اهتم السياسيون والخبراء والمحللون ووسائل الإعلام العربية بتحليل نتائج مؤتمر شرم الشيخ ، وذهب كثيرون إلى اعتباره أعظم تظاهرة تأييد دولية لمصر، وأنه أثبت أن القاهرة لا تزال رغم كل الأحداث والمتغيرات الكبيرة بالمنطقة مصدر اطمئنان للعالم ، وأن المؤتمر أثبت صلابة ومتانة الموقف الخليجى الداعم لمصر، وعظمة مكانة مصر الإقليمية والدولية. فى المنامة، بعث الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين برقية شكر وتقدير الى الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد عودته إلى البحرين عقب ترؤسه وفد المملكة فى اعمال مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد المصري.. مصر المستقبل" . وذكرت وكالة الأنباء البحرينية "بنا" أن ملك البحرين قد أعرب عن مشاعر السعادة لمشاركته فى المؤتمر وتمنى لمصر تحقيق الاستقرار والتقدم والازدهار. من جانبها ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط فى تقرير لها أن المؤتمر لم يكن مجرد مؤتمر اقتصادى لجذب الاستثمارات والمشروعات الاقتصادية لمصر وحسب, بل امتد أثره ليكون مؤتمرًا سياسيًا بالأساس يعكس سعى مصر لاستعادة مكانتها عالميًا وإقليميًا, إلى جانب وجود قمم عربية وافريقية مصغرة على هامش المؤتمر, بالإضافة إلى إجماع الحضور على الجانب الأمنى المتمثل فى محاربة الإرهاب. وأضافت، لكن الدلالة السياسية للمؤتمر هى أفضل ما فيه , إذ أكد أن مصر مهمة للعالم مثلما هى مهمة للمصريين, وإذا كان لا حياة للمصريين بدون مصر, فلا حياة للعرب بدون مصر, ولا حياة للعالم دون مصر. وقد أثبت المؤتمر الاقتصادى لدعم مصر صلابة ومتانة وتناسق الموقف الخليجى والالتزام الواضح بدعم القاهرة سياسيا وأمنيا واقتصاديا, ويعكس حجم المساعدات والاستثمارات المقدمة من قبل كل من سلطنة عمانوالكويت ودولة الامارات والسعودية ثبات الموقف الخليجى تجاه القيادة المصرية وعدم التأثر بكافة المحاولات الساعية لقطع أوصال الثقة بين القاهرة ونظرائها الخليجيين. ويرى مراقبون أن مصر نجحت فى توطيد العلاقة مع الخليجيين وأن نجاح المؤتمر الاقتصادى أثبت بشكل لا لبس فيه ثقة دول الخليج فى مصر ورهانها الكبير على الرئيس عبد الفتاح السيسى لخوض مرحلة بناء مصر جديدة الخالية من شوائب الإرهاب الفكرى. ومن جانبه، وصف رئيس البرلمان الليبى عقيلة صالح ، العلاقات الليبية المصرية , بالوطيدة والمتداخلة , مشيراً إلى أن الأمن القومى الليبي, هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر . وقال صالح فى كلمة له أمام البرلمان بمدينة طبرق أمس الأول، إن المؤتمر الاقتصادى المصرى بمدينة شرم الشيخ، كان فرصة جيدة لتعريف المجتمع الدولى بالأزمة الليبية، مضيفا أن زعماء العالم أشادوا بالدور الذى يقوم به مجلس النواب وقيادة "الجيش الليبي" فى الحرب ضد الإرهاب, لافتاً إلى أن الجميع أكد دعمه لليبيا سياسياً وعسكرياً . وأوضح رئيس مجلس النواب أنه طرح مبادرة لتكوين قوة عربية موحدة لردع الإرهاب من جذوره، مشدداً على أن هذا الاقتراح نال ترحيباً واسعاً, وستكون مناقشته بشكل أكبر فى المستقبل القريب. وفى الكويت ، قال رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية الكاتب أحمد الجار الله, إن ما تحقق فى مؤتمر "مصر المستقبل" الاقتصادي, أثبت للجميع أن هذه الدولة العربية الكبيرة لا تزال, رغم كل ما تشهده المنطقة من أحداث أمنية ومتغيرات سياسية كبيرة, مصدر اطمئنان للعالم حيال إمكان تجاوز العرب أزمتهم الحالية وإيجاد محيط تنموى جديد يكون بداية لشراكات اقتصادية كبيرة مستقبلا. وأضاف الكاتب, فى مقاله أمس،" إن نتائج المؤتمر الاقتصادي, يمكن أن تحول مصر إلى قاعدة اقتصادية عربية كبيرة, وتستقطب استثمارات بنحو 200 مليار دولار, إذا استفادت الحكومة من الفرصة التاريخية, وبدأت العمل على تذليل العقبات التى تعترض المستثمرين". وتابع" لا شك أن قانون الاستثمار الموحد خطوة أولى فى طريق الألف ميل, ولا يمكن أن يخدم الاقتصاد إذا لم يتحول شرارة فى غابة القوانين الأخرى المعرقلة للاستثمارات". وفى الرياض، اهتمت صحف ووسائل الإعلام السعودية بنتائج المؤتمر الاقتصادي، وأبرزت الصحف على صدر صفحاتها لقاء ولى العهد السعودى الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، الذى رأس وفد المملكة فى المؤتمر نيابة عن العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, والرئيس عبد الفتاح السيسى الذى ثمن مواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه مصر, كما أبرزت ما جاء فى خطاب الرئيس السيسى فى ختام فعاليات المؤتمر وتأكيده دور المملكة وتوجيه الشكر للملك الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز, الذى دعا إلى هذا المؤتمر. ومن جانبها, قالت صحيفة "المدينة", فى افتتاحيتها بعنوان "مصر المستقبل"، "إنه ليس بوسع أحد التشكيك فى النجاح الباهر الذى تحقق لمؤتمر شرم الشيخ، ذلك أنه بالرغم من أن المؤتمر ذو طابع اقتصادي, لكنه حمل العديد من الرسائل السياسية, ويأتى فى مقدمتها مشاعر خيبة الأمل التى منى بها أعداء علاقة الشراكة الاستراتيجية التى تربط مصر بعمقها العربى الخليجى بشكل خاص، وهو ما تمثل بالمشاركة على أعلى المستويات من قبل قادة الخليج العربي, والدعم السخى الذى قدمته دول المجلس منذ اللحظات الأولى من تدشين المؤتمر لفعالياته, بما أكد أن العلاقات الخليجية - المصرية, وعلى الأخص العلاقات السعودية - المصرية تعيش عصرها الذهبى. وأضافت "وهذه حقيقة استراتيجية لا يمكن تجاوزها أو التقليل من أهميتها لأن أمن الخليج هو أمن مصر, وأمن مصر هو أمن الخليج, وعندما تكون مصر بخير, يكون الخليج أيضا بخير والعكس صحيح". وتابعت "أنه كان من الواضح منذ اللحظات الأولى لانعقاد المؤتمر أن النجاح حليفه بإذن الله, وهو ما لمسه الجميع من خلال المشاركة الدولية المكثفة, عندما جمع المؤتمر أبرز الشخصيات السياسية والاقتصادية من كافة أرجاء العالم الذين توافدوا على شرم الشيخ; ليثبتوا أنهم مع مصر قلبا وقالبا, قائدا وشعبا, قولا وعملا, ثم جاء أكبر مزاد عالمى فى حب مصر وإثبات موقف العالم كله إزاء دعم مصر التاريخ والحضارة والصدارة حتى تتجاوز أزمتها الطارئة وتستأصل من أرضها الطيبة آفة الإرهاب الخبيثة".