الذين يتابعون دقائق الموقف المصرى من التطورات المتلاحقة فى المنطقة بوجه عام والتهديدات التى تتعرض لها دول الخليج بوجه خاص قبل وبعد قمة شرم الشيخ يدركون الآن معنى العبارة الشهيرة التى أطلقها الرئيس السيسى قبل عدة أشهر بأن مصر تعتبر أمن دول الخليج جزءا من أمنها القومى وأن المسألة تنحصر فى «مسافة السكة». فى هذا الوقت المبكر من تداعيات الصراع على الأرض اليمنية وقبل أن يستولى الحوثيون على مقاليد السلطة بأكملها كانت مصر ترصد وبدقة ظهور عنصر جديد على ساحة الصراع يتمثل فى التسلل والتدخل الإيرانى بشكل متدرج مستهدفا أن يفرض فى أسرع وقت ممكن واقعا جديدا على الأرض يجعل من إمكانيات التصدى له ووقف انتشاره مستقبلا أمرا معقدا بتكاليف باهظة. وليس سرا أن مصر أحاطت دول الخليج بوجه عام والمملكة العربية السعودية بوجه خاص بتلك الاحتمالات والسيناريوهات التى لا تهدد السعودية وحدها وإنما تهدد الأمن القومى العربى بشكل كامل خصوصا فى ظل احتمالية سيطرة الحوثيين وراعيهم الإيرانى على ميناء عدن ومضيق باب المندب بكل ما فيهما من أهمية استراتيجية بالغة. وكانت وجهة النظر المصرية أن دعوات الحوار ليست سوى وسيلة لكسب الوقت حتى ينشأ واقع جديد يصبح فيه أى جهد يستهدف وقف تداعيات الأحداث نحو حرب أهلية مدمرة أمرا مشكوكا فى نجاحه نتيجة ضخامة وحدة المصالح الإقليمية والدولية المتباينة. وفى اعتقادى أن الملك سلمان كان متوافقا إلى حد كبير مع رؤية مصر ومع قناعة الرئيس السيسى بأهمية عنصر الوقت فى التعامل مع الأزمة فضلا عن أهمية التعامل مع المسألة اليمنية كشأن يهم الأمة العربية كلها ويستوجب مشاركة القادرين على الإسهام فى الحملة العسكرية ليكون ذلك بمثابة ميلاد مبكر لمقترح مصر الذى أقرته القمة العربية بإنشاء قوة عربية مشتركة للتدخل السريع. وهنا أقول أن الشكر واجب وضرورى للرئيس السيسى والملك سلمان اللذين أحييا من جديد أملا ضائعا منذ سنوات فى فضاء التضامن العربي. خير الكلام: أيها الطامعون فى أرضنا.. لن تمروا إلا على أجسادنا! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله