أكد الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار عمق العلاقات المصرية الألمانية فى مجال العمل الأثرى والتى بدأت منذ عام 1907 ومستمرة حتى الآن. وأوضح أن أوجه التعاون بين الجانبين تتمثل فى العديد من مجالات العمل الأثرى من أعمال البعثات، والحفائر، والمنح التدريبية، والترميم، إلى جانب مساهمة الجانب الألمانى فى بعض المشروعات الأثرية مثل مشروع المتحف الآتونى «إخناتون» بالمنيا والذى تم توقيع خطاب نوايا بخصوصه فى عام 2013 بين مصر والمؤسسة الثقافية البروسية بألمانيا للبدء فى المرحلة الثالثة منه والتى يتولى تنفيذها متحف برلين بالتعاون مع وزارة الآثار بتكلفة قدرها 11 مليون يورو. وهناك تعاون مع الجانب الألمانى فى مجال الترميم فى عدة أوجه منها تطوير معمل الترميم بالمتحف المصرى بالتحرير، حيث أهدي المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة للمتحف معملا للترميم مزودا بأحدث الأجهزة المتخصصة فى إجراء الدراسات الدقيقة لاستخدامها فى دراسة الرقائق الذهبية التي تساقطت من بعض آثار الملك توت عنخ آمون المكتشفة داخل مقبرته عام 1922، بتكلفة تقدر بنحو مليون جنيه مصري. كما يعمل فى مصر عدد من خبراء الترميم الألمان مثل خبير ترميم المعادن الألمانى الدكتور كريستيان إيكمان الذى يعمل فى ترميم الرقائق الذهبية، بالإضافة إلى إشرافه على اللجنة العلمية التى شكلها وزير الآثار لإعادة ترميم قناع توت عنخ آمون بعضوية الدكتور شتيفان زايدلماي مدير المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة، ويقدم الجانب الألمانى أيضا مساعدات فنية لمتحف الفن الإسلامى بعد الحادث الإرهابى الذى تعرض له فى يناير 2014 خاصة فى مجال الترميم. وتعد ألمانيا من أكثر دول العالم اهتماما بدراسة الآثار المصرية فقد بدأت البعثات الأثرية الألمانية العمل فى مصر من بدايات القرن الماضي. وعلى سبيل المثال بدأ المعهد الألمانى للآثار عمله فى مصر منذ عام 1907 ولديه أكثر من 20 بعثة أثرية تعمل فى سيوة، ودراع ابو النجا، والفيوم، وتل الفراعين، وابو مينا ببرج العرب، ودهشور. وقامت هذه البعثات باكتشافات أثرية مهمة كان آخرها الكشف عن حديقة مقدسة حول هرم سنفرو المائل (والد خوفو) العام الماضي، بالإضافة الى وجود عدة بعثات تابعة لجامعات ومؤسسات علمية ألمانية مثل جامعة بافاريا للعلوم والإنسانيات، وجامعات توبنجن، وجوتنجن، وميونخ وكولن. وفى مجال مكافحة الاتجار فى الآثار، هناك تعاون كبير مع الحكومة الألمانية. ويقول وزير الآثار إن المانيا تعد من أكثر الدول التى استعدنا منها آثارا فى الفترة الماضية، فقد أعادت لمصر العديد من القطع الأثرية التى خرجت من البلاد بطرق غير شرعية، كان آخرها فى أبريل الماضى عبارة عن 7 تمائم أثرية و46خرزة حجرية أثرية تمثل عقدًا علقت به إحدى التمائم وهى المرة الخامسة التى تستعيد فيها مصر آثارا مهربة من ألمانيا خلال عام. كما أعادت السلطات الألمانية إلى مصر عينات خرطوش الملك خوفو التى استولى عليها باحثان ألمانيان من إحدى الغرف الخمس التى تعلو حجرة دفن الملك خوفو بهرمه بالجيزة، وقامت بتسليم العينات الأثرية الى السفير المصرى بألمانيا وزيرة العلوم والفنون بولاية ساكسونيا الألمانية والتى أعربت عن أسفها مؤكدة حرص بلادها واعتزازها بالتعاون مع مصر فى مجال الآثار، موضحة أنها حرصت على تسليم العينات بنفسها لتأكيد هذا المعني. وهناك تعاون مع ألمانيا فى مجال المتاحف كان آخره مشاركة مديرة متحف برلين، ومديرة متحف «هيدلسهايم» فى المؤتمر الذى أقامه المتحف الكبير حول نقل مقتنيات الملك توت عنخ آمون إليه، حيث أكدتا دعمهما لسيناريو العرض المتحفى المصرى لمقتنيات الفرعون الذهبي، وأيدتا افتتاح المتحف الكبير جزئيا فى 2018 بوجود 70% من مقتنيات الملك توت، وأوصتا بالتأنى فى ترميم ونقل القطع الأثرية الضعيفة، وإلحاق المتحف بمركز دراسات عالمى عن الفرعون الذهبي.