقد ذكرت وزارة حقوق الإنسان العراقية، أن داعش فرض جهاد النكاح على النساء عبر فتوى لا أساس لها فى الإسلام، وترفضها الأعراف والتقاليد الاجتماعية للعراقيين، إذ يطلب من كل مقاتل ينضم لصفوفه، بأن يجبر أخته أو قريبته على مناكحة أحد عناصر التنظيم .وفى كثير من الأحيان تقع الفتيات الغربيات فى سن المراهقة فى فخّ نساء أكبر سناً مكلفات بتجنيد الفتيات, وكثيرات منهن يعشن فى أوروبا ويستخدمن وسائل التواصل الاجتماعى والهاتف والتظاهر بالصداقة لإقناع ضحاياهن بالعمل الخيرى فى مناطق الحرب و يتمّ اقناع الفتيات بأن هذا العمل هو جهاد فى سبيل الله. «نساء فى فراش داعش» الذى صمم غلافه الفنان أحمد السجينى هو الكتاب الثانى لعبد الرحيم قناوى بعد كتابه الأول «عرش الحريم». وسبق له أن تعرض, فى كثير من المقالات والتقارير الصحفية، لتنظيم داعش منتقدا أساليبه فاضحا مخططاته الإرهابية. الكتاب:«نساء فى فراش داعش» المؤلف: عبد الرحيم القناوي الناشر: دار رهف للنشر 2015