فى الوقت الذى يعانى فيه ما بين 15 إلى 30% من سكان العالم، حوالى مليار ونصف المليار، من الإصابة بارتفاع ضغط الدم، فإن أكثر من 25% من المصريين البالغين ( حوالى 16 مليون شخص) مصابون بارتفاع فى ضغط الدم، والمؤسف أن 23% فقط من هؤلاء المرضى يخضعون للعلاج والأشد أسفا أن 8% فقط من مجموع هؤلاء المرضى الخاضعين للعلاج يتم ضبط ضغطهم بالعلاج والمحافظة عليه عند المستويات الطبيعية. وفى محاولة لخفض معدلات الإصابة والوفاة الناشئة عن ارتفاع ضغط الدم بين المصريين بدأت الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، وفقا لما أكده د. محسن ابراهيم استاذ القلب بطب قصر العينى ورئيس الجمعية، فى انشاء 9 عيادات متخصصة لتشخيص وعلاج مرضى ضغط الدم فى جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية وحلوان والزقازيق وقناة السويس وبنى سويف والمنيا وأسيوط. وأضاف د. إبراهيم أن هذا المشروع مشترك بين الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم واحدى الشركات العالمية لصناعة الدواء، حيث توفر هذه العيادات التسعة خدمة مجانية للمرضي، بهدف التشخيص السليم فى إطار توصيات الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم بخصوص توحيد طرق التشخيص والعلاج على مستوى المراكز المشاركة، وتدار هذه العيادات تحت اشراف اساتذة القلب والباطنة بهذه الجامعات, وهذه العيادات مزودة بأجهزة حديثة لقياس الضغط على مدى 24 ساعة لضمان التشخيص السليم. وحذر د. محسن ابراهيم من التسرع فى اتخاذ قرار العلاج، نظرا لأن العلاج الدوائى للضغط يستمر مدى حياة المريض، لذا ينبغى التأنى فى اتخاذ قرار بدء العلاج لان الضغط من المحتمل ان يرتفع اذا توقف المريض عن تعاطى الدواء, لذلك يجب ملاحظة المريض لفترة قد تصل لعام كامل قبل تقرير العلاج الدوائى، مشيرا الى ان حوالى 30% من الافراد الاصحاء يتم تشخيصهم عن طريق الخطأ بإصابتهم بمرض ارتفاع ضغط الدم ويوصف لهم العلاج بدون مبرر، مما يسبب هدراً للموارد، بالإضافة إلى القلق النفسى الذى يسببه هذا التشخيص، لذا ينصح بقياسه عدة مرات وفى عدة زيارات للعيادة مالم توجد ضرورة عاجلة لبدء العلاج عند أول زيارة . وتوضح د. وفاء العروسي أستاذ ورئيس قسم القلب بطب قصر العينى ان ارتفاع ضغط الدم أكثر أمراض القلب والدورة الدموية شيوعا، وهو ومضاعفاته مسئولان عن اكثر من 50% من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية، وضغط الدم المرتفع لا يسبب أعراضا يمكن بها الاستدلال على وجوده، وأغلب حالات ارتفاع ضغط الدم ليس لها سبب محدد، ويسمى هذا ارتفاع الضغط المبدئى، ومضاعفات ارتفاع ضغط الدم تشمل تضخم وهبوط عضلة القلب وقصور الشرايين التاجية والجلطة القلبية والمخية ونزيف المخ وفشل الكلى وتمدد الأورطى وشرخ بطانة الأورطي. ويقول د. حسين رزق استاذ القلب بطب قصر العينى إن هناك العديد من مجموعات الأدوية التى تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم ويعتمد الاختيار بينها على خصائص كل حالة على حدة، والعلاج يستمر مدى الحياة مع إمكانية تعديل العلاج وفقا لما يطرأ على حاله المريض من تغيرات،والتوقف عن تعاطى العلاج يمكن ان يترتب عليه مضاعفات خطيرة قد تؤدى للوفاة . ويوضح د. خالد عاطف أن مشروع تشخيص وعلاج مرض ارتفاع ضغط الدم يستهدف الوصول الى 50 عيادة متخصصة لهذا المرض الذى يوصف بالقاتل الصامت, وحذر الصيادلة من تغيير الأدوية إلا بعد الرجوع للطبيب المعالج حتى لايؤثر تغير العلاج على حالة المريض. وأشار د. عبد المنعم ابراهيم استاذ علم وظائف الأعضاء بطب قصر العينى إلى أنه تم انشاء قاعدة بيانات لتوضيح خصائص هذا المرض بين المصريين وسبل السيطرة عليه، بعدما أصدرت الجمعية المصرية توصياتها فى 2014 لتشخيص وعلاج مرض ارتفاع ضغط الدم, وتستمر متابعة الحالات فى العيادات التسعة فى الجامعات لمدة 3 إلى 4 سنوات، يتم فى نهايتها التعرف بدقة على مدى انتشار هذا المرض والتعرف على أهمية العلاج غير الدوائى لتغيير منهج الحياة نحو صحة أفضل وكذلك كفاءة الأدوية المستخدمة فى علاج ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته بين المصريين.
