أعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن مفاوضات السلام فى اليمن انتهت فى جنيف دون التوافق على هدنة ولم يحدد أى موعد لمباحثات جديدة، وقال فى تصريحات للصحفيين فى جنيف إن وقف إطلاق النار فى اليمن «يحتاج إلى مزيد من المشاورات لكن يمكن تحقيقه سريعا». وأضاف ولد الشيخ أحمد أن مفاوضات جنيف «أولية»، مقرا بأن أى موعد جديد لم يحدد. وأضاف «ليست الأممالمتحدة من يقرر ما إذا كانت ستجرى مباحثات جديدة، هذا من شأن اليمنيين»، وأوضح أن المشاورات الأخيرة التى جرت فى جنيف والتى بدأت الاثنين الماضى وانتهت أمس الأول، أتاحت استخلاص أن هناك «أرضية مواتية» للتوصل إلى اتفاق إطلاق نار. وقال إن «الأجواء مواتية لمباحثات جديدة»، مضيفا أنه «سيضاعف جهوده» فى الأيام المقبلة حول هذا الملف، وأن «مفاوضات جنيف ليست النهاية بل بداية طريق طويل وشاق». وكان الشيخ أحمد قد حاول إقناع المتمردين والحكومة فى المنفى بالتوصل إلى هدنة إنسانية خلال شهر رمضان، فى خطوة أولى نحو مباحثات سلام، وتنقل بين الوفدين لعدم تمكنه من جمعهما فى قاعة واحدة بسبب عمق الانقسامات. وفى الوقت نفسه، قال وزير الخارجية اليمنى رياض ياسين إن وفد الحوثيين «لم يسمح لنا بتحقيق تقدم حقيقى كما كنا نتوقع»، ورفض التحدث عن فشل، مشيرا إلى أن الجهود مع الأممالمتحدة مستمرة، وأضاف أن «عدم تحقيق نجاح كما كنا نريد لا يعنى أننا فشلنا»، وقال أيضا إن الوفد الحكومى الذى تعترف به الأسرة الدولية كان «دائما متفائلا بشأن فرص التوصل إلى حل سلمى بإشراف الأممالمتحدة». من جانبه، أبدى حمزة الحوثى رئيس وفد المتمردين خيبة أمله وقال «قمنا بما فى وسعنا لتنجح هذه المفاوضات ولكن كانت هناك عوائق كثيرة وخصوصا المطالبة بالانسحاب»، وأضاف «لا نستطيع الانسحاب وترك فراغ ولكن آمل أن نعقد محادثات جديدة سريعا». وفى واشنطن، صرح جون كيربى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بأن مباحثات جنيف حول أزمة اليمن التى استمرت عدة أيام تعتبر بداية مفيدة ربما لعملية طويلة. وقال كيربى، فى تصريحات صحفية، إن الولاياتالمتحدة تدعم المباحثات التى ترعاها الأممالمتحدة، معربا عن توقعه بأنها قد تكون طويلة، وأكد أن واشنطن لا تزال تحث كل الأطراف اليمنية على إعطاء أولوية للتوصل إلى اتفاق لانهاء القتال، وشدد على احترام الولاياتالمتحدة للعملية التى ترعاها الأممالمتحدة من أجل وضع حد للأزمة فى اليمن. وعلى الصعيد الأمنى، شن طيران التحالف بقيادة السعودية فجر أمس 15 غارة على مواقع للمتمردين الحوثيين حول عدن بجنوب اليمن. وصرح مسئول فى الجيش اليمنى الموالى للرئيس عبد ربه منصور هادى اللاجىء إلى السعودية، أن الغارات تركزت على مداخل عدن ثانى مدن اليمن من الجهة الشمالية والشرقية والغربية. وقال «إن الهدف هو فك طوق الحوثيين على عدن ومساعدة لجان المقاومة الشعبية (مسلحون يقاتلون الحوثيين وموالون لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي) استعادة مواقع خسرتها». وقصف المتمردون أحياء فى عدن مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح. وفى الوقت نفسه، نصبت المقاومة الشعبية فى محافظة ذمار كمينا لقيادات فى جماعة أنصار الله الحوثيين أسفر عن مقتل 4 من قياداتهم. ونقل موقع «يمن فويس» الإخبارى عن مصادر محلية أن الكمين استهدف القيادات الحوثية وهم فى طريقهم من ذمار إلى صنعاء لحضور اجتماع كان مقررا له أن يعقد فى العاصمة. وأوضحت المصادر أن القيادات الحوثية كانوا على متن سيارة ووقع الكمين فى طريق قحازة القريبة من صنعاء وهم خالد الحمزى وكان فى إيران قبل الأحداث الأخيرة، ويحيى الكبسى وكان أيضا فى إيران وهو مشرف على خطباء المساجد، ومحمد القحوم قائد ميدانى أرسل الكثير من المقاتلين إلى تعز وعدن، وعلى معصار المعروف بأبو إسماعيل وهو قائد ومدرب ميدانى. من جهة أخرى، صرح نايف البكرى نائب محافظ عدن بأن سفينة محملة بالمساعدات لبرنامج الأغذية العالمى لم تتمكن من الرسو فى ميناء عدن بسبب المعارك. وقد غير مسار السفينة المحملة خصوصا بالدقيق إلى مرفأ الحديدة (غرب) الواقع على البحر الأحمر. واتهم نائب محافظ عدن الحوثيين بمنع السفينة من دخول عدن كى تتوجه إلى مدينة الحديدة حيث يسيطرون على مرفئها. وقال «إنهم يريدون حرمان سكان عدن الذين يقاومون وجودهم من هذه المساعدات».