شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى فى جلسة منتدى الأعمال المجرى المصرى المشترك أمس ، حيث ألقى كلمة ذكر خلالها أن مباحثاته مع رئيس الوزراء المجرى فيكتور اوربان تضمنت عرض فرص الاستثمار فى مصر بحيث تكون جسرا لانطلاق المنتجات المجرية والأوروبية إلى أسواق المنطقة العربية والإفريقية. وأضاف الرئيس أنه أكد خلال المباحثات مع اوربان أن استقرار مصر هو المفتاح الذى يسعى إليه المستثمر، وهو يمثل رسالة لرجل الأعمال المجرى الذى يرغب فى ضخ استثماراته فى مصر. وأشار إلى أن التحديات التى واجهت مصر كانت أصعب جدا من التى واجهت المجر. وأكد أن هناك إرادة حقيقية فى مصر للانطلاق والوصول إلى مكانة رائدة اقتصاديا، وأن الاستقرار فى مصر مبنى على إدراك الشعب المصرى أهمية الاستقرار وليس على قدرة الأجهزة الأمنية فقط ، وهو السبب الذى يدفع المصريين للصبر والعمل. وأوضح ان أجهزة الجيش والشرطة فى مصر قوية ومنعت انزلاق البلاد إلى واقع دول أخرى فى المنطقة انزلقت إلى المجهول. وأكد الرئيس أن استمرار وقوف مصر على قدميها هو صمام أمان لمنطقة الشرق الأوسط. وقال إن مصر تواجه تحديات صعبة وضخمة بدءا من الزيادة السكانية السنوية التى تصل إلى 2.6 مليون نسمة سنويا، مؤكدا أنه ليس لدى المصريين سبيل أخرى سوى العمل وعامل الوقت حاسم بالنسبة لهم. ودعا المستثمرين المجريين للمشاركة فى تنمية الاقتصاد المصرى بحكم التشابه والتقارب الكبير أيضا بين الشخصية المجرية والمصرية. وأوضح الرئيس أن الحكومة المصرية اتخذت العديد من الإجراءات لتشجيع المستثمرين على ضخ استثماراتهم فى مصر، ليس فقط من خلال التشريعات ولكن من خلال الإرادة الحقيقية، مؤكدا أن هذه الإرادة موجودة لدى جميع المسئولين المصريين وليست لديه فقط. وأوضح أن رجال الأعمال ينظرون إلى المشروعات من زاوية ما يمكن تحقيقه من أرباح ، إلا أن الأمر فى مصر ليس بهذه الحقيقة لأن هناك عوامل إنسانية وأمنية يجب أن توضع فى الاعتبار حيث إن الاستثمار وإقامة المشروعات يؤدى إلى الاستقرار وحل أزمة البطالة والحد من الفقر وهى عوامل قد تسهم فى العنف والإرهاب. ودعا الرئيس رجال الأعمال المجريين للعمل فى السوق المصرية بمعدلات ضخمة لمساعدة الاقتصاد المصري، مشيرا إلى أن نتيجة هذه المشاركة على المستوى الاقتصادى هائلة. وأوضح أن الدولة المصرية تحتاج أملا حقيقيا يتشكل لدى المصريين وهو الأمر الذى لن يتم التوصل إليه إلا من خلال حجم ضخم من العمل والاستثمارات ، مشيرا إلى أن حديثه مع رئيس الوزراء حول السكك الحديدية كان يمثل رؤية إستراتيجية مصرية حول ربط القارة الإفريقية ببعضها البعض. وأشار إلى أن رجال الأعمال سيضخون استثمارات فى السوق المصرية وفى المشاريع القومية الكبرى مثل تنمية محور قناة السويس والسكك الحديدية ومشروعات معالجة المياه وهى مشروعات تتمتع فيها المجر بخبرات واسعة، ستسهم بشكل كبير فى دفع الاقتصاد المصري. وقال الرئيس إن هناك مناخا جديدا وأملا جديدا وإرادة حديدية فى مصر لأن تقوم وتحتل مكانتها الحقيقية ، مؤكدا أنها ستتخذ مكانتها الحقيقية قريبا. واختتم الرئيس كلمته بأن مكتبه مفتوح كمواطن مصرى لأى مستثمر يرغب فى الإسهام فى بناء مستقبل مصر، مشيرا إلى أنه اتفق مع رئيس الوزراء على استمرار التواصل للدفع فى اتجاه زيادة التعاون والاستثمارات بين البلدين. ومن جانب آخر ، أكد رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان أنه دون مصر مستقرة لن يتحقق الاستقرار فى منطقة حوض المتوسط ولا فى أوروبا لأن أى حدث يقع فى مصر تتأثر به كل أنحاء أوروبا. وشدد أوربان ، خلال كلمته التى ألقاها فى منتدى الأعمال المصرى المجرى المشترك، على أهمية نجاح مصر والحكومة الحالية والرئيس السيسى وبرنامجه الإصلاحى ، معربا عن تمنياته بأن يعبر الرئيس السيسى بهذا البرنامج إلى بر الأمان والاستقرار والنمو. وطرح رئيس الوزراء ، خلال كلمته، عددا من التساؤلات التى قال إنه من ناحية السياسة الجيوستراتيجية لا يمكن طرحها مثل ما كان سيحدث لو لم يأت بعد الرئيس المعزول مرسى الرئيس السيسى وماذا لو لم يكن هناك جيش فى مصر وماذا لو كانت قد عمت الفوضى مصر وما مدى تأثيرها فى أوروبا وماذا لو لم يكن هناك رئيس شجاع فى مصر يتحمل مسئولية ترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية بعد ثورة 30 يونيو 2013 وماذا يحدث فى الشرق الأوسط وما يمثله تنظيم داعش من تهديدات إرهابية وما إذا كانت أوروبا جزءا من المشكلة. وأكد أوربان أن الرئيس السيسى تحمل المسئولية وحمل على عاتقه أصعب القرارات، وتمكن من تحقيق الاستقرار، معربا عن ثقته فى الرئيس السيسى وتحقيقه الاستقرار فى المنطقة ككل. وقال أوربان إن رتبته العسكرية أقل من رتبة الرئيس السيسى كما أنه أصغر منه سنا، إلا أنه يمكنه القول بإن المجر تعرضت عام 2010 لأوضاع اقتصادية سيئة للغاية تكاد تكون أسوأ من اليونان وكان اقتصاد البلاد فى حالة انهيار كبير والدين العام كان فى تصاعد ، «وحصلنا على نصائح كثيرة من جهات تتمتع بسمعة دولية كبيرة ، ولو كنا قد تقبلنا هذه النصائح لما كنا قد حققنا التقدم الحالى وإنقاذ بلادنا». وأضاف أنه :»بالتالى يجب اتخاذ الحذر إزاء النصائح كما اخترعنا نوعا من الديمقراطية مناسبا ومريحا لنا ولا نجد أى دليل على أن النظم السياسية الأخرى فى أوروبا يمكن أن تنجح فى دول أخرى ، كما أنه يجب ألا ننشر الديمقراطية فى كل مكان ، ففى كل منطقة لها الثقافة والتجربة الخاصة بها». وأعرب أوربان عن اعتقاده بأن مصر سيكون لها مستقبل عظيم إذا سارت على الطريق الخاص بها دون الاستماع إلى نصائح الآخرين التى غالبا ما تكون بعيدة عن أرض الواقع.