المفاجأة المثيرة أنه في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل بإنشاء خط سكة حديد إيلات تل أبيب.. فإن مصر تملك نفس الخط الآن بين السويس وبورسعيد مارا بالاسماعيلية ويربط البحرين الأحمر والأبيض وأن تشغيله بالمستوي والمفهوم العالمي سوف يضرب تماما خط إسرائيل المزعوم! والخط المصري موجود بالفعل وإذا لم يتحرك أحد فوق أرض مصر أو في مجلس شعبها أو قيادتها فإن البساط سوف يسحب من تحت قدم قناة السويس المصرية. ان خطة إسرائيل في إنشاء خط سكة حديد يربط البحرين وإنشاء ميناءين لها علي البحرين يهدف الي نقل البضائع المتبادلة بين آسيا وأفريقيا من جهة وبين اوروبا وأمريكا من جهة أخري وتنمية منطقة النقب التي سيمر بها المحور الجديد.. وما تسعي اسرائيل الي تنفيذه يسمي محور نقل التبادل التجاري ومعظم التبادل التجاري في العالم الأن يتم من خلال تلك المحاور التي تمتد عبر القارات والسؤال أما ذا يعطل مصر عن إنشاء مثل هذا المحور العالمي.. والجواب جاء بشكل مذهل من المهندس هاني حجاب رئيس هيئة السكة الحديد المصرية.. مؤكدا للأهرام أن مصر تملك بالفعل هذا الخط الأن ومساره: ميناء السخنة السويس فايد الاسماعيلية القنطرة غرب وطول الخط بين ميناء السخنة وبور سعيد يصل الي912 كيلو مترا.. والخط يقوم الأن بالفعل بدور نقل الركاب والبضائع ولكن الخط غير مزدوج في المساحة بين الاسماعيلية وبورسعيد.. وتجهيز هذا الخط للدخول في المنافسة العالمية لخط اسرائيل يتطلب ازدواج الخط الحالي في المنطقة بين الاسماعيلية وبورسعيد وايضا أقامة مواني محورية في السويس وبورسعيد لخدمة عمليات النقل من السفن الي السكة الحديد وأمام هذه المفاجأة المذهلة والتي تؤكد وجود خط سكة حديد شغال الأن ويربط بين البحرين فان التساؤل القومي الأن: كيف يمكن تحويله الي خط عالمي أو مايطلق عليه محور نقل التبادل التجاري(ITC) الذي يمكن ان يخدم الكيانات الاقتصادية العالمية الصاعدة الأن بين آسيا وأوروبا؟ إن المشروع المتكامل يجب أن يشمل كما يشرح د. أسامة العقيل استاذ الطرق والنقل بهندسة عين شمس.. إنشاء ميناء بين محورين في السويس علي البحر الاحمر وبورسعيد علي البحر الابيض المتوسط.. والمحور هنا يكون خط سكة حديد أو طريقا أوكليهم معا ويتم تخطيط المواني المحورية وخط السكة الحديد وساحات التخزين والشحن والتفريغ بالمواني بما يحقق حجم النقليات المطلوبة عالميا. وبالنسبة لخط مصر الحالي للسكة الحديد فيجب أن يكون مزدوجا لكل اتجاه أي4 سكك.. وأن تكون معدات الشحن والتفريغ بأحدث وأكبر ما وصلت اليه التكنولوجيا في هذا المجال.. وأن يدعمه طريق للشاحنات يستخدم عليه مايسمي قطار الشاحناتtrucktruins وهي عبارة عن قاطره جرار تجر خلفها4 أو5 مقطورات كبيره وهي تعطي أقل تكلفة طاقة لنقل الطن بضائع لكل كيلو متر.. وتستخدم أيضا في التوزيع الاقليمي للبضائع ويري خبراء النقل العالميين أن المسار المصري أقل بكثير من حيث الطول إذ لايزيد عن912 كم في حين الخط الاسرائيلي يصل الي053 كم مما يؤثر علي زمن النقل.. كما أن الارض في مصر مسطحة مما تسهل عملية تنفيذ المحور في حين ان الارض في اسرائيل جبلية مما يزيد من تكلفة الانشاء. ويري الخبراء ايضا دون المحور المقترح سوف يساعد علي تنمية المنطقة التي يمر بها في مصر.. كما أن تمويل الميناءين وتجهيز الخط الحالي في مصر يمكن أن يتم الان بسهولة جدا من الدول التي لها استفادة من التجارة البينية عبر المحور مثل الصين وهي سوف تكون علي استعداد كامل لهذا التمويل إذا أنها المستفيد الأول من هذا الخط لتصدير منتجاتها الي اوروبا والعالم علي أن هناك دراسة الأن بين وزارة النقل المصرية مع جايكا اليابانية هذه الدراسة تربك الموقف تماما وتعطل تنفيذ المحور إذا أوصت في تقريرها الأول الذي عرض في فبراير2102 بإنشاء المحور ولكن إختارت أن يكون من ميناء الاسكندرية ثم يربط المحور بمدينة6 أكتوبر ثم يربط مع ميناء العين السخنة علي البحر الاحمر بحيث تكون6 أكتوبر مركز تقديم الخدمات المضافة. ويحتاج الأمر كما يطالب الخبراء بإعادة الدراسة بسرعة قبل أن تبدأ اسرائيل في تنفيذ مشروعها.. وأن تختار الدراسة بدائل أخري للمسار للوصول الي البديل الأمثل الذي يعطي أقل تكلفة نقل وأن يكون قريبا قناة السويس وموازيا لها بحيث يساعد أيضا علي تنمية سيناء القضية مصيرية لمصر وقناة السويس وتحتاج الي سرعة اتخاذ القرار تنفيذا للحقيقة الدولية المطروحة الان: إن الذي سوف يبدأ أولا سوف يمنع الاخر من تنفيذ مشروعه المنافس.