لأول مرة منذ ثورة 25 يناير وماتلاها من أحداث استغلها البعض من أسف لنشر الفوضى والتوتر والترويع ثم ممارسات الاخوان والجماعات الارهابية بعد ثورة 30 يونيو أجد القاهرة والمصريين وقد استعادوا جزءا من الصفاء وعودة ليالى البهجة والمنتديات الثقافية والحضور الجماهيرى الطاغى كما رأيته فى الأيام الماضية فى احتفالية كبرى كان بطلها الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق وأشهر وجه مصرى يعرفه العالم حاليا فى مجال الآثار وحضارات مصر الممتدة بحضور كوكبة كبيرة من رجال السياسة والثقافة والفن وغيض من نوابغ الدولة والمجتمع المصرى وذلك فى أمسية توقيع زاهى كتابه التحفة «أسطورة توت غنخ أمون» حيث الحضور المصرى والعالمى كان مكثفا ولافتا فى إحدى قاعات أحد فنادق الزمالك حيث كان المتعذر الحصول على موطئ قدم لأكثر من ثلاث ساعات. وعندها تيقنت وغالبتنى قناعة تلامس اليقين أن هذا البلد مصر قد استعاد بالفعل حضوره واستقراره وأن نعمة الرضا والأمن عادت لتكسو وجوه الحضور من المصريين ربما تكون من أجمل المصادفات التى رأيتها أن تجمعك الظروف وعرس زاهى حواس الثقافى بكوكبة من الأصدقاء من رجال السياسة والدبلوماسية دفعة واحدة وفى آن واحد أمثال عمرو موسى والسفير عبد الرؤوف الريدى والدكتور مصطفى الفقى المفكر القومى وكذلك وزيرى الخارجية السابقان أحمد أبو الغيط ومحمد العرابى وغيرهم العشرات من رجال ومثقفى مصر حيث لم ألتقيهم معا منذ سنوات بل كنت أرى بعضهم فرادى من حين لآخر تحدثنا كثيراً عن الأوضاع فى مصر والمنطقة وسيناريوهات المستقبل الذى تنتظر عالمنا العربى والحروب الطائفية والمذهبية التى تحشد لها قوى التطرف وفرق الطائفية اللعينة والخوف المسكون فى ضلوع الجميع بان هذا العالم العربى ذاهب الى النفق المسدود. كان عمرو موسى الذى ألتقيت به منفردا أفضل المتفائلين بطبيعة الأحوال والأوضاع فى مصر ونجاح الدولة المصرية فى النجاة والعبور الى بر الأمان وأن الأمور فى مصر باتت تسير بشكل أفضل وأن هناك تطورات متلاحقة إيجابية فى قادم الأيام وكأن لسان حاله يقول تفاءلوا بالخير تجدوه لكن فى المقابل عندما التقيت هذه الكوكبة من نوابغ مصر ورجالاتها فى المشهد السياسى والدبلوماسى حيث اقتربت منهم لأكثر من 18 عاماً متصلة عندما كنت محرراً دبلوماسيا وهم وزراء خارجية ومسئولون رفيعون فى الخارجية والجامعة اعترانى بعض الحزن والتمنيات فى آن واحد مسلك هذا الحزن أن الدولة وبصفة خاصة مؤسسة الرئاسة لم تسع جليا فى الفترة الماضية للاستفادة والاستغلال الامثل لهؤلاء الرجال أصحاب الخبرات والكفاءة والوزن الثقيل فى أوساط الدبلوماسية العربية والاقليمية والدولية كل فى مكانه الصحيح حيث كان يفترض ومازال ممكنا الاستفادة من عمرو موسى فى الاستشارات الرصينة وتقديم رؤية وفكر. وانعاش الدور المصرى فى أزمات عربية كبرى فى عواصمدمشق وبغداد وصنعاء وطرابلس الغرب أى ليبيا لتنشيط الاشتباك السياسى والدبلوماسى المصرى فى إيجاد حلول ومخارج لهذه الازمات أو على الاقل تفكير الرئاسة حتى الآن فى الاعداد الجيد فى التحضير وفق سيناريوهات شرعية ومقبولة وعبر توافق وطنى لتولى موسى رئاسة البرلمان القادم اذا أردنا ضبط ايقاع مشهد مجلس النواب القادم وعبر شخصية جادة رصينة ذات حضور جماهيرى وشعبى طاغ وكذلك الحال لكل من الدكتور مصطفى الفقى أو الوزير أحمد أبوالغيط لاختيار واعداد أحدهما لتولى منصب الأمين العام للجامعة اذا اردنا دورا مصريا فى الجامعة وإنقاذها وتطويرها بدلا من نبيل العربى الذى ثبت بالتجربة والممارسة سوء دوره وادائه، وبالتالى علينا أن نعجل بالتدخل لانقاذ الجامعة والحفاظ على رئاسة مصر دوما لامانتها العامة قبل أن يتنازعنا بعض المشتاقين وهم كثر خاصة أن الفقى أو ابوالغيط لهما خبرة وحركية ومنهجية أفضل كثيرا من العربى. وكذلك الحال للسفير محمد العرابى فيمكن الاعتماد عليه فى تطوير وتحديث الحضور المصرى فى المشهد الاوروبى واسناد ملفات عويصة تحتاج إلى جهد ووقت وخبرة وأظنه قادرا على تلك الملفات والمهمات والفعل فى آن واحد وبشكل يفاجيء القاصى والدانى. أما التساؤل الاكبر الذى أظن مازال يعترى الغالبية من المصريين فهو حول شخص الدكتور زاهى حواس وكيف حتى هذه اللحظة السلطة فى مصر تريد الانفتاح على العالم وتأخذ باسباب النجاح والترويج السياحى وفتح أعين العالم أمام سراديب وكنوز مصر الحضارية لاتستعين بشخص زاهى حواس فى أى منصب قريب شخصيا من رئيس الجمهورية لتولى ملفات فى هذا الشأن وجعله سفيرا متوجا لمصر فى العالم لسد العجز وتضييق الفجوة فى العالم حيث الغرب عموما عاشق لشخص حواس وحضوره وانجازاته واجتهاداته فى عالم الاثار الذى لايضاهيه أحد فى مصر فى مجاله حتى الآن. أعتقد أنه فى مرحلة البناء واعادة بناء الدولة وتصحيح المسار المصرى بات على أصحاب الفتن والوشايات والضغائن وأصحاب نظرة الاقصاء أن يتنحوا جانبا ويبطلوا مفعول سمومهم لاننا فى مرحلة للاستعانة والاستفادة من كل رجالات وخبرات ورجال النجاحات فى مصر وزاهى حواس من هؤلاء فلماذا لايتم الاستعانة به على المستويين الداخلى والخارجى ولو بالمشورة والتكليف لعلاج حال آثار مصر الخربة وإكمال مشروعاتها او تكليفه بترويج ملف مصر السياحى والاثرى فى الخارج. لمزيد من مقالات أشرف العشري