تداول 58 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    رئيس قطاع الإرشاد الزراعى يتفقد مجمعات الخدمات الزراعية بالفيوم    تعرف على التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    الجريدة الرسمية تنشر قرارات لوزير الطيران تتعلق بالقابضة للمطارات والملاحة الجوية    انفجاران في محيط السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن    المدير الرياضي للأهلي يجهز لائحة العقوبات الجديدة    خناقة كولر ومحمد رمضان بسبب دكة الأهلي؟ (تفاصيل)    حراميه في النهار.. سطو مسلح على مكتب بريد وسرقة 50 ألف جنيه بالطالبية    ضبط 21 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    «الداخلية»: غلق كلي لشارع عزيز أباظة في الزمالك لمدة 10 أيام (التحويلات المرورية)    الداخلية تضبط المتهم بتزوير المحررات الرسمية فى الشرقية    تفاصيل انطلاق مهرجان الإسماعيلية الدولى للفنون الشعبية    إلهام شاهين عن الهجمات الإيرانية على إسرائيل: «أكره الحروب وأنادي بالسلام»    نائب وزير الصحة: إضافة 227 سريرًا وحضانة لمنظومة الرعايات والحضانات    «المستشفيات والمعاهد التعليمية» تحتفل باليوم العالمي لسلامة المرضى    تداول 58 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    موعد مباراة الأهلي وبرشلونة والقنوات الناقلة في «صراع» برونزية مونديال اليد    أهداف الثلاثاء.. رباعيات السيتي والإنتر وسباعية دورتموند وثنائية أرسنال في شباك باريس سان جيرمان فى دورى أبطال أوربا    "ظهور محتمل لصلاح".. جدول مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة    الأهلي يصدم علي معلول بقرار مفاجئ بسبب الصفقات الجديدة    نائب رئيس الزمالك: السوبر الأفريقي دافع لمزيد من الألقاب    برئاسة وزير قطاع الأعمال العام.. عمومية «القابضة للصناعات المعدنية» تعتمد موازنة 2024-2025    رئيس هيئة سلامة الغذاء يبحث مع المسئولين العراقيين تعزيز التعاون المشترك    الإسكان: تنفيذ 9 قرارات إزالة لمخالفات بناء بقطع أراضٍ بتوسعات مدينة الشيخ زايد    الأعلي للجامعات يعلن نتيجة اختبارات الدبلومات والمعاهد للقبول بكليات الزراعة    وزارة الداخلية تقرر رد الجنسية المصرية ل 24 مواطن    استدعاء أهل فتاة تخلصت من حياتها حزنًا على وفاة والدها بالمرج    «الطفولة والأمومة» ينفذ ورشة عمل لرفع الوعي بقضايا العنف ضد الأطفال    الحوثيون يستهدفون 3 مواقع إسرائيلية ويتوعدون باستهداف مصالح أمريكا وبريطانيا    مراسل «القاهرة الإخبارية»: غارات إسرائيلية مكثفة على معظم أنحاء قطاع غزة    موعد عرض الحلقة 15 من مسلسل برغم القانون بطولة إيمان العاصي على قناة ON    إلهام شاهين: سعيدة بتكريمي في مهرجان القاهرة الدولي للمونودراما    فتح باب التقديم لجائزة الدولة للمبدع الصغير    مع عبدالناصر والعالم أربع ساعات يوميًا لمدة ستة أشهر    غارتان إسرائيليتان في لبنان.. إحداهما استهدفت شقة سكنية    وزير الرى يلتقى سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة لبحث سُبل تعزيز التعاون بين مصر وأمريكا    رئيس هيئة الرعاية الصحية: مصر تمثل محورًا إقليميًا لتطوير خدمات الصحة    طريقة عمل كيكة البرتقال، باحترافية وبأقل التكاليف    انتخابات اللجان النوعية لمجلس النواب.. اليوم    «الإفتاء» توضح حكم الشرع في إهمال تعليم الأبناء    الأوقاف تختتم مبادرة «خلقٌ عظيمٌ» بمجلس حديثي في مسجد الإمام الحسين.. الخميس    حكم زيارة قبر الوالدين كل جمعة وقراءة القرآن لهما    انتخابات أمريكا 2024| وولتز يتهم ترامب بإثارة الأزمات بدلاً من تعزيز الدبلوماسية    أمين الفتوى: الأكل بعد حد الشبع حرام ويسبب الأمراض    عاجل - أوفينا بالتزامنا.. هذه رسالة أميركية بعد هجوم إيران على إسرائيل    دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الآخر لعام 1446 هجريا.. اليوم    الجيش الأردني يغلق المجال الجوي للمملكة ويقول إن مئات الصواريخ الإيرانية تتجه إلى إسرائيل عبر الأردن    طريقة حل تقييم الأسبوع الثاني علوم للصف الرابع الابتدائي بعد قرار الوزير بمنع الطباعة    برج الدلو.. حظك اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024: العند يهدد صحتك    سنرد بقوة.. إيران: نُدمر البنية التحتية في إسرائيل إذ حدث أي اعتداء    عبدالغفار: «100 يوم صحة» قدمت 97 مليون و405 آلاف خدمة مجانية في شهرين    بطريرك الأقباط الكاثوليك يشارك في رتبة التوبة    حازم إيهاب مازحا مع مخرج مسلسل انترفيو: "بيقول عليا غلبان ورغاي"    عبد الواحد: تجديد زيزو في يده.. واستبعاد عمر جابر من المنتخب غريب    ختام كورس ألف مُعلم كنسي "طور" بحلوان    سلمى أبو ضيف تهدد بمقاضاة المتنمرين على حملها (تفاصيل)    في اليوم العالمي للمُسنِّين .. كيف نظر الإسلام لبِرِّ الأبوين في كِبرهما؟    خالد الجندى: من يؤمن بأن "السحر يضر" وقع فى الشرك بالله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د/عبد المنعم أبوالفتوح للأهرام‏:‏ يوجد صراع لإجهاض الثورة‏..‏ ولكن الإرادات الشعبية ستنتصر

تمر مصر بمرحلة مهمة في تاريخها ومستقبلها عقب سقوط رأس النظام الذي حولها لدولة فساد واستبداد وحرمها من التحول الديمقراطي والتنمية‏,‏ ويبقي تحد خطير يتجسد في ان الثورة المصرية في مفترق طرق‏. حيث ان معظم اهدافها لم يتحقق بعد.. بالاضافة لوجود أعداء حقيقيين يعملون علي عرقلتها وإسقاطها.. ونحن الآن علي أعتاب انتخابات رئاسية تدخلها مصر وينتظر من يدفع بنفسه إلي سدة تحديات وملفات مهمة. طرحنا التساؤلات وفتحنا الملفات في العديد من القضايا الداخلية والخارجية والمثارة من جانب الرأي العام, علي مائدة الحوار مع الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل للرئاسة..
مر اكثر من عام علي الثورة كيف تقيم ما أنجزته الثورة وما أخفقت فيه, وهل مصر اليوم في خطر, أو كما عبر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن الديناصورات في مصر يعرضون ثورتها الوليدة للانقراض وضياع الأمل في إصلاح ثوري حقيقي ؟
هناك صراع إرادات موجود حتي هذه اللحظة,من قبل أعداء الثورة, وهم بقايا النظام القديم علي وجه التحديد, من الفاسدين والمستفيدين, وجزء منهم هو تنظيم البلطجية, الذي كان الأداة القمعية للنظام السابق, ومازالت بقايا ذلك النظام تستخدمه حتي اليوم, سواء لترهيب أعداء النظام السابق, أو لتعويق العملية الاقتصادية, لإثارة الفزع الأمني, وهذا يعبر عن صراع إرادات يتفاعل, لكن ثبت علي مدار العام الماضي أن الإرادة الشعبية الثورية هي التي تنتصر, وأن الثورة مستمرة كما أراد الشعب المصري, ولن تتوقف حتي تحقق أهدافها, وان الثورة والشعب المصري مازالا قادرين علي تقديم شهداء من أجل استقرار ثورتهم, التي تتلخص أهدافها الرئيسية في العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية, وبالتالي لم يتخل الشعب عن ثورته.
ألا تخشي مثل آخرين من أن يتم إجهاض الثورة أو اختطافها ؟
هذا لن يحدث, والشعب المصري لن يسكت, وهذا ليس كلامي, ودليلي علي هذا أنه عندما تأخر الموجودون في السلطة علي تقديم رموز النظام للمحاكمة خرج الشعب المصري غاضبا فتم تقديمهم للمحاكمة, وعندما تأخروا في إجراء الانتخابات البرلمانية خرج الشعب المصري والثوار, فأعلنوا عن إجراء الانتخابات البرلمانية, وتباطأوا في الإعلان عن الانتخابات الرئاسية فخرج الشعب المصري فحددوا موعدها, أي أن كل خطوة من الخطوات المهمة من مسار الثورة تمت بشهداء جدد, ونتمني ألا يتكرر هذا, لكن هذا إعلان ثابت من الشعب المصري أن لديه استعداد لتقديم شهداء جدد, إذا ماحاول أي طرف معاد للثورة أن يلتف حولها أو يعوق أهدافها, وإذا نظرنا إلي آداء الإدارة الحالية للبلد التي يمثلها المجلس العسكري والحكومة سواء حكومة الدكتور عصام شرف أو حكومة الدكتور كمال الجنزوري نجده أداء بطيئا مرتبكا فيه سوء إدارة, انعكس علي أوضاع العام الماضي كله من عمر الثورة.
لكن الشعب نفسه أصبح به انقسامات.. هناك من هم مع الجيش وآخرون مع الثورة.. من وصلوا للبرلمان ومن خارجه ؟
أنا لا أسمي مايحدث انقسامات, فكل الشعب المصري مع الجيش, والجيش والشعب مازالا يدا واحدة كما أعلنت الثورة, والأداء السيء والبطيء للمجلس العسكري لا يعني أن الشعب المصري انفصل عن الجيش, أو أن الجيش انفصل عن الشعب, ومايفسره البعض أنه انقسامات أو استقطابات أنا أراه مخاضا ديمقراطيا, وطبيعيا أن يمر به الناس, وهم يعبرون من مرحلة الكبت والمصادرة إلي مرحلة الحرية والديمقراطية, وأن تكون آراء هنا وهناك, لكن لايمكن أن يكون انقساما, لأن شعبنا غير قابل للانقسام أصلا, والحمد لله ليس لدينا صراعات عرقية أو دينية أو طائفية, فالشعب المصري كله رضينا أم لم نرض كله قطعة واحدة, أما الخلافات في الآراء التي تطرح في الساحة علي خلفية المواقف السياسية المختلفة, فهي نتاج طبيعي لحالة الحريات والديمقراطية.
ومتي ينتهي صراع الإرادات ؟
عندما تؤسس الجمهورية الثانية ويتم انتخاب رئيس ووضع دستور, حينئذ تكون بداية نهاية صراع الإرادات, وليس نهايتها, لأنه سيكون وقتها هناك سلطة تنفيذية ورئيس للدولة, وأدوات الدولة التي لن تذهب, وكان حسني مبارك يستخدم هذه الأدوات لصالحه وليس لصالح الوطن, وهذه الأدوات جميعا من أجهزة أمن وجيش ومخابرات ومؤسسات سياسية واقتصادية, ستتحول في الجمهورية الثانية من مؤسسات للرئيس إلي مؤسسات للوطن, وبالتالي ستكون هذه هي البداية.
ذكرت أخطاء المجلس العسكري.. في رأيك إلي أي إرادة من الإرادات يميل ؟
هو في الحقيقة تتدافعه إرادات, وأنا لا أشكك فيه أبدا, ولست مع من يتهمون المجلس العسكري بالخيانة وعدم الوطنية ولكنني أصفه أنه بطيء ومرتبك وسيء الأداء, لكن أن نضعه في مصاف أعداء الثورة أو الخونة فأنا ضد ذلك, وضد استخدام أوصاف التكفير والتخوين عند اختلافنا مع بعضنا البعض, فالخطأ خطأ, لكن ينبغي ألا نذهب إلي أبعد من ذلك, ووصف من يرتكب الخطأ بأنه خائن أو كافر أو غير ذلك, فهذه المصطلحات ليست لها قيمة, وتؤدي إلي مزيد من الابتعاد وعدم تعاون الناس مع بعضهم.
البعض يري أن قيادات المؤسسة العسكرية هي من منظومة مبارك وأداؤها لا يختلف عن تلك المنظومة, كيف تري التصرف معها؟
هذه القيادات حينما ينتهي دورها السياسي ستعود لدورها العسكري, وعندها سيتوقف البطء وسوء الإدارة والارتباك, لأن هذه الأخطاء صاحبت دورهم السياسي, الذي عندما ينتهي سيعودون إلي دورهم الطبيعي, كضباط في الجيش أو المؤسسة العسكرية, وهو الدور الذي يجيدونه, وقد كانت الكارثة أنهم انتقلوا إلي دور لايجيدونه في العمل السياسي, والخطأ الذي وقعنا فيه جميعا كشعب وكثورة, ويجب أن نعترف به, أننا فوضناهم ضمنا لإدارة شئون البلاد, وقد أداروها لكن بإمكانياتهم, وبهذا الأسلوب الذي رأينا, لكن الوقت الآن لايسمح بإرباك المشهد السياسي والوطني كله بأن نطلب منهم الذهاب اليوم, نعم سيذهبون لكن بعد الانتخابات الرئاسية, وقد انتهي دورهم التشريعي بانتخاب المؤسسة البرلمانية, وسينتهي دورهم التنفيذي بانتخاب رئيس للدولة.
هناك حديث عن خروج آمن للمجلس العسكري, وحديث آخر عن صلاحيات أكبر للجيش في المرحلة المقبلة.. كيف تري ذلك ؟
الجيش ينبغي ألا تتغير صلاحياته عما هو منصوص عليه في الدستور القديم, وهو أن دوره الوحيد هو حماية حدود الوطن,وأن يفخر ويعتز بذلك كجيش, أما مسألة الخروج الآمن أوالمحاكمة وما إلي ذلك لأي طرف موجود في السلطة سواء لحكومتي شرف أو الجنزوري أو المجلس العسكري, فأنا مع مصطلح الخروج العادل, ومن أخطأ يحاسب, أيا كان مدنيا أو عسكريا, صغيرا أم كبيرا, لأنه لايمكن تصور ألا تتم محاسبة كل من تلوثت أياديهم بدماء المصريين, ولايملك رئيس الدولة ولا البرلمان ولا أي مؤسسة أن تفرط في ذلك, ويتم ذلك من خلال قضاء عادل ونزيه وطبيعي لأي طرف أيا كان.
ما تقييمك لسير الإجراءات الانتخابية؟
لأن هذه هي أول انتخابات نزيهة لرئيس دولة تجري في مصر منذ60 عاما, فلا شك أن الأداء به قدر من الارتباك وقدر من ضيق الوقت وقدر من التعلم للأطراف المختلفة جميعا, حيث لاتوجد خبرة سابقة, وأبسط شيء أنه لاتوجد حتي الآن مراكز استطلاع رأي علمية تقدم نتائج استطلاعتها, وهو شيء مهم للمرشحين, لإعادة النظر في حركتهم وبرنامجهم, فضلا عن أنه مفيد أيضا لأصحاب الحق في الانتخاب وهم الشعب نفسه, أما بالنسبة للوقت فهل يمكن تصور أن يتم إعلان الأسماء النهائية قبل الانتخابات بثلاثة أسابيع, متي يمكنهم جمع التبرعات, ومتي يمكن عمل الدعاية بها واستخدامها, هل يتم كل ذلك في ثلاثة أسابيع فقط, وهذا شكل من أشكال إرباك المشهد الإنتخابي, الذي لايجوز التآمر عليه.
هناك حديث عن رئيس توافقي, والإخوان يقولون إنهم سيحددون مرشحهم.. هل هناك ضغوط تحاول الآن أن تشكل ماهية الرئيس القادم ؟
إنه صراع إرادات يتجلي حسب الموقف, وأخطر مافي المرحلة الانتقالية هو انتخاب الرئيس, وبالتالي يتجلي فيه صراع إرادات وقوي داخلية وخارجية, ومحاولة الالتفاف علي هذه الإنتخابات حتي يصدروا للشعب المصري حسني مبارك آخر ب شرطة, ونحن سنتصدي لهذا, وجزء من تصدينا أننا مستمرون لنهاية الشوط-كيف تعمل للوصول لمنصب الرئاسة والدستور لم يعد بعد, وصلاحيات الرئيس لم تتضح, وهناك حالة من السيولة في العملية السياسية توجد سيولة ولكن لايوجد فراغا دستوريا, البعض يحاول أن يقول أن هناك فراغا دستوريا, وكيف ستأتون برئيس دون دستور, وماهي اختصاصات الرئيس, وهذا منصوص عليه في الإعلان الدستوري, وكما جاء البرلمان طبقا للدستور المؤقت, الرئيس سينتخب علي هذا الأساس أيضا, لحين وضع دستور جديد, وحين يوضع دستور جديد سوف يعيد ترتيب صلاحيات الرئيس والحكومة, ووقتها سيكون إعادة النظر في الصلاحيات, لكن الرئيس القادم سيأتي طبقا لهذا الدستور المؤقت, الذي ينص علي أن النظام السياسي في مصر نظام رئاسي, وبالتالي الرئيس هو الذي يشكل الحكومة, لحين وضع دستور جديد.
كيف تقرأ قضية التمويل الأجنبي, والبعض يري أن التدخلات الأمريكية مستمرة في شئون مصر, وأن البلد مخترقة ؟
نعم مصر مخترقة, فحسني مبارك أعطي مفاتيح الوطن للأمريكان, ونحن سنعمل علي سحب هذه المفاتيح وإعادتها لأصحابها, وهم الشعب المصري, واقع موجود, وهذا هدف من أهدافنا, أن يعاد النظر بعلاقة مصر بأمريكا ويعاد ترتيبها بما يحقق مصالح الشعبين, وليس بما يحقق مصالح الشعب الأمريكي علي حساب الشعب المصري, وأننا في علاقاتنا الدولية سيعاد الالتزام بقواعد العلاقات الدولية التي تعمل بها الدنيا كلها, فأساس العلاقات الدولية هو تبادل المصالح, وليس بيع الأوطان للآخرين, لأن العلاقات الدولية ليست جمعيات خيرية, ولو بعت كحاكم وطنك للآخرين, فإن الآخرين لن يقولوا لك حرام عليك لا يصح هذا, وهذا ما فعله حسني مبارك وعصابته, إنهم باعوا مقدرات مصر للآخرين دون ثمن يعود علي الشعب المصري, وفقط لصالحهم ولصالح استمرارهم علي الكراسي, وليس لصالح الشعب المصري, هذه الخيانة الوطنية التي ارتكبها النظام السابق, وأنا أقول خيانة دون تردد يجب أن تتوقف, وبالتالي فإن الرئيس الذي سينتخبه الشعب المصري عليه أن يعيد النظر في علاقات مصر الخارجية وليس بأمريكا فقط, بل بكل الأطراف الدولية, فمصر تستطيع ويجب أن يكون لها علاقة بالدنيا كلها, لكن علي أساس الانضباط بقواعد العلاقات الدولية, وهي الندية في التعامل, والتعاون علي أساس المصالح المتبادلة.
كيف تقرأ مقولة أن أي رئيس مصري لابد أن يحظي بقبول ورضا إسرائيل وأمريكا ؟
هذه المقولة قيلت في ظل نظام انبطح أساسا أمام الأمريكان والصهاينة, وسلم لهما مقاليد الوطن, ولم يكن يجرؤ أن يتصرف أي تصرف إلا بمباركة أمريكية أو صهيونية, لكن عندما يكون هناك نظام سياسي ينتخبه الشعب ويكون خادما له ومدافعا عن مصالحه, ومحافظا علي استقلاله, فهذا الكلام لن يكون له محل من الإعراب, والأمريكان في النهاية يحترمون من يحترم وطنه ومن أتي ممثلا لمواطنيه, وغير مقبول ولن نسمح لأي طرف دولي أن يتدخل في الشأن المصري, دون احترام قواعد العلاقات الدولية.
البعض يخشي من انتهاء فترة السلام مع إسرائيل والدخول في حرب معها؟
لا أحد يفكر في محاربة أي طرف, ولكن في الوقت ذاته لن نقف مكتوفي الأيدي إذا اعتدي علينا, وبالتالي ليس هناك علاقة بين إعادة النظر في أي معاهدة دولية والربط بينها وبين إعلان الحرب, والنظام السابق باعتباره وكيلا عن الصهاينة كان يستخدم ذلك, وكلما قلنا له نعيد النظر في المعاهدة, كان يقول لا نريد أن نحارب, مع أنه لاعلاقة لذلك بالحرب قانونا وواقعا وسياسة.
تراجع دور مصر الخارجي كان أحد أسباب ثورة25 يناير ؟
هذه هي الكرامة, فقضية مياه النيل, التي هي شريان الحياة في مصر تضيع, وتضيع علاقاتنا بدول المنبع بل بأفريقيا كلها, وهذا دليل علي أن الذي كان يحكم لم يكن يعبأ بمصالح مصر, وبالتالي أعتبر في برنامجي أن قضية مياه النيل أمن قومي, وأعتبر سيناء وتعميرها قضية أمن قومي, وأعتبر المحافظات الحدودية وأهمية نشر التنمية وإقامة مشروعات تنموية كبري بها قضية أمن قومي, وأعتبر الصعيد والاهتمام به قضية أمن قومي, وكذلك أعتبر البحث العلمي قضية أمن قومي لأنه يشكل نهضة لمصر, والأمن القومي في نظري ليس فقط الحفاظ علي الحدود عسكريا, هذا فقط جزء من الأمر, لكن مفهوم الأمن القومي أبعد وأشمل من ذلك.
كيف تقيم عمل الإسلاميين الذين صعدوا إلي السلطة في مصر... هل سيكونون نموذج طالبان أم السودان أم إيران أم السعودية أم تركيا ؟
الإسلاميون في مصر ليسوا طالبانيين أو سعوديين ولا إيرانيين أو أتراكا أو سودانيين, إنهم مصريون, والنموذج الإسلامي في مصر هو نموذج مصري, بغض النظر عمن يمثله, والذي يمثل النموذج الإسلامي المصري في رأيي هم عموم الشعب المصري, وقد يكون في القلب منه الإخوان والسلفيون وغيرهم, ولكن هذا هو النموذج المصري, ولن يكون في مصر غير نموذج مصري.
كيف تقيم أداء الإسلاميين في البرلمان حتي الآن ؟
آداؤهم حتي الآن يحتاج إعادة نظر, ولكن في النهاية هذا البرلمان نحن الذين أتينا به كشعب مصري, ويجب أن ندعمه ونقف إلي جانبه ونعطيه فرصة ونساعده, معظم أعضائه وجوه جديدة, يجب أن نعطيهم فرصة ليفهموا آليات البرلمان ولوائحه, ولذا من الصعب وليس من العدل أن نقيمهم الآن مبكرا, وعلينا أن نعطيهم فرصة وننصحهم, ونصيحتهم ودعمهم يكون بالنقد, وليس بأن نجعلهم خارج النقد, وحينما يخطئون نسدي لهم النصائح, مثلهم مثل السلطة التنفيذية, ولا أحد فوق النقد بعد الثورة, فرئيس الدولة ينقد ويتصدي له إن قصر, وكذلك البرلمان أو أي سلطة أخري لأن ذلك لصالح مصر.
هناك مخاوف من استئثار الإسلاميين بالسلطة وأن يصبحوا حزبا وطنيا جديدا ؟
لايوجد استئثار, لفظ استئثار لا يمكن أن نقوله طالما الأمور تمت بانتخابات حرة ونزيهة, وإذا انتخب الشعب أي طرف سواء إسلامي أو يساري أو ليبرالي, فعلينا أن نحترم نتيجة الانتخابات, ولانسميه استيلاء علي السلطة ولا استئثار بها أو تغول عليها, طالما جاء بانتخابات, ومن ينافس عليه أن يستخدم أدوات الديمقراطية في أن يسعي لكي يحل محل المختلف معه بدلا من الشكوي.
مازالت هناك هواجس بشأن أوضاع المرأة والأقباط والحريات العامة وحرية الإبداع والفنون وغيرها... كيف تنظر لذلك ؟
حريات الناس الفردية غير مقبول أن تتدخل السلطة فيها, سواء التنفيذية أو التشريعية, ونحن في النهاية نعيش في مجتمع متدين بمسلميه ومسيحييه, ولاينتظر أن يأتي أحد لكي يعلمه دينه, ويقول له ماهو الصح وماهو الخطأ, وعلي من تقدم للخدمة العامة أن يقصر دوره علي أن يخدم هذا الوطن, ويخرجه مما هو فيه من ترد وتخلف اقتصادي وسياسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.