نماذج مشرفة لأطباء مصريين حفروا نقاطا مضيئة في المحافل الطبية المحلية والدولية من حيث المهارة والكفاءة مما جعل من تطبيق برتوكولات العلاج العالمية متاحا، وإجراء العمليات الجراحية المعقدة ممكنا. وقاربت معدلات النجاح والشفاء النسب العالمية في بعض التخصصات.فأصبح في مصر ليس فقط طبيبا نابغا وإنما مركز أومعهد طبي رائد..ولكن يظل السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم نر هذه النماذج نجوما بالشكل الكافي ولماذا لا تظهر أعمالهم للضوء المجتمعي كما تستحق؟ علاج المرضي وتعليم وتدريب الأطباء مع الاهتمام بالبحث العلمي، ثلاث مهام أساسية ومحددة يقوم بها مركز أمراض الكلي والمسالك البولية بجامعة المنصورة منذ تأسيسه علي يد الدكتور محمد غنيم، كمشروعا مصريا علي خطي المراكز المعتمدة لمنظمة الصحة العالمية, وإتاحة جميع الإمكانات المطلوبة لإتمامة وتذليل ماقد يصادفة من عقبات, مع ضمان الجودة الإدارية والمالية والتقنية. ويقول الدكتور احمد شقير مدير المركز، إنه بجانب الخدمات العلاجية التي يقدمها المركز هناك جهود متميزة في مجالات التعليم والبحث العلمي. فهناك أكثر من 600 بحث عالمي منشور في الدوريات الطبية الدولية خلال العقدين الآخريين. كما إن معظم أطباء المركز هم أعضاء في الكثير من الجمعيات الطبية العالمية. أو محكمون للدوريات الطبية العالمية. حيث يعد المركز هو أول وأكبر المراكز العلمية الطبية في الشرق الأوسط المتخصصة في مجالات الكلي الصناعية وزراعة الكلي وجراحة الأورام السرطانية بالمسالك البولية. وإن هذا المركز أنشيء نتيجة للجهود الصادقة و العطاء الوفير الذي قدمة أساتذة جراحة المسالك البولية بكلية طب المنصورة ولما حققوة من تفوق علمي وإنجازات رائعة في تلك المجالات. ولذلك فإننا نولي اهتماما دائما بتطوير المهارات والمعارف الطبية ونقلها إلي شباب الأطباء لإيجاد أجيال جديدة ومن أجل المحافظة علي المستوي المتقدم والسمعة الحسنة في الخدمات المقدمة لمرضانا والمكانة المتميزة التي وصل إليها المركز. وذلك من خلال تزويد الكوادر الطبية العاملة في المركز بالتعليم الطبي المستمر. وتوسيع الآفاق العلمية والتقنية للعناصر الطبية العاملة في المركز عن طريق تبادل الفرق الطبية مع المراكز الأخري المتقدمة في العالم. إلي جانب توسيع ونشر برامج التوعية والتثقيف. موضحا ان مواكبة الجديد في العلم والتداخلات الطبية الحديثة يلزم تعليما طبيا مستمرا للكادر الطبي والفني والتقني. نماذج مشرفة العلم والممارسة والمهارة والعطاء هي معادلة صناعة نجوم متميزة، كما يري الدكتور هاني عبد الرزاق استشاري امراض القلب بالمعهد القومي للقلب، فهناك نماذج مصرية كثيرة تدعو للفخر ممن لهم بصماتهم في مجالات طبية مختلفة. ويضرب مثالا بنماذج عديدة سجلت النجاح والاستمرارية والقدرة علي العطاء مثل معهد القلب بأسوان نتيجة جهد الدكتور مجدي يعقوب رائد أمراض القلب. وهناك الدكتور حسونة سبع جراح القلب والصدر المؤسس والمدير الأسبق لمعهد جراحة القلب والصدر بإمبابة... الذي كان له الفضل في ادخال جراحات القلب عندما اتجه عام 1966 لانشاء المعهد القومي للكبد ليكون نواة لمعهد تعليمي لقيادة منظومة امراض وجراحات القلب التخصصية. وغيرها من النماذج المشرفة مثل مركز الكلي بالمنصورة والذي أسسه الدكتور محمدغنيم. ومن الأمثلة الحديثة يأتي مستشفي 57357 لعلاج سرطان الأطفال. وهي نماذج تجسد القدرة علي العطاء المؤيد بدعم سياسي وشعبي. مطالبا بالتوسع في نقل تجارب هذه المراكز ونشرها. يقهرون السرطان ويوضح الدكتور علاء الحداد عميد المعهد القومي للأورام السابق، إن إستراتيجية المعهد علي تعتمد التحكم في مرض السرطان في مصر من خلال تطوير وإصلاح برامج الجودة المتكاملة الخاصه برعاية المرضي والبحث والتعليم والوقاية ومساعدة المجتمع في نشر ثقافجة صحية تقوم علي عدم الخوف من تشخيص الأورام والتأكد من إن هناك أنواعا من الأورام تشفي تماما. بالإضافة إلي تقديم التدريب والتعليم المستمر لخريجي الأطباء للحصول علي الشهادات المتخصصة في مجال الأورام وذلك ليصبح المعهد القومي للأورام منارة علم لجميع المراكز ينبثق منها كوادر علمية علي أعلي مستوي . كما يشارك المعهد مع الجامعات المختلفة ومراكز الأورام في البحوث والدراسات المعملية مما ينعكس أثرها علي تحسين الخدمة المقدمة للمرضي. وان المعهد يعد مدرسة لتفريغ الكوارد الطبية المؤهلة إذ يتيح التخصصات في الأورام فكل يوم يقدم العلم الجديد مع التطورات العلمية الحديثة فئ مجالات الأورام المختلفة. ويمتد نشاط المعهد ومساعدة مراكز الاورام في مصر علي وضع خطط علاجية تواكب النظم العالمية من خلال تعليم الأطباء الذين يعملون في مختلف أنحاء مصر والرعاية الصحية في مختلف القطاعات عن طريق إقامة برامج الأطباء الزائرين وبرامج التعليم المستمر والزيارات أو الندب الجزئي لأطباء المعهد. خبراء القلب ما شهدته مصر منذ بداية التسعينيات من طفرة في جراحات القلب أدت لإجراء نوعيات معقدة وصعبة من هذه العمليات بعدما كان يضطر المريض للسفر للخارج لإجرائها. وأصبح لدينا العديد من الكوارد المدربة والصروح الطبية المتميزة. ويقول الدكتور محمد عزيز عميد المعهد القومي للقلب، إن الجميع يلجأ إلي المعهد باعتباره قبلة لجراحات القلب ولما يعرف عن طاقمه من مهارة وخبرة، وبالتالي ستظل مشكلة الترحال من الأقاليم إلي المعهد بحثا عن الخدمة الجيدة والمجانية لذلك طرحنا رؤيتنا في الحل بتفعيل مراكز قلب في المحافظات لامتصاص جزء كبير من هؤلاء المرضي المترددين علي المعهد، علي ان يتم ضبط ادائها علي النحو المرجو. وذلك من خلال إمدادها بكوادر وأطقم ثابتة تنتقل للمحافظات بشكل تبادلي وبالتنسيق بين أطباء المعهد ووزارة الصحة، وهما الجهتان الوحيدتان القادرتان علي اتمام هذا الحل وضمان إتمام تنفيذه. ويتابع عميد معهد القلب حديثه قائلا إن عمليات القلب تعتبر من الجراحات الصعبة والمعقدة حول العالم والتي تحتاج إلي مهارة ودقة عالية من الطبيب الجراح. وأن المعهد يمتلك كفاءات طبية قادرة علي أداء هذه النوعية من الجراحات من خلال فريق طبي جراحي متكامل ، كما تتنوع العمليات المهمة التي تجري داخل المعهد كتركيب الأنواع الحديثة من الصمامات عن طريق القسطرة في بعض الحالات المحددة والتي بلغت العام الماضي نحو إجراء 16 حالة بإجمالي 4 ملايين جنيه. وهي حالات حياة أوموت وبالتالي أي تكلفة أمامها لاتقدر ولانستطيع التخاذل في علاجه. والخدمة الثانية الجديدة التي يقدمها المعهد هي الدعامات لحالات التشريح في الشريان الأورطي وتتعدي مبلغ المئة ألف للمريض الواحد. وحاليا هناك اتجاه لتركيب الأجهزة المساعدة لعضلة القلب. وهذه الخدمات العلاجية المكلفة والحديثة تقدم لأي مريض قادم من أي مكان من مصر بشكل مجاني وهو مالا يتوافر الا في المعهد القومي للقلب. حيث يتم الاعتماد علي حساب تبرعات معهد القلب والتأمين الصحي يشارك والعلاج علي نفقة الدولة والجمعيات الخيرية. الموارد البشرية وكما يوضح الدكتور هشام الحفناوي عميد المعهد القومي للسكر والغدد الصماء، إن خطة المعهد تهدف إلى المساهمة في تنمية الموارد البشرية والعمل علي ايجاد كوادر طبية مصرية تمتلك كل المقومات والمؤهلات التي تمكنهم من التفاعل الإيجابي مع أحد أكثر الأمراض انتشاراً في مصر. حيث يشرف علي تدريب الاطباء مجموعة متميزة من كبار الأساتذة والخبراء ضمن عدد من البرامج التدريبية المتطورة لدعم التعليم الطبي المستمر من أجل التحكم في مرض السكر وتجنب مضاعفاته وأيضا لإجراء الدراسات العلمية المتخصصة كمحاولة لفهم أفضل اليات حدوث المرض ومواجهته. ويري عميد معهد السكر إنه أصبح من المؤكد إن مركزا واحد لن يستطيع تقديم خدمات لكل هؤلاء المرضي وإنما لابد أن يكون المركز بما يضمه من كفاءات وخبرات علمية بمثابة الإشعاع الذي ينقل رسالته إلي المعاهد والمستشفيات في كل المحافظات لكي نستطيع تدريب وتأهيل أكبر عدد من الأطباء لخدمة المرضي.