أكدت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن الفوضى والاضطرابات الأمنية فى ليبيا وراء الكوارث الناجمة عن الهجرة غير الشرعية التى يشهدها البحر المتوسط. وأوضحت أن عصابات مسلحة حولت طريقا صحراويا مهجورا من خط حدودى بين ليبيا والسودان إلى ممرمربح يؤدى إلى ساحل المتوسط، الأمر الذى أسهم فى زيادة أعداد المهاجرين القادمين من القارة السمراء إلى أوروبا عابرين ليبيا الغنية بالبترول. وأكدت الصحيفة أن الحرب الأهلية جعلت ليبيا تعانى الفوضى ويملؤها الفراغ الذى هيأ لتنظيم «داعش» موطئ قدم فى البلاد، وأتى على الجهود الهزيلة التى كانت تسعى لوقف تدفق المهاجرين والمخدرات والأسلحة والمتطرفين إلى ليبيا عبر الصحراء. ورصدت الصحيفة الأرباح الطائلة التى يجنيها المهربون وتجار البشر من وراء هذه الجريمة، ونقلت عن شهود عيان أن تجار الموت يحصدون نحو 3200 دولار عن كل مهاجرغير شرعى ، يسعى للفرار من بلده إلى أوروبا، 1200 دولار مقابل عبور ليبيا ، فى حين تتراوح تكلفة حجز مكان على سفينة الموت بين 800 دولار و2000 دولار. ويشير تقرير للأمم المتحدة إلى أن أرباح تجار الموت بلغت أكثر من 170 مليون دولار مقابل عبور البحر المتوسط فقط، خلال 2014. وفى إطار تداعيات كارثة «تايتانيك البحر المتوسط»، أكدت الأممالمتحدة أمس مصرع أكثر من 800 مهاجر غير شرعى، بينهم أطفال، إثر غرق سفينتهم قبالة السواحل الليبية أمس الأول. وأكد كل من كارلوتا سامى المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى إيطاليا، وفلافيو دى جياكومو المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة هذه الحصيلة، وذلك بناء على تقديرات الناجين الذين بلغ عددهم 27 ناجيا.