تحتل شركة «شنايدر إلكتريك» الفرنسية العالمية المرتبة الأولى عالميا فى مجال إدارة الطاقة. ويتجاوز حجم استثماراتها 30 مليار يورو على مستوى العالم. تمتلك الشركة تاريخا طويلا فى مصر يتجاوز 30 عاما وتسعى خلال الفترة المقبلة لزيادة أعمالها فى مصر، كما تمتلك الشركة عددا من الاستثمارات العملاقة ومنها مصنع اللوحات الكهربائية بمدينة بدر ومركز للتدريب بالمقر الرئيسى بالتجمع. كما تحتل الشركة المرتبة الأولى عالميا فى مجال البحث العلمى حيث يتم تخصيص 5% من حجم المبيعات سنويا، تشارك شركة «شنايدر» بشكل ملحوظ خلال مؤتمر مارس الاقتصادى من خلال وفد رفيع المستوى برئاسة كل من رئيس الشركة العالمية والعضو المنتدب فى مصر ورئيس الشركة فى منطقة إفريقيا والكاريبى المهندس محمد سعد الذى يعد دينامو الشركة وأحد كوادرها الهامة. والذى يعمل بجهد واخلاص لتحقيق طفرة كبرى داخل الشركة بمنطقة إفريقيا والكاريبى وكان لنا معه هذا الحوار فى البداية سألناه: كيف ترى التوقيت والترتيبات الخاصة بالمؤتمر ؟ أجاب: أرى أن توقيت المؤتمر مناسب جدا خاصة بعد حالة الاستقرار التى تعيشها مصر منذ اجراء الانتخابات الرئاسية وإجراء تعديل وزارى وحركة محافظين جديدة وجميع الوزارات كان لديها الوقت الكافى للدراسة ووضع خطط مستقبلية وتحقيق نمو جيد. والرسالة التى نريدها أن تصل من خلال المؤتمر أنه يوجد استقرار وأن هناك أشياء كثيرة جيدة حدثت فى مصر خلال الفترة الأخيرة ومنها استقرار الوضع الأمني. والإعداد للمؤتمر جاء بشكل جيد خاصة الأداء الداخلى وطرح المشروعات ومنها مشروع محور قناة السويس وأيضا العاصمة الجديدة وهذه المشروعات العملاقة كانت غير موجودة فى مصر ومثل هذه المشروعات من الممكن أن تحرك اقتصاد دولة وهذا أمر يدعو للتفاؤل وأننا على طريق الاحتراف والنمو. شركة شنايدر إلكتريك الشركة الأولى عالميا فى مجال إدارة الطاقة. ما حجم أعمالها وكيف تستفيد مصر من الخبرة العريقة لشركة شنايدر ؟ الشركة يتجاوز حجم أعمالها عالميا 30 مليار يورو وتضم 180 ألف مهندس وعامل على مستوى العالم موجودة فى مصر منذ 30 عاما وأعمالها تتطور بشكل سريع. ويوجد عدد من المشروعات العملاقة فى مصر ومنها مصنع للوحات الكهربائية للجهد المتوسط والمنخفض ومراكز تحكم كما تضم المركز الأول على مستوى العالم فى مجال الطاقة النووية والبترول والتحكم الآلى ونقدم خدماتنا لدول مثل الصين. وداخل الشركة نهتم بالتدريب والأبحاث وتحتل المرتبة الأولى عالميا حيث يتم تخصيص 5% من حجم المبيعات لهذا المجال. ونقوم بتصدير 25% من حجم أعمالنا إلى الخارج وخاصة إفريقيا. والدور الرئيسى للشركة فى مصر البحث عن كيفية حل أزمة الطاقة وتقوم الشركة حاليا بالعمل على توفير 1200 ميجاوات من إجمالى الخطة الاسعافيه 3600 ميجاوات بالتنسيق مع شركات أخرى وهى الكمية التى تقرر دخولها الخدمة خلال الفترة المقبلة. لدينا اهدار كبير فى الطاقة.. كيف نحقق توعية فى هذا الملف ؟ لابد ان نساهم جميعا كقطاع خاص بجانب القطاع الحكومى وهيئات المجتمع العامة على توعية المواطنين بحجم مشكلة الطاقة و كيفية ترشيد الاستهلاك و الاثار السلبية التى نواجهها و سنواجهها اذا لم يتعامل المواطنون مع هذه المشكلة بجدية خاصة ان التقدم الاقتصادى فى مصر خلال ال 30 عاما القادمة مرهون بتوفير حجم طاقة يمثل على الاقل ضعف حجم الطاقة المتوفر حاليا و للوصول لهذا الحجم الكبير يجب الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية و الطاقة الجديدة و المتجددة وشركة شنايدر هى الشركة الرائدة التى تقدم حلولا لتوفير استخدام الطاقة التقليدية وهذه الحلول تصلح للتطبيق فى مصر خاصة القطاعات التى تستخدم مولدات كبيرة كالمصانع و ايضا المنازل و بالفعل وجدنا استجابة جيدة خصوصا من جانب القطاع الخاص ذلك لاننا نوفر هذه الحلول باسعار مقبولة للجميع. تتولى مسئولية رئاسة الشركة على منطقة إفريقيا والكاريبى والتى تصل إلى 54 دولة كيف تنظر هذه الدول لمناخ الاستثمار فى مصر؟ هذة الدول تنظر لمناخ الاستثمار فى مصر نظرة تفاؤل مختلطة بالترقب نتيجة المجهودات التى تبذلها الحكومة الان لتعديل مناخ الاستثمار فى مصر لزيادة حجم ثقة المستثمر فى هذا المناخ بايجاد صياغة جديدة و فعالة و عملية للتشريعات القانونية التى تخدم الاستثمار مثل قانون الاستثمار الجديد المنتظر صدوره قريبا. خلال الفترة الماضية تم اقرار قانون الكهرباء الموحد هل هذا يعد خطوة نحو حل أزمة الطاقة التى تعانى منها مصر منذ سنوات؟ هذا قرار جيد وكنا ننتظره منذ 5 سنوات وسيحقق طفرة كبيرة وخطوة على الطريق الصحيح نحو تحرير سوق الكهرباء ولابد من تحديد الفئات الأولى بدعم الطاقة حتى تنجح التجربة فليس من المقبول حصول القادرين وغير القادرين على دعم الطاقة. الشركة قامت بافتتاح خط انتاج جديد لانتاج اللوحات الكهربائية.. هل هذا يؤكد ثقة الشركة فى الاقتصاد المصرى خلال الفترة المقبلة؟ شركة شنايدر تثق تماما فى الاقتصاد المصرى و لهذا فنحن نضخ المزيد من الاستثمارات سنويا فى مصر كما اننا نثق تماما فى العامل المصرى و لذلك فنحن نقوم بتوظيف اعداد كبيرة كل عام فلدينا 1600 موظف مباشر و 8000 موظف غير مباشر ، و نحن لا نكتفى فقط بتوظيفهم بل اننا ندعم قدراتهم المهنية المتميزة بتوفير فرص التدريب المناسبة المتتالية لتستمر وتتزايد كفاءة العامل المصرى حتى تستطيع مصر ان تنافس بسهولة الكيانات الاقتصادية الهامة مثل الهند و الصين. تم توقيع بروتوكولات تعاون مع مؤسسات مختلفة وبين شركة «شنايدر إلكتريك» ماهى تفاصيل هذه البروتوكولات ؟ نحن داخل الشركة لدينا حرص كبير على التدريب ليس داخل الشركة فقط بل داخل المجتمع الذى نعيش فيه ووجدنا استجابة كبيرة من العاملين فى مجال الكهرباء وذلك بعد قيام الشركة بافتتاح مكتب بمنطقة «العتبة» لفنيى الكهرباء ونقدم هذه الخدمة دون مقابل كما قامت الشركة بتوقيع بروتوكولات تعاون مع كل من الأكاديمية الوطنية للعلوم والمهارات «ناس» ومركز «دون بوسكو» للتدريب المهنى والهدف من هذا البروتوكول الارتقاء بمستوى العاملين فى مجال الكهرباء وتعد هذه خطوة فعالة لدعم مجهودات الدولة لتوفير الطاقة و ايضا لحماية هذه الطاقة باستخدام منتجات امنة و فعالة مطابقة للمواصفات العالمية . «شنايدر إلكتريك» هى التاسعة عالميا فى الاستدامة وفقا لمؤشر «جلوبل 100» لعام 2015 ما خطة الشركة المستقبلية فى مجال التنمية المستدامة؟ الشركة لديها اصرار كبير على التواجد على القمة ونجتهد بشكل كبير لتوفير طاقة نظيفة وآمنة والحفاظ على المجتمع الذى نعيش داخله يوضح اهم ملامح الخطة المستقبلية للتنمية المستدامة مثل طرح منتجات جديدة فى هذا المجال او زيادة الابحاث. هل لدى الشركة خطة للتوسع فى مصر خلال الفترة المقبلة؟ من المؤكد أننا نعمل على هذا فمصر فى تطور سريع وأصبح لدينا قدرة كبيرة على التحدي. ما هى أهم المعوقات التى تواجهكم داخل السوق المصرى خلال الفترة الماضية؟ لم يكن هناك خطة واضحة لملف الطاقة فمنذ 2010 لمن يكن هناك أى خطة لتنمية الطاقة وهذا تسبب فى حدوث أزمة كبرى فى الكهرباء. كيف ترى مستقبل الطاقة فى مصر خاصة بعد منح مزايا كبيرة للمستثمرين فى هذا المجال؟ الحديث حاليا حول ضرورة توفير 20% من الطاقة التى تحتاجها مصر سنويا عن طريق الطاقة الجديدة والمتجددة أمر جيد والحكومة مطالبة بالاهتمام فى هذا الملف ومصر لديها أمكانيات كبرى فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة مناطق الغردقة وجبل الزيت والصحراء الغربية وسيناء. وأيضا لدينا امكانيات تصنيع الخلايا الضوئية. وكذلك أسناد توفير الطاقة للقطاع الخاص ولكن باشراف حكومى ولابد من تشجيع القطاع الخاص للاستثمار فى الطاقة. ما أهم المشروعات التى ستشارك بها الشركة خلال مؤتمر مارس الاقتصادي؟ سوف نشارك فى جميع المشروعات المرتبطة بالطاقة الجديدة والمتجددة وهذه المشاركة تأتى ايمانا منا باهماية و ثراء هذا النوع الجديد من الصناعة لذلك فسوف يمثل شركة شنايدر فى المؤتمر الاقتصادى وفد رفيع يأتى على رأسه رئيس الشركة العالمية ضمن وفد وزير الوفد الفرنسى والعضو المنتدب فى مصر وذلك لكى ننقل للعالم اجمع ثقتنا الشديدة فى قوة الاقتصاد المصرى الذى نسعى بكل جهودنا الى تدعيمه لينمو و يزدهر خلال الاعوام القادمة بإذن الله .