أرسلت جامعة القاهرة خطابا إلي مجلس كلية الطب تقترح فيه قيام أعضاء هيئة التدريس بالكلية بالتبرع بجزء من مكافآتهم المادية لتدعيم الاقتصاد المصري! وفي هذا الشأن أتوجه ببعض الأسئلة إلي الصديق الكريم د. حسام كامل رئيس الجامعة. أولا: هل هذه الفكرة من بنات أفكارك أم أن جهة ما قد أوعزت بها إليك؟ ثانيا: هل تري أنت شخصيا أن أعضاء هيئات التدريس يعيشون في بحبوحة من العيش الرغيد بحيث يتوجب عليهم أن يترفقوا باقتصاد بلدهم الذي يعاني في هذه الأيام؟ ثالثا: ما الأسباب التي تراها أنت شخصيا وراء هذا التدهور في الاقتصاد المصري, ومادور أعضاء هيئة التدريس تحديدا في هذا التدهور؟ رابعا: هل تري أن الحكومة والنظام الحاكم قاما بكل مايجب عليهم عمله في هذا المجال ولم يتبق سوي أعضاء هيئة التدريس؟ إنني لا أقبل أن أدفع جنيها واحدا من قوت أولادي وأسرتي من أجل التغطية علي الفشل الجسيم في إدارة شئون البلاد, كما لاأقبل أن يمس راتبي المتواضع كأستاذ جامعي قديم في الوقت الذي يغترف فيه الآلاف من القيادات العليا ورؤساء الشركات, والمستشارين في معظم الوزارات مئات الملايين, ناهيك عن بعض رجال الأعمال ومنهم من يتمسح بالدين من أجل المزيد من الثراء. عندما تتحقق العدالة الاجتماعية الحقيقية, ونشم رائحة الفاروق عمر رضي الله عنه, ويحصل كل مواطن علي مايستحق نظير عمله وجهده ودوره في المجتمع ساعتها لن تكون هناك أية فرصة لدعوة من هذا النوع سواء بالتبرع أو الاستجداء, فمصر أكبر من هذا وأعظم. د. صلاح الغزالي حرب