في أوروبا والدول المتقدمة السيد الرئيس ليس صنفا آخر من البشر.. فلأنه يأكل ويشرب مثل كل المواطنين الذين يحكمهم فهو يمتلك هوايات ومواهب وأحلاما يمارسها وهو يحكم ويظهرها للعالم بعد أن يحمل لقب رئيس سابق. في أوروبا والدول المتقدمة وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية تبدأ حياة الرؤساء السابقين بعد الرحيل, وبعضهم يحقق نجومية بعيدا عن السياسة, وبعضهم يمارس السياسة ولكن بدون سلطة. ولا يقتصر الأمر علي الرئيس الرجل, فهناك أيضا الرئيس الأنثي.. بداية من حتشبسوت وكليوباترا إلي ميركل.. مرورا بثاتشر وكورازمن اكينو, فالحياة مستمرة مادام انهم لايؤمنون بالديكتاتورية ولايعترفون بالسلطة المطلقة. تعالوا نتجول تاريخيا وجغرافيا ورئاسيا لنعرف كم هم سعداء بعد مغادرة مقعد الرئيس.. في أوروبا والدول المتقدمة السيد الرئيس ليس صنفا آخر من البشر. فلأنه يأكل ويشرب مثل كل المواطنين الذين يحكمهم فهو يمتلك هوايات ومواهب وأحلام يمارسها وهو يحكم ويظهرها للعالم بعد أن يحمل لقب رئيس سابق. في أوروبا والدول المتقدمة وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية تبدأ حياة الرؤساء السابقين بعد الرحيل, وبعضهم يحقق نجومية بعيدا عن السياسة, وبعضهم يمارس السياسة ولكن بدون سلطة. ولايقتصر الامر علي الرئيس الرجل, فناك أيضا الرئيس الأنثي. بداية من حتشبسوت وكليوباترا ومرورا بثاتشر وكورازمن اكينو ووصولا الي ميركل. فالحياة مستمرة طالما أنهم لا يؤمنون بالديكتاتورية ولايعترفون بالسلطة المطلقة ولا يسيل لعابهم علي ثروات بلادهم. تعالوا نتجول تاريخيا وجغرافيا ورئاسيا لنعرف كم هو سعداء بعد مغادرة مقعد الرئيس. لم نمر أبدا في مصر بتجربة رئيس خارج السلطة أو رئيس بعد التقاعد, إلا في حالة اللواء محمد نجيب رئيس مصر الأول الذي ظل تحت الإقامة الجبرية لأكثر من30 عاما. وفي عدد كبير من دول العالم, يصبح الرئيس السابق نجما تسلط عليه الأضواء فور خروجه من السلطة. الخطوة التالية إصدار المذكرات وربما يصبح مستشارا للرئيس اللاحق أو لحكومته أو يترأس إحدي المؤسسات التي تحمل اسمه. الرئيس في النظام الرئاسي أو رئيس الوزراء في النظام البرلماني مثل بريطانيا يظل, بعد خروجه من السلطة أو تقاعده, له كاريزما امتلاك الكواليس و أسرار الأبواب المغلقة ينتظر الكثيرون مذكراته وأحيانا تصريحاته.وربما ينقلب السحر علي الساحر ويظهر وجه أخر للسلطة ولكنه قبيح.. وهناك من القادة من يدفع ثمن أخطائه أو فساده فتكون النهاية السجن أو الاغتيال. ففي أمريكا, هناك أربعة رؤساء سابقين علي قيد الحياة هم جيمي كارتروجورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن. كارتر-88 عاما- يعتبر من أكثر الرؤساء الأمريكيين السابقين نشاطا في التاريخ. واهتم بعد مغادرته البيت الأبيض بقضايا حقوق الإنسان, وعمل وسيطا للسلام في كوريا الشمالية وهاييتي وغيرهما. ومن خلال مركز كارتر استمرت جهوده لتحقيق السلام ونشر الديمقراطية ومكافحة الفقر والمرض. وفاز كارتر بجائزة نوبل للسلام عام2002 نتيجة للاتجاه الإنساني الذي اتبعه في حل الصراعات الدولية. ومازال كارتر يلعب دورا سياسيا كمستشار للإدارات الأمريكية المتعاقبة وكوسيط في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خاصة بعد مساهمته في توقيع اتفاقية كامب ديفيد. أما جورج بوش الأب فقد عاد إلي حياته كمواطن عادي وافتتح مكتبة ومتحفا عام1997 يضمان الوثائق الرسمية والأوراق الخاصة خلال سنوات رئاسته. وفي عام2004 أسس هو وبيل كلينتون صندوقا للتبرعات لضحايا كارثة تسونامي آسيا, وإن كان الاثنان ظلت لهما علاقة بالبيت الأبيض الأول عن طريق ابنه بوش الابن والثاني عن طريق زوجته هيلاري كلينتون مرة خلال ترشحها للرئاسة والآن كونها وزيرة الخارجية الأمريكية. وتفرغ كلينتون بعد خروجه من السلطة لكتابة مذكراته وتأسيس مكتبته الرئاسية في أركنساس. ومازال كلينتون الذي يعتبر واحدا من أصغر الرؤساء الأمريكيين السابقين- يتبني قضايا تهم الشأن العام من خلال مؤسسة كلينتون الرئاسية والمعنية بمكافحة الإيدز ودعم المصالحة الدينية والعرقية. كما اشتهر كلينتون كمحلل سياسي بارز داخل الحزب الديمقراطي. أما جورج بوش الابن فقد قرر أن يسير علي نهج أبيه وأن يقضي وقته في مزرعته بتكساس أو يقوم بإلقاء المحاضرات. بلير.. من داعية حرب إلي مبعوث سلام تحول رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير من داعية للحرب علي أفغانستان والعراق خلال فترة رئاسته للحكومة البريطانية إلي مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط بعد أن ترك10 دواننج ستريت. لعب بلير العديد من الأدوار رجل دولة عالمي, وحارس افريقيا والزعيم الديني ورجل أعمال عالمي.بلير تزوج المال بعد السلطة, حيث سرت أقاويل حول الثروة التي جناها بلير بعد تركه منصبه وقدرت بحوالي20 مليون جينه استرليني. وكشفت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية عن فضيحة تسهيل بلير عمل شركات خاصة خلال حربي أفغانستان والعراق وتقاضيه خمسة ملايين استرليني في العام عن هذه العمليات. كما أن شركة توني بلير وشركاؤه للاستشارات التجارية أبرمت عقودا مع حكومات الكويت وكازاخستان وغيرهما, في حين يعمل بلير مستشارا بأجر لمصرف الاستثمار الأمريكي بي جي مورجن, ولشركة زيوريخ الدولية للتأمين, ومقرها سويسرا, كما يتقاضي نحو100 ألف جنيه إسترليني مقابل كل خطاب ومحاضرة يلقيها في المناسبات العامة. أما بلير الزعيم الديني فقد أسس مؤسسة توني بلير للعقيدة وهي مؤسسة دينية, كما أكد في بيان الافتتاح الذي حضره الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون- تهدف لمعالجة الفقر, ومواجهة الصراعات وتوحيد الأديان عبر العالم.كما قدم توني بلير مبادرة حكم افريقيا لدعم القادة الأفارقة في القضاء علي فقر شعوبهم, وخاصة دعم دول مثل رواندا وسيراليون وليبيريا وغينيا. وكما قال بلير في مذاكرته رحلة أن حياته الجديدة بعد ترك الحكومة البريطانيةفي27 يونيو2007 أخذته إلي كل أنحاء العالم. وبينما سار الجميع علي نهجهها في تأسيس منظمة بعد التقاعد, كانت المرأة الحديدية مارجريت ثاتشر أول رئيس الوزراء في العالم تقوم برئاسة مؤسسة عام1992 لكنها أغلقتها بسبب صعوبات مادية عام.2005 وفي يوليو1992 أصبحت ثاتشر- أول وآخر امرأة تتولي رئاسة الحكومة البريطانية في التاريخ ومستشارا جيوسياسيا لصالح شركة تبغ مقابل500 ألف استرليني في العام كما كانت تحصل علي50 ألف استرليني مقابل كل محاضرة تلقيها. جورباتشوف ضد الكرملين بعد إعلانه الاستقالة في25 ديسمبر1991 وما تلاها من انهيار الاتحاد السوفيتي, ظل جورباتشوف الحائز علي جائزة نوبل للسلام- نشيطا علي المستوي السياسي حتي بعد أن فشل في الوصول إلي الكرملين عام1996 أمام بوريس يلتسن. كما أسس الحزب الديمقراطي الاجتماعي واستقال منه بسبب خلافات مع رئيس الحزب. وعاد من بعدها بحزب الديمقراطيين الاجتماعيين.وفي سبتمبر2008 أسس جورباتشوف الحزب السياسي الثالث حزب روسيا الديمقراطي المستقل. الآن يحلم جورباتشوف-81 عاما- بثورة جديدة تطيح بالنظام في روسيا. انضم جورباتشوف إلي صفوف المطالبين برحيل عميل الكي جي بي السابق فلاديمير بوتين.وعلي مستوي آخر, ترأس أخر رؤساء الاتحاد السوفيتي عدة مؤسسات هي منظمة جورباتشوف للدراسات السياسية والاقتصادية الاجتماعية عام1992 و جرين كروس الدولية عام1993 وحركة المنتدي المدني عام.1996 كما ظهر جورباتشوف في فيلم المخرج الألماني ويم ويندرزوكذلك ظهر مع حفيدته في إعلانات تجارية وسجل ألبوما غنائيا. مانديلا.. سفير جنوب إفريقيا بعد ترك نيلسون مانديلا أيقونة الكفاح ضد العنصرية السلطة عام1999, أصبح سفيرا بمعني الكلمة لجنوب افريقيا. وارتبط ظهوره بعد التقاعد في الأغلب بمؤسسة مانديلا الخيرية التي أسسها. ومع بلوغه التاسعة والثمانين شكل مجموعة الحكماء التي تضم شخصيات قيادية عالمية لتقديم الخبرات والإرشادات بخصوص بعض أصعب المشاكل في العالم. شارك في مفاوضات سلام الكونجو عام.2001 وعمل علي حصول دولته علي حق استضافة بطولة كأس العالم عام2010, وربما يعد أبرز شيء قام به مانديلا خلال الأعوام الأخيرة إعلانه بعد وفاة ابنه ماكجاثو في أوائل2005 أنه مات بسبب مرض الإيدز, داعيا المواطنين في جنوب إفريقيا إلي الحديث حول الأيدز وجعله يبدو كمرض عادي. وكان مانديلا في آخر ظهور له قد أرسل رسالة إلي ثوار مصر يهنئهم فيها ب الخروج من سجنهم الكبير علي حد قوله.