انتفضت جماعة «أنصار الله» الحوثية للرد علي هجمات »عاصفة الحزم « تنفيذا لتعليمات قائدها عبدالملك الحوثي فأغلقت عدة مواقع إخبارية إلكترونية وهاجمت قناتي «سهيل» و»السعيدة» الفضائيتين اليمنيتين ومكتب قناة «الجزيرة» في صنعاء بهدف إخماد الأصوات التي تنتقد الحوثيين، وذلك بعد يوم واحد من التهديدات التي أطلقتها وزارة الإعلام اليمنية لوسائل الإعلام التي تقوم بالتحريض ضد مؤسسات الدولة. وتأتي هذه الهجمة بعد أن سيطرت الجماعة علي وسائل الإعلام الرسمية التي لم تنشر أي شيء عن الغارات التي تشهدها العاصمة إلا بيانات الإدانة التي تصدر من الحوثيين وتعليقات الدول الخارجية عن الأوضاع في اليمن خاصة التي تدعو إلي وقف القتال والعودة إلي المباحثات مثلما هو الحال مع موقف روسيا وإيران. والمتتبع لسير الأحداث في الفترة الاخيرة يجد أن الجماعة قد سوقت للشعب استحالة حدوث أي تدخل خارجي في اليمن وأنها ستمضي في ثورتها التي تحمل الخير لليمن، ومضت في طريق تحالفها مع ايران واستمدت من هذا التحالف الدعم المادي والمعنوي. وجاءت الاتفاقيات التي وقعتها مع ايران لتبشر بالخير لليمنيين وأنه إذا توقف الدعم السعودي فإن دولا أخري قادرة علي توفير دعم أكثر منه، وزاد مسئولو الجماعة من هجومهم علي السعودية بمناسبة وغير مناسبة. ولم يحدث أي رد فعل سواء من جانب الحوثيين أو حزب المؤتمر وعلي عبد الله صالح سوي أن الاخير أيقن أنه خسر السعودية ودول الخليج بعد الاصطفاف العربي الذي أيد الرئيس عبدربه منصور هادي فحاول الخروج بأقل الخسائر ونفض يديه من الحوثيين ودعاهم الي الانسحاب وعدم دخول عدن ووقف القتال والعودة الي المفاوضات للتوصل إلي حل في اطار المبادرة الخليجية، مؤكدا أنه لا صلة للمؤتمر بهذه العمليات ولكنه علي ما يبدو قد فات أوان ذلك. أما الحوثيون، فقد بدا زعيمهم في موقف ضعيف في خطابه أمس خاصة أن الغارات وصلت الي «صعدة» معقله التي لم تشهد مثلها منذ نهاية الحروب الست التي شنها عليه علي عبد الله صالح عام 2010 ولم يقدم أي خطة لمقاومة « عاصفة الحزم » ودعا الي وقف القتال وإلا فإن جميع الخيارات مفتوحة أمام اليمنيين بدون تحديد أي خيار يمكن أن يؤدي إلي وقفها لينتظر اليمنيون ما ستؤول إليه هذه التطورات التي تحمل في طياتها مخاطر كثيرة لليمن والمنطقة.