فى حياة المشاهير والعظماء الكثير من المواقف والتصرفات المضيئة التى تستحق الاحترام والإشادة، ومن هذه المواقف ذلك الموقف الأخلاقى والإنسانى لزعيم الأمة سعد زغلول، فبينما هو يستعرض الطلبة المرشحين لإحدى البعثات الخارجية لفت نظره أن أحدهم كبير السن مقارنة بزملائه وفى حوار معه سأله عن زواجه من عدمه وعرف منه انه متزوج فعاد سعد يسأله: وكيف تصنع بزوجتك وأنت مقدم على سفر إلى أوروبا يستغرق بضع سنوات؟ فرد الطالب: طلقتها يا باشا وعندها غضب سعد زغلول وأمر باستبعاد الطالب من البعثة قائلا: «مثل هذا لا يؤتمن على تعليم».. وفى موقف تلقائى معبر لفنان الشعب سيد درويش الذى علم بوفاة والد صديقه بديع خيرى فقام بشراء الزهور وتوجه إلى أقرب كنيسة لمنزل صديقه وبعد انتظار طويل على باب الكنيسة دون وجود للمشيعين أو لأقارب الراحل توجه إلى حارس الكنيسة وسأله عن موعد الجنازة واكتشف عدم وجود جنازات فى ذلك اليوم فهرول سيد درويش إلى بيت بديع خيرى ليجد جموع المشيعين وقد احتشدوا عند البيت فسأل عن سبب عدم توجههم إلى الكنيسة ليفاجأ بأن بديع وعائلته من المسلمين وهو موقف يجسد روح المعايشة المصرية الحقيقية لابناء الوطن الواحد. وللشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر الأسبق موقف شجاع ومعروف مع الملك فاروق الذى حاول الضغط على فضيلة الإمام لاستصدار فتوى بتحريم زواج الملكة فريدة بعد طلاقها من الملك، وغضب الشيخ الجليل الذى كان قويا وعنيدا فى الحق ورفض طلب الملك وقال قولته الشهيرة: «أما الطلاق فلا أرضاه وأما التحريم فلا أملكه وأن المراغى لا يستطيع أن يحرم ما أحله الله» كانت الملكة فريدة قد أنجبت للملك ثلاث بنات فريال وفوزية وفادية ولم تتزوج بعد الطلاق ورفضت كل عروض الزواج ومارست هوايتها فى الفن التشكيلى والرسم بينما تزوج الملك فاروق من زوجته الثانية الملكة ناريمان التى انجبت له ولى العهد أحمد فؤاد قبل عدة شهور من قيام ثورة يوليو 1952 وخلع فاروق عن عرشه. جلال عبدالحميد محمود مدير سابق بالتعليم