بمناسبة يوم الصحة العالمي، لنتساءل جميعا إلى أي مدى نحافظ على سلامة غذائنا؟ ولندرك أن علينا جميعا دورا يجب أن نؤديه في الحفاظ على سلامة الغذاء - من المزرعة إلى المائدة. ويتسبب الغذاء الملوث بالجراثيم أو الفيروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية في أكثر من 200 من الأمراض الموجودة، وهي تتراوح بين الإسهال وأنواع مختلفة من السرطان. وهناك أخطار جديدة تنشأ طوال الوقت يمكن أن تهدد سلامة الغذاء. وبات من الصعب التحكم في مسببات الأمراض والملوثات بعد أن تتسرب إلى إمداداتنا الغذائية نظرا لما يحدث من تغيرات في طريقة إنتاج الأغذية وتوزيعها واستهلاكها، وظهور جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية، وتزايد الأسفار والمبادلات التجارية. وتعد مشكلة عدم سلامة الأغذية إلى حد بعيد مشكلة عالمية قليلا ما يتم التعريف بها وكثيرا ما يتم إغفالها. ومع تمدد السلسلة الغذائية حول العالم، أصبحت الحاجة إلى تعزيز نظم سلامة الأغذية داخل البلدان وفيما بينها أكثر إلحاحا. ولذلك، تدعو منظمة الصحة العالمية البلدان وكافة الجهات الفاعلة، بمناسبة يوم الصحة العالمي، إلى تحسين سلامة الأغذية من المزرعة إلى المائدة وفي كل حلقات هذه السلسلة الغذائية. ويكتسي إنتاج الأغذية الآمنة أهمية لنماء الاقتصادات - فهو يعزز التجارة والسياحة ويدعم الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. وتكتسي سلامة الأغذية أهمية أيضا في مجال التعليم - فالأطفال المرضى يتغيبون عن المدرسة، والمدرسة هي المكان الذي يمكن أن يتعلم فيه الجيل المقبل من المستهلكين الممارسات الأساسية في مجال سلامة الأغذية. وتعمل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة معا على وضع معايير دولية لسلامة الغذاء. ويقيّمان سلامة تكنولوجيات الغذاء الجديدة، ويساعدان البلدان في منع تفشي الأمراض التي تنقلها الأغذية وفي كشفها والتصدي لها. وتساعد هاتان الوكالتان البلدان على بناء قدرات خاصة بها للتنبؤ بمخاطر الأمراض المنقولة بالأغذية والتصدي لها ويجب أن يقوم جميع من يشاركون في إنتاج الأغذية وتوزيعها وإعدادها بما لهم من دور في الحفاظ على سلامة الأغذية. ويجب على الحكومات أن تعمل على توعية مواطنيها بأهمية سلامة الأغذية. ويتعين أن تعمل سوية لهذا الغرض قطاعات الصحة والزراعة والتجارة والبيئة. [email protected] لمزيد من مقالات سامية أبو النصر