رغم أن كل المسيرات التي قامت بها مجموعات الألتراس في مصر كانت تدعي أنها سلمية وللمطالبة بالحقوق إلا أن تلك الوقفات والمسيرات دائما ما تشهد قطع للطرق وتعطيل مصالح الآلاف من المواطنين, وهذا ما حدث أمس أمام مكتب النائب العام عند دار القضاء العالي, بعدما نظم ألتراس أهلاوي مسيرة بدأت من الصباح الباكر من أمام مقر النادي الأهلي في الجزيرة مرورا بكوبري أكتوبر وصولا لمبني دار القضاء العالي في وسط البلد, وما أن وصلت جماهير الألتراس إلي مقر الوقفة السلمية إلا وبدأ الجميع في رفع اللافتات التي تحمل شعارات المسيرة والتي كان بعضها يحمل الوفاء لضحايا أحداث ستاد بورسعيد مثل المجد لشهداء ألتراس أهلاوي يانموت زيهم يا نجيب حقهم مصر حرة.. المجد للشهداء.. كن مع الثورة والبعض الآخر فيه تهديد ووعيد لمن يعادي الألتراس مثل أحذروا من قلوب رأت الموت لو بورسعيد جابت ولد يخرج من البلد واحد اتنين.. القتلة راحوا فين. هذه بعض من الشعارات التي رفعها التراس أهلاوي, لكن ماذا كانوا يحملون من أهداف أو أفكار من تلك المسيرة التي أجبرت كل من شاهدها إلي الوقوف للتحدث مع بعض أفرادها لا سيما وأن ضمت بعض من أهالي ضحايا الكارثة التي مر عليها حتي الأن45 يوما. محمد طارق المتحدث الرسمي باسم ألتراس أهلاوي: قال أنه يشعر بمرارة شديدة بعد مرور45 يوما علي الكارثة التي شهدها ملعب ستاد بورسعيد, إلا أنه حتي الأن لم يتم تسليم الجناة أو حتي الإعلان عن التهم الموجهة إليهم. ورغم أن النيابة قامت بجهد كبير وعمل رائع بعدما احالت أمس75 متهما للمحكمة الجنائية, إلا أن هناك غموضا حول قرار الإحالة ولا أحد يعلم حجم التهم الموجهة إليهم, وقد علمنا مثل الجميع أن من بينهم9 ضباط من قوات بورسعيد ويأتي علي رأسهم اللواء عصام الدين سمك و3 من مسئولي النادي المصري وستاد بورسعيد هم محسن شتا مدير النادي ومهندس الكهرباء والاذاعة الداخلية بالاستاد المحبوسين علي ذمة القضية وأحد مشرفي الأمن بالاستاد الذي لا يزال هاربا. وأضاف المتحدث الرسمي: علمنا أن نيابة بورسعيد أنهت عملها بالكامل والأمر الآن في يد النائب العام الذي لابد وأن يسرع في تقديم المتهمين إلي القضاء بتهم واضحة ومعلنة للجميع, لا سيما أن القضية تحمل شقين أحدهما مادي والآخر معنوي, والتفاصيل معلومة للجميع ولا داعي لسردها مرة أخري, وما يجعل الجمهور غاضبا هو عدم البت في القضية ولا حتي تقديم المتهمين للمحاكمات, ولن ننهي مسيراتنا إلا بعد القصاص ل75 ضحية الذين ماتوا في ستاد بورسعيد, ولا يمكن أن يكون هناك أي نشاط إلا بعد انتهاء القضية وتوقيع العقوبات. ونفي محمد طارق أن تكون تلك الوقفات والمسيرات نوعا من أنواع الضغط علي القضاء أو توجيه القضية في اتجاه بعينه, مؤكدا أن ألتراس أهلاوي له حق عند قتلة زملائهم ولن يحيدوا أو يسكتوا عن حقهم إلا بعد الحصول عليه كاملا, وحتي تهدأ نفوس أهالي زملائهم الضحايا ويشعروا بالقصاص العادل, لا سيما أن هناك بعض الشواهد التي تشعرنا بالخوف من خروج هؤلاء المتهمين من القضية بالبراءة رغم تورطهم بشكل مباشر هم وغيرهم في تلك المذبحة. وشهدت وقفة الألتراس بعض المناوشات من المارة والمواطنين ودخولهم في حوارات مع الألتراس يعترضون فيها علي قطعهم للطرق وتعطيل المصالح وهو ما يتنافي مع مبدأ المسيرة الذي أكد أنها سلمية, وهنا أكد أعضاء الألتراس أنهم يتمنوا أن يتضامن معهم المواطنون وأن يستحملوهم فقط لبعض الوقت حتي يستطيعوا الحصول علي حقوق أصدقائهم الذين تعرضوا للقتل علي يد بعض المجرمين.