الإغلاق والافلاس والنهب.. كلها كلمات تشكل النهاية الحزينة لكل مشروعاتنا الناجحة علي امتداد عصر مبارك بدءا من مصانع الاسمدة والغزل والنسيج وانتهاء بعمر أفندي. وحتي مشروعات الأمن الغذائي تعرضت ايضا لنفس المصير وكأن هناك من يرغب في أن تظل مصر عاجزة عن تدبير قوتها. وخير مثال علي ذلك محطة تربية أمهات الدواجن النموذجية في عرب العوامر أبنوب بأسيوط والتي أقيمت وفق أعلي درجات التقنية الألمانية وللأسف فإنها قد توقفت بعد نهبها وسجن من تقدموا لشرائها!! وكانت المحطة قد اقيمت علي أن تكون من الألف للياء أي أن تكون متكاملة يتم تصنيع فيها كل ما تحتاجه الدواجن فتم إنشاء مصنع للأعلاف لتغذية المشروع وعنبرين عملاقين لتسمين الأمهات مزودين بأجهزة عازل حراري وشفاطات تهوية ومواتير خاصة بالتخلص من مخلفات الدواجن وكذلك أجهزة لاستخراج البيض من العنبر الي الخارج وقد تم افتتاحها بقرار جمهوري سنة1984 وقد استمر العمل بها لمدة ست سنوات ثم طالتها أيدي الإهمال والفساد. يقول سويفي فرحان عامل سابق بالمحطة لقد أصبحت عنابر تربية الأمهات المصممة علي أحدث الطرق الألمانية مخازن للأعلاف بعدما تم نهب ما بداخلها من معدات وأدوات ولم يكن الفساد مقتصرا علي المحطة وحدها بل هناك إهدار للمال العام من خلال تأجير المزرعة التابعة للثروة الحيوانية حيث يتم تأجير الفدان بأقل من ربع السعر الأصلي, وأخيرا قامت الشركة المستأجرة للمزرعة بقطع ما يزيد علي ألفي شجرة يزيد عمرها علي30 عاما سعر الشجرة لا يقل عن ألف جنيه! ويشاركه الرأي عبدالناصر حسن أعمال حرة قائلا إن هناك مخططا لتدمير هذه المحطة كلية ومحو آثار المحطة القديمة والتي كانت تنتج60 ألف دجاجة في الدورة الواحدة بما فيها محطة بني مر, فالمحطة كان بها8 عنابر دور أرضي ومصنع للأعلاف وغيره ومعدات وآلات ويتساءل عبدالناصر قائلا أين هذه المعدات ومن المسئول عن حمايتها بعدما تنامي لعلمنا أن هناك شركة قد استأجرت المكان حديثا, وأنها تنوي تحويل المحطة الي محطة تسمين الماشية بدلا من محطة لإنتاج الدواجن وأنها ستقوم بتكسير هذه العنابر. والسؤال لماذا لاتبقي المحطتان معا بدلا من هدم واحدة لحساب الأخري حفاظا علي هذا المشروع الكبير ويكفيه ما طاله من إهمال وتقصير. ويدخل علي الخط سيد جمعة مزارع الذي يقول: لقد استأجرت هذه المحطة بعقد مؤرخ علي أساس ان المحطة مجهزة تماما حسب ما ورد في العقد. وبعد تسلمي للمحطة وجدت أني قد تسلمت مكانا معطلا من كل شيء منهوبا من كل شيء وعندما حاولت التراجع كان يتعين علي التنازل عن المبلغ الذي دفعته كتأمين فاخترت أقل الضررين وهو إصلاح المزرعة ويستطرد جمعة قائلا: وبعد الانتهاء من هذه الاعمال بدأت المحطة في الإنتاج ولكن نظرا لأني أنفقت ما أملك في أعمال الصيانة والإصلاح بالإضافة الي أنني قمت بالاستدانة من كل افراد عائلتي هذه المبالغ والتي تفوق قدراتي تعثرت في سداد الأقساط وانتهي تعثري بدخولي السجن, وكان ذلك في2009/12/8 لأخرج وقد استولي صندوق الخدمة علي المحطة بكل ما فيها من معدات وسبعة أفدنة من البنجر كنت متعاقدا عليها مع مصنع السكر بأبو قرقاص بالمنيا, وثلاثة أفدن من الطماطم, وكل ذلك لم أعرف عنه شيئا وكيف يتصرف صندوق الخدمة بببيع هذه الأشياء دون عمل مزاد علني وعندما ذهبت الي المصنع لأعرف أين ذهب ثمن البنجر ومن أخذه لم أجد من يجيبني وعندما لجأت للمحافظة تم تهديدي.. لأعيش الآن مأساة حقيقية ولا أدري ماذا أفعل؟!.