أجمل وأحلي منظر تراه في عالم الحيوانات والطيور منظر أي أم تحيط بها صغارها وهم يحتمون بها, وهي تدور حولهم واحدا واحدا لتطمئن عليهم. فإذا كانت الأمومة والأبوة لدي الانسان طبيعة فهي لدي الحيوانات غريزة فياضة وقوية جدا تعبر عنها بالفطرة وبقدرة بالغة علي التمييز بين صغارها وصغار الآخرين. وآه عندما تحس بالخطر الذي يهدد هؤلاء الصغار فتجد الأم قد توحشت واستجمعت كل قواها لإبعاد الخطر القادم علي صغيرها مهما يكن حجمه أو قوته. وسبحان الله فإن الأنياب التي تنهش بها الدببة والكلاب والأسود وغيرها جلد الحيوانات الاخري إذا غرزتها فيها ساعة الخطر والصيد, هذه الأنياب نفسها تتحول إلي قبضة ملؤها الحنان والنعومة تحمل بها الدبة أو الكلبة أو اللبؤة صغارها وتعدو بها مسافات بعيدة دون أن تسقط منها والأهم دون أن تخدش جلدها. وقد ميز الله صغار غير الانسان بقصر مدة طفولتها, بل إن هناك من ليس له أصلا طفولة مثل الأسماك. كما تتميز معظم صغار غير الانسان بقدرتها علي الحركة فور خروجها من البيضة أو من رحم الأم علي عكس طفل الانسان الذي يتميز بطفولة طويلة أولا لأنها أجمل فترة في حياة والديه, وثانيا لأنها الفترة التي يحتاجها لنمو الدماغ الذي يتميز به الإنسان والذي كان من نتائج تميزه أنه منذ بداية الخلق لم نشهد حيوانا مخترعا! وإذا كان صحيحا أن الأمومة نهر متدفق من الحنان والتضحية فإن مما يثير العجب الأم المدخنة التي لاتضحي بمزاجها الخاص لتحمي أولادها سواء وهم مازلوا أجنة أو بعد الولادة. فقد أكدت الدراسات أن الأم المدخنة خطر بالغ علي صحة أولادها. وقد يكون الله قد أراد أن يرزق الأم المدخنة بأولادها ليدفعها إلي التوقف عن التدخين ليس فقط من أجل حق هؤلاء الأولاد, وإنما أيضا حماية لصحة الأم نفسها. فإذا كنت تدخنين ففكري في أولادك وتبادلي معهم أجمل هدية في عيد الأم وودعي التدخين! المزيد من أعمدة صلاح منتصر