اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن التركية الخاصة المسئولة عن تأمين جامعة أسطنبول التقنية والطلبة على إثر رفض القوات الخاصة إلصاق شعارات داخل الجامعة تندد بمزاعم "الإبادة ضد الأرمن"، مما أثار غضب واستياء الطلبة الجامعيين. وذكرت محطة "إن.تي.في." الإخبارية التركية أن الطلبة ألقوا الحجارة والكرات الحديدية تجاه قوات الأمن التى استخدمت بدورها وسائل الشدة، مما دفع قوات الشرطة الى دخول الحرم الجامعى لفض الاشتباكات من خلال استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وتم إلقاء القبض على أربعة طلاب. وفى غضون ذلك، بعث الرئيس التركى رجب طيب أردوغان رسالة تعزية بمناسبة الاحتفالات الدينية المقامة فى البطريركية الأرمينية فى أسطنبول، قال فيها "أود فى هذا اليوم الذى يحمل معنى خاصا لمواطنينا الأرمن أن أحيى باحترام مجددا ذكرى الأرمن كافة الذين فقدوا حياتهم إبان الحرب العالمية الأولى، مقدما أحر التعازى لأولادهم وأحفادهم. كما أحيى بأرق المشاعر ذكرياتهم الموجودة فى كل أنحاء تركيا لذلك المجتمع الأرمنى الذى نذكره دائما بكل التقدير على ماقدمه من إسهامات اقتصادية وثقافية وسياسية للإمبراطورية العثمانية والجمهورية التركية". وفى السياق نفسه، انتقدت أنقرة عددا من زعماء العالم لتضامنهم مع ما وصفته المزاعم الأرمينية بأحداِث الإبادة، وأعربت الخارجية التركية عن أسفها البالغ تجاه ما أدلى به الرئيسان الأمريكى والألمانى باراك أوباما ويواخيم جاوك فى كلمتهما بمناسبة الأحداث، إلى جانب رفضها مشاركة الرئيسان الفرنسى والروسى فرانسوا أولاند وفلاديمير بوتين بالفاعليات التى كانت بمثابة "احتفالية عمقت من الافتراءات التى تنال من هوية البلاد وتاريخها، أكثر من كونها إحياء لذكرى ضحايا سقطوا فى الماضي". على جانب أخر، وردا على الانتقادات التركية، قال المتحدث باسم الرئيس الروسى ديميترى بيسكوف إن الكرملين لا يرى فى مشاركة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بمراسم إحياء ذكرى إبادة الأرمن مبررا لرد فعل سلبى من جانب تركيا. ونقلت قناة "روسيا اليوم " عن بيسكوف قوله تعليقا على تصريح لوزارة الخارجية التركية بهذا الشأن "نحن لا نعتقد أن مشاركة الرئيس فى مراسم إحياء ذكرى تاريخية يمكن بأى شكل من الأشكال أن تفسرها أنقرة سلبا". من جهتها، أشادت الصحف الألمانية بخطاب الرئيس الألماني، وذكرت صحيفة "أولدينبورجيشيه فولكستسايتونج" أن الخطاب جاء صريحا ومهما، حيث تكلم جاوك بوضوح عن إبادة جماعية للأرمن من قبل الإمبراطورية العثمانية، وأى وصف آخر كان سيكون إنكارا للحقائق التاريخية". أما صحيفة "باديشه تسايتونج" فأوضحت أن تركيا باتت اليوم شريكا صعبا للاتحاد الأوروبي، وأن: "تركيا إذا أصبحت شريكا أكثر صعوبة فى ظل حكم رجب طيب إردوغان الذى ينظر إلى أخطاء الماضى على أنها تهديد للوطن". وفى لوس أنجلوس، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شارع صنست فى مسيرة إلى القنصلية التركية بالمدينة لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية لأكثر من مليون أرمينى قبل مئة عام. وأفادت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" بأن المتظاهرين الذين لوحوا بالأعلام وحملوا لافتات لمطالبة تركيا بتحقيق العدالة ووجهوا الشكر للدول التى اعترفت بالإبادة الجماعية. وفى مراسم جرت قبل المسيرة، ردد المتظاهرون صيحات عدائية لدى ذكر أسم الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وانتقده الكثيرون لرفضه استخدام كلمة "الإبادة الجماعية" صراحة لوصف الفظائع.