فى الوقت الذى كان فيه نيتانياهو يحيك مخططه ليهودية الدولة وقانون قومية إسرائيل، خرجت من حكومته أصوات تعارض وتصف سياسته بالتعسفية الفاشلة، أقدم على قراره الذى أثبتت الأحداث أنه غير مدروس. بالدعوة الى انتخابات مبكرة، وأقال 6 وزراء من يسار يمينه المتطرف على رأسهم وزيرة العدل تسيبى ليفنى، ووزير المالية يائير لبيد، فى أمل منه أن يعيد تشكيل الحكومة بتوليفة أكثر يمينية، متحدثا عن تفوق حزبه الليكود وقربه من الكتل الدينية ومزاج الشارع الإسرائيلى الأكثر يمينية، ولكن مع سخونة المعركة الانتخابية،ظهرت إخفاقات اجتماعية وفساد مالى وتصعيد للموقف السياسى مع الإدارة الأمريكية، وفشله المروع فى الوصول إلى حل نهائى فى ملف القضية الفلسطينية، والتى يعتبرها الناخب الإسرائيلى أهم القضايا التى تواجه حاضره ومستقبله، فيتحول الناخب الإسرائيلى إلى المعسكر الصهيونى، الذى اختار اسمه تنصلا من وصمه باليسار الذى بات تهمة فى ظل موجة التطرف التى تجتاح إسرائيل، لذلك غالى مسئولوه فى إقناع الجمهور بصهيونيته التى وصلت إلى حد وصف هرتسوج للمعسكر الصهيونى بأنه الأكثر صهيونية.وأظهر أحدث استطلاع للرأى العام فى إسرائيل تغيرا دراماتيكيا فى الخريطة السياسية الإسرائيلية بعد فوز تحالف حزب العمل بزعامة يتسحاق هرتسوج، وحزب الحركة برئاسة تسيبى ليفنى على حزب الليكود بحصولهما على (22 مقعدا) فى حين حصل حزب الليكود بزعامة نيتانياهو على (20 مقعدا)، وجاء فى الاستطلاع الذى أجرته شركة لصالح القناة العبرية العاشرة حصول حزب البيت اليهودى بزعامة نفتالى بيينت على (15 مقعدا)، يليه حزب الليكودى المنشق "موشى كحلون" بحصوله على (13 مقعدا)، وحصل حزب أفيدور ليبرمان "إسرائيل بيتنا" على (11 مقعدا)، ويليه حزب "هناك مستقبل" برئاسة يائير لبيد على (10 مقاعد) فقط، ويأتى بعد ذلك حزبا "شاس" و"يهدوت هتوراه" المتدينان بحصول كل منهما على (7 مقاعد)، بينما حصل حزب ميرتس اليسارى على (6 مقاعد)، والأحزاب العربية على (9 مقاعد) فقط بسبب نسبة الحسم الجديدة.
ويرى مراقبون أنه فى حال تحالف لبيد مع حزب العمل وكحلون وميرتس بعد الانتخابات المقبلة فسيحصلون على (49 مقعدا)، كما ستحصل الأحزاب اليمينية من ليكود، وإسرائيل بيتنا، والبيت اليهودى، على (48 مقعدا) ما يعنى تحول مقاعد الأحزاب المتدينة ال 14، والمقاعد العربية ال 9 إلى مقاعد فاصلة فى رسم هوية الخريطة السياسية الإسرائيلية المقبلة.
ورغم أن منافسى نيتانياهو والمحللين السياسيين كثيرا ما انتقدوه واتهموه بأنه ينتهج سياسة التخويف والتهويل من المخاطر الخارجية من أجل البقاء فى السلطة، فإنه مازال ينتهج السياسة ذاتها ويهرب من القضايا الاجتماعية، وإخفاقاته فى ملفات السكن والصحة وفرص العمل، ويركز على ما يعتبره المخاطر الخارجية، وعلى رأسها إيران.
ورغم أن البرامج الانتخابية المتصارعة على الساحة الإسرائيلية لم تتحدث أو تشر إلى مستقبل الفلسطينيين فى العملية السياسية، بل بالغ بعضها وأعلن أنه ضد حل الدولتين، باتت الانتخابات الإسرائيلية الشغل الشاغل للشارع الفلسطينى، ليتساءل من هو الحزب الذى سيفوز فيها ليكون أكثر رأفة عليه، ورصد المكتب الوطنى للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة تتسابق بأشكال وأساليب متعددة على كسب أصوات الناخبين، وبالتحديد المستوطنون، وقال المكتب فى تقريره إنه فى مسعى لرفع أسهمه للفوز بالانتخابات العامة أعلن نيتانياهو عن نيته اقتحام الحرم الإبراهيمى ضمن جولة لزيارة مناطق ومستوطنات فى جنوب الضفة الغربية، وأن زعيم حزب البيت اليهودى نفتالى بيينت وصل إلى مستوطنة "أرائيل" جنوب مدينة نابلس، وأكد موقف حزبه الذى يعارض قيام دولة فلسطينية، ويرفض فى الوقت نفسه وبشكل قاطع الانسحاب من أراضى الضفة.
وأصدر وزير الإسكان الإسرائيلى المتطرف آورى أرئيل مناقصة لمصادرة آلاف الدونمات غرب محافظة بيت لحم، ودعا المقاولين لتقديم عطاءات لبناء وحدات استيطانية جديدة غرب مستوطنة "بيتار عليت".
ورصد التقرير جملة من الانتهاكات الإسرائيلية فى القدسالمحتلة خلال الاسبوع الماضى، منها إعلان مؤسسة إسرائيلية تطلق على نفسها "الحفاظ على تراث حائط المبكى" عن مناقصة من أجل تنفيذ أعمال حفريات فى الأنفاق أسفل الحائط الغربى للمسجد الأقصى المبارك.