يواصل نيكولا ساركوزي حملته علي الإسلام والمسلمين في فرنسا, ويستخدم الآن معركة انتخابات الرئاسة الفرنسية لبث مزيد من سموم الكراهية تجاه المهاجرين وأغلبهم من المسلمين. وقد وعد الناخبين أن يخلص البلاد من المهاجرين الذين يري أنهم ينافسون الفرنسيين في سوق العمل, ولا يلتزمون بالقيم والأخلاق الفرنسية اذا أعيد انتخابه! وساركوزي ينافس هنا مارلين لوبين رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف, التي أعلنت منذ أيام خلال حملتها الانتخابية أن الإسلام يخترق أرض فرنسا ويمثل خطرا علي التقاليد الفرنسية فكل اللحم الذي يأكله الفرنسيون الآن هو لحم إسلامي! وهي تقصد بذلك اللحم الحلال الذي يذبحه المسلمون بالطريقة الشرعية. الرئيس الفرنسي يسعي لشغل الناخب الفرنسي عن الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يتحمل مسئولية جانب كبير منها, وعن هبوط شعبيته في مواجهة اليمين العنصري المتطرف الذي أصبح يمثل خطرا عليه ويمثله حزب الجبهة الوطنية, الذي أسسه جان ماري لوبين والد مارلين تحت شعار فرنسا للفرنسيين وكان أول مطالبه طرد المهاجرين المسلمين من فرنسا, كان لوبين وحزبه عند تأسيسه منذ ثلاثة عقود لا يلقي أي احترام من جموع الناخبين بمختلف انتماءاتهم, لكن الوضع تغير وانضمت الي عضويته أعداد كبيرة من الفرنسيين في السنوات العشر الأخيرة مع إعلان بوش الحرب علي الإرهاب وتصاعد الحملات في أوروبا وأمريكا ضد الإسلام وانتشار الأحزاب والجمعيات السرية الفاشية في القارة التي تنادي بطرد المسلمين والمهاجرين. ساركوزي كان من أوائل القادة الأوروبيين الذين قادوا الحملات علي الحجاب والنقاب ضد المسلمات الفرنسيات, واتخذ بعض الإجراءات الشاذة لحصارهن في المدارس ومؤسسات الدولة, وفي الصيف الماضي طرد فجأة أكثر من ثلاثين ألفا من الغجر الذين ولدوا وعاشوا كل عمرهم في فرنسا لأنهم يلوثون بجرائمهم البلاد ولا يلتزمون بالتقاليد الفرنسية! وهو يلعب الآن علي الفرنسيين بنفس ورقة معاداة الإسلام والمهاجرين التي لن تحقق له أي شعبية, ولا أعتقد أن الناخب الفرنسي سوف يشتري بضاعته الرخيصة. المزيد من أعمدة مصطفي سامي