مع بدء العد التنازلى واقتراب ساعة الانطلاق لحدثين مهمين ستشهدهما مصر خلال الأيام القادمة فى مدينة شرم الشيخ الأول هو المؤتمر الاقتصادى العالمى مصر المستقبل الجمعة القادم ومؤتمر القمة العربية نهاية هذا الشهر وهذا سيكون موضوع المقال بعد القادم بشىء من التفعيل بات على الجميع فى الداخل المصرى والأقليم الشرق أوسطى أن يدرك أن هذا الوطن على مشارف انعطافة اقتصادية وسياسية كبرى لاستعادة الدور والمكانة التى يستحقها هذا البلد بعد إهمال وخلل وبلادة من قادته السابقين وخاصة فى العقود الثلاثة الماضية التى كانت سببا فى حالة الانغلاق والانكفاء والانسداد التى أوصلتنا الى واقع هذا الحال الأليم حتى صرنا مضرب الامثال فى الفقر والتخلف وبؤس الحياة وشظف العيش وإهانة مواطنينا فى الداخل والخارج والآن وبعد أن أبعدنا تدحرج كرة النار التى تحرق معظم بلدان الأقليم وتجاوزنا مرحلة العرقنة والسورنة نسبة الى سوريا وما يحدث فيها واللبننة والصوملة علينا أن نبدأ صفحة جديدة مع انطلاق هذا المؤتمر الاقتصادى واستغلال هذا الحشد العالمى من قادة ورؤساء حكومات ووزراء وكبار رجال المال والأعمال والأستثمار لرسم خريطة اقتصادية تغطى عبر مشاريعها كافة قطاعات ومجالات الحياة الاقتصادية والتنموية فى مصر.. هذا الوطن الذى كان قد أوشك على الخراب حتى وقت قريب لولا ثورة 30 يونية حيث لا يجب أن ننسى أن هذا الحضور الطاغى سيكون شهادة نجاح للرئيس السيسى بإمتياز وميلاد للاقتصاد المصرى وشبكة أمان دولية لتقاطر الاستثمار والتنمية وفرص العمل ومنابع الربح والاستثمار الوفير لكبريات شركات ورجال أعمال الأقليم والعالم. وبالتالى فرص نجاح هذا المؤتمر يتوقف على ركيزتين الأولى هى جدول أعمال هذا المؤتمر عبر الاعداد الجيد والترتيب المبدع واعداد قائمة أو لائحة المشروعات الكبرى التى ستقدمها الحكومة المصرية فى هذا المؤتمر وأظن أننا حضرنا وجهزنا لهذا طيلة الأشهر الماضية عبر سلسلة اجتماعات الرئيس ومن ورائه أيضا رئيس مجلس الوزراء مع وزراء ومسئولى المجموعة الاقتصادية وكبار المستثمرين ورجال الاقتصاد العالميين الذين تقاطروا على مصر طيلة الأشهر الماضية حيث يجب أن يكون العرض والترويج لمشروعات التنمية فى مصر جاذبا وفريدا وبديعا للمستثمر العربى والأجنبى فى هذا المؤتمر. حيث صراحة القول تقتضى الأيعاز بان هذا المؤتمر هو فرصتنا الوحيدة لاعلان ميلاد الدولة المصرية الجديدة وتوجيه رسائل تحفيز وجذب واستقطاب للداخل والخارج بأن هذا البلد بات موضوعا على منظار تصويب انطلاق واقلاع اقتصادى غير مسبوق ليس فى استعادة الدور والحضور السياسى فى المشهد الأقليمى بل والاقتصادى أيضا عبر نسف كل القوانين ونسق الأداء الركيك ولجاجة البيروقراطية والأداء المنمط وصولا إلى إنفتاح على قوانين أستثمار فريد وفرص وآمال وطموحات اقتصادية لا تتوافر لبلد فى الأقليم سوى مصر فقط هكذا يجب أن نكون بعد نجاح مؤتمر شرم الشيخ. وفى هذا المؤتمر هناك فرصة للدولة المصرية أن تستغل هذا الاحتشاد والحشد العالمى حيث ستكون عيون العالم واعلامه شاخصة وقلوبه معلقة باتجاه شرم الشيخ على مدى الأيام الثلاثة لتوجيه اكبر رسالة ودعاية سياسية وإعلامية لولادة كما قلنا بداية انطلاق نمر اقتصادى جديد فى المنطقة عبر صياغة استراتيجية سياسية واقتصادية غير مسبوقة تساهم فى إيجاد مقاربة اقتصادية لمواجهة هذا الواقع المعيشى الأليم لدولتنا وشعبنا. ولا ننسى أن نجاح هذا المؤتمر سينعكس بالايجاب علينا فى مصر حيث سيجعلنا اكثر شجاعة وثقة بالنفس فى القضاء نهائيا على جماعة الاخوان بعد أن نكون قد نجحنا خلال اليومين القادمين من قطع الطريق عليهم فى منع افشال انعقاد هذا المؤتمر وضرب كل محاولتهم للارهاب والتفخيخ هنا وهناك فى مقتل وكذلك الايعاز للعالم بأن هذا البلد قد نجا من فخ الأرهاب وتفكيك وفوضى الدولة الذى نصبه لنا بعض إعداء هذا الوطن فى المنطقة وأعتقد أن كل هذا لن يتحقق إلا عبر الركيزة الثانية وهى توفير كل استحقاقات الامن والامان لهذا المؤتمر وحسنا فعل الرئيس السيسى عندما سارع وفاجأ الجميع فى هذا الوطن بتغيير وإبعاد وزير الداخلية السابق بعد زيادة الفشل وتراجع المطاردة والملاحقة للعناصر الأرهابية ومنع ووقف للهجمات والضربات العبثية من تلك الجماعات والاتيان بوزير داخلية جديد نرى أن الاختبار الأول والحقيقى له وسمعته وسمعة وزارته على المحك عندما ينجح فى توفير الحد الأقصى للأمن والأمان ليس فى قاعات مؤتمر شرم الشيخ وداخل حدود المدينة فقط بل فى القاهرة الكبرى وسائر المحافظات المصرية لأن أى حادث تفخيخ هنا أو تفجير هناك سيكون له بالغ الأثر وسوء السمعة على كل الجهود والتحركات المضنية التى بذلت لتوفير عناصر وشبكة الأمان والنجاح لهذا المؤتمر. وبالتالى لا مناص أمام الداخلية والقوات المسلحة سوى رفع حالة الاستنفار القصوى لانجاح هذا المؤتمر وتفويت الفرصة على كل هؤلاء العابثين بأمن وإستقرار الوطن فهذا البلدأمام منعطف تاريخى ولحظة صعبة ولابد أن نهزم سياسات الحقد والدم حتى لو أضطررنا إلى سحق عظام هؤلاء المخربين القتلة ولابد من ضرورات الحسم حتى يكون الوطن جاهزا وحاضر دوما فى قادم الأيام للتغيير الحقيقى إلى الأفضل. لمزيد من مقالات أشرف العشري