من المفاهيم التى تحتاج الى توضيح من قبل اهل الاختصاص، لذا يوضح ذلك الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر قائلا:مصطلح «أهل السنة والجماعة» ليس توقيفيا، وإنما اصطلح عليه ليكون علامة على طائفة من المسلمين لهم صفات وخصائص معينة، وهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة, ونحو ذلك, وقد نشأ هذا المصطلح حينما ظهرت البدع: كبدعة القدرية، والخوارج، وأول من أثِر عنه هذا اللفظ ابن عباس فى تفسير قول الله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه), ففسر الوجوه التى تبيض, بأنها وجوه أهل السنة والجماعة، وفسر الأخرى, بأنها وجوه أهل البدعة والفرق، والمقصود من هذا المصطلح: إظهار أعظم ما تميز به أهل السنة آنذاك، وهو تمسكهم بطريقة النبى صلى الله عليه وسلم فى العلم والعمل، وتمسكهم بجماعة المسلمين, فلم يفرقوها ولم ينزعوا يداً من طاعةٍ لمن وجبت طاعته، وقد سموا «أهل السنة» لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبى صلى الله عليه وسلم. وأشار الى انه يقصد بمذاهب أهل السنة, مذاهبهم الفقهية, ومنهم مذاهب: الأئمة الأربعة, والظاهرية, والليث بن سعد, والأوزاعي, والحسن البصري, والنخعي, ونحوهم, ومذاهب أهل السنة أقرب ما تكون إلى ترسيخ منهج الإسلام الوسطي, دون إفراط, أو تفريط, أو غلو, أو شطط فكري, أو جعل العصمة لبشر غير الأنبياء والرسل, أو اعتقاد ما لا تدعمه نصوص الشرع, ولذا صدق فى حقهم ما ورد فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم: « إن بنى إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة, وإن أمتى ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة, كلها فى النار إلا واحدة, وهى الجماعة».