«أنشودة أُورْفِيُوس الأخيرة»..أحدث أعمال الشاعر فؤاد طمان ، ويضم مختارات من مجموعاته الشعرية الأخيرة: وصايا أبوللو.. أغاني أورفيوس.. نبيذ الآلهة. . والقصائد المختارة هي بوح قلبه وآية احتفاء الشعر بالحق والفن والجمال، ومن بين هذه المختارات مجموعة من القصائد التي فاز بها الشاعر بجائزة كفافيس الدولية عام 2009م ، استخدم الشاعر فيها الأساطير الخالدة في التراث الإنساني، ليعبر من خلالها عن تجاربه الذاتية ورؤيته للعالم المعاصر، كما خلق أساطيره الخاصة عبر عدد كبير من القصائد .وتضم المجموعة لوحات من سيرته الذاتية المفعمة بالمشاعر الدافئة والذكريات التي تشكل نبعا أساسيا لشعره. وتتنوع هذه المختارات الشعرية لتشمل أحدث قصائد الشاعر الكلاسيكية والرومانسية والحديثة والحداثية، وتؤكد لنا اتساع عالمه شكلا ومضمونا على نحو لا يتقيد بمذهب فني محدد . كما أنه يشهد على احتفائه بمدينته الإسكندرية، فهو أيضا يؤكد احتفاءه بالبحر، فعالم فؤاد طمان الأثير - كما يقول الشاعر والأديب الكبير فاروق شوشة - هو عالم البحر، ولغته ومفرداته ومعجمه الشعري عالم بحري زاخر بالأصداف واللآلئ والموج والزبد والريح والمد والجزر، ورمال الشواطئ والكثبان الرملية البيضاء والصخور والنوارس ومواني الوصول وبيوت الحور- يقول الشاعر مستهلا قصيدته التي يحمل الكتاب عنوانها: يقولون إني خصب الخيالْ أَرُدُّ النجوم لأبراجها .. وأَعُدُّ الرمالْ وأوقظ محبوبتى من سبات الرحيلِ وأمضى بها في شطوط الأبدْ .. أطارحها في البحار الغرامَ .. وأنجب منها الجميلات فوق الزبدْ .... إلى أن يختتم القصيدة بقوله: أنا أُوْرفِيُوسُ أغنى وأبكى وأخفى دموعي عمن وعدتهم بالخلودِ.. وأسمع وَقْعَ خطاي على طرقات الزوالْ ! والمعروف أن «أورفيوس» - الذي تحمل القصيدة اسمه - هو شاعر غنائي من منشدي ملحمة هوميروس الإغريقية، كان ينشد ويعزف فيسحر الكائنات، وقد تسلل إلى العالم السفلى بعد موت حبيبته ليستعيدها، فسحر الآلهة بإنشاده، وحَنَّت له، وأذنت له باصطحاب حبيبته إلى الحياة من جديد، ولكنها خالفت نصيحة الآلهة ففقدها إلى الأبد.
الكتاب:أنشودة أورفيوس الأخيرة المؤلف : فؤاد طمان الناشر:الهيئة العامة لقصور الثقافة